18 ديسمبر، 2024 10:59 م

مصطلح يعني أن الشعوب الضعيفة تبدو كفراخ البط التي تتبع أمها , وفي هذه الحالة تكون الأم قوة كبرى ذات تأثير وإقتدار في تقرير مصير الفراخ.
وبعض الشعوب كفراخ البط , التي تتبع قوة معلومة ومهيمنة , وهي “ماما” الوجود السياسي والتي تأمر وتنهي , وتصنع الأحداث والصراعات , وفراخ البط تتبع وتسبح خلف البطة الأم أينما ذهبت وإتجهت.
ويا ليت البطة الأم القوية مثل أم فراخ البط الحقيقية , التي ترعى فراخها وتذود عنهم وتعلمهم مهارات البقاء والتواصل في الحياة , لكنها أم شرسة ذات توحش وقسوة وعدوان , وقد تنهال على ما تختاره من فراخها فتقتله أو تأكله , وأحيانا تؤلب بعض الفراخ على البعض , وفي حالات متميزة تنفرد بفرخ وتجمع باقي الفراخ وتدفعهم للنيل منه وقتله وتوزيع أشلاءه بينهم.
هذه البطة الأم تقبض على مصير فراخها وتأمرهم بالسباحة في مياه مكتظة بالتماسيح والحيوانات المفترسة الأخرى فتعرّض فراخها للأخطار الجسام , وهي تريدهم صغارا وتنكر عليهم النمو والقدرة على التفاعل الواعي الناضج مع الحياة , وإذا بلغ الفرخ منهم درجة من القوة والقدرة على الحياة الحرة , ألّبت عليه الفراخ أو هجمت عليه ونتفت ريشه وجعلته عرضة للإنتهاء المهين.
بطة أنانية لا تحب إلا نفسها والفراخ تحيطها وتتبع خطواتها , وهي ذكية في أخذهم إلى مطبات ترضي رغباتها وطموحاتها البطية , إذ يمكنها أن تستبدل فراخها وتزيد من أعدادهم , فهي تكاثرهم وتبيدهم , وتنقصهم وتزيدهم , وفي جميع الأحوال تحقق أرباحا كبيرة وفوائد رائعة تؤهلها لتطوير حقول التفريخ , والإستثمار فيها بقدرات معاصرة لا تستطيع الفراخ المقهورة بها أن تستوعب منها خطوة أو منهجا.
وتمضي البطة الأم في ممارساتها الجبروتية وصولاتها الإفتراسية , والفراخ لا حول لها ولا قوة إلا الركض وراء الأم , حتى لو ألقت بها في جحيمات مستعرات ذات أجيج , فالأم تمشي وتسبح وتوقع مَن خلفها في مطبات وحفر وأنفاق وميادين هلاك فادحة.
والبطة تقف متباهية بقوتها وسطوتها , تنفش ريشها وتنتفض فترتعد الفراح منها , وهي مرهونة المصير بإرادتها , فلا قدرة عندها على الحياة الحرة بعيدا عن البطة الأم التي ترعى فراخها , وتشتهيهم وتفعل بهم ما يروق لها أن تفعل , والفراخ تبقى فراخا بحاجة إلى بطة ذات أمومة عجائبية الأطوار والتطلعات , إنها بطة عدوانية تحبها فراح البط المتظلمة المتلذذة بقهرها!!
فهل رأيتم بطة تأكل فراخها وتتبطبط؟!!