عبر التاريخ اشتهرت شخصيات بكونها محررة لبلادها وحصلت على سمعة كبيرة ليس على مستوى بلادهم بل تعدت حدودها ووصلت بلدان عديدة من العالم وباتت هذه الشخصيات كابطال قوميين لاممهم فمن منا ينكر دور مانديلا او مارتن لوثر كينج او المهاتما غاندي في نضالهم لتحرير بلادهم وقد حقق العديد منهم سمعة كبيرة كمناضلين لاجل قضايا المساواة وحقوق الانسان ومحاربة العنصرية بتجرد ومسؤولية وما نكتبه ينطبق على القائد الكردي صلاح الدين الايوبي ذلك القائد الذي انطلق من العراق على رأس جيش جرار يضم افراد ينتمون لقوميات مختلفة من بينهم عرب وكرد لتحرير القدس وهو يحمل الراية الاسلامية وليس الراية الكردية او علم كردستان متحديا الجيوش الصليبية .. ولم يكن صلاح الدين متحزبا لقوميته الكردية ولم يكن عنصريا فالعنصرية داء خطير اشبه بداء السرطان غالبا مايتردد كمصطلح في احاديث الناس وفي اروقة المجالس .. وعندما نتساءل ماهي العنصرية او التميز او التفرقة .. وماهي اثارها على المجتمعات سنصاب بالدهشة والغثيان حيث سنرى ان العنصرية هي محاولة تفريق او تفضيل يستند الى الاختلاق او التميز لفئة في المجتمع دون فئة اخرى بما يؤدي الى خطر او عرقلة للاعتراف او التمتع او الممارسة على قدم المساواة لحق انساني او حرية اساسية في الميادين السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية وغيرها من ميادين الحياة .. هذه المقدمة تثير فينا التساؤل .. هل توجد حدود او سدود بين ابناء الشعب الواحد في العراق الذي يضم العرب والاكراد والتركمان وكافة القوميات والاطياف الدينية منذ بداية العصر الاسلامي .. هل توجد حدود بين القوميات المختلفة بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 لا اعتقد ذلك فكل القويات والطوائف العراقية تعيش متساوية في الحقوق والواجبات ولم نسمع يوما وجود تمايز بين عربي او كردي فكلهم شركاء في الوطن ياكلون من نتاج ارضه ويشربون من ماء دجلة والفرات .. فتمر البصره يكمل لبن اربيل وهو يشكل اطيب وجبة طعام في المائدة العراقية فتمر البصره يأكله ابن اربيل والسليمانية وهو يتلذذ به ولبن اربيل يشربه ابن البصره والناصرية وهو يتلذذ به .. فلم هذا الخلاف والتفرقة ولم هذه العوائق ولم هذا التصعيد الغير مبرر لتجزئة العراق وجعله دول واقاليم وكيانات ضعيفة تسعى الى تنفيذه جهات اجنبية خارجية ومن بينها دولة الكيان الصهيوني اسرائيل التي هي في كل الاحوال تضمر الشر للعراق الذي طالما كان شوكة في عيونها ولاتريد له ان يكون دولة مستقرة خاصة بعد ان اوشك جيشه على انهاء ملف الارهاب وعلى راسه ” داعش” التي بدأت تلفظ انفاسها الاخيرة .. فالعرب والكرد شركاء في العراق ولم نجد يوما تباينا في الحقوق والواجبات بينهم فالكردي يسكن البصرة وهو يفتخر بمدينته والعربي يسكن اربيل وهو يفتخر بمدينته تجمعهم راية واحدة هي راية العراق وتوحدهم اغنية المطرب الكردي المرحوم احمد الخليل عندما صدحت حنجرته بالاغنية المشهورة ” هربجي كرد و عرب رمز النضال ” فكانت بمثابة النشيد الوطني بين كل العراقيين .. هكذا هي الروح العراقية روح مشعة بالامل روح لاتقبل العيش في وهم المخادعة والتظليل بالسعي لتكوين كيانات وامجاد من قبل شخصيات سياسية تسعى الى تحقيق مكاسب تؤمن لهم ادامة وترسيخ تواجدهم الغير شرعي بلا وعي او مسؤولية حتى لو كان ثمنها اراقة مزيد من الدم بين ابناء الوطن الواحد الذي تمتد ارضه من زاخو شمالا الى البصره جنوبا تحميه سواعد العراقيين النشامى عربا وكردا وتركمان وبقية الطوائف الاخرى يوحدهم حب الولاء لهذا الوطن ومن يتخلف عن الركب ويسعى الى بث روح التفرقة والانفصال نرمية بالحجارة وهو اضعف الايمان وان ازداد غيه سنخرجه من الركب وسيكون حتما ذليلا مكسورا تلعنه الاجيال التي هي صاحبة المصلحة الحقيقية في الوطن