من الخطأ ان نعطي الخلافات الحالية صبغة قومية بحتة بل انها خلاف سياسية لجهات واحزاب تشارك في السلطة ولايجوز التعميم على طيف معين في المجتمع وتنسيبها لكل تلك المجموعة والمخاطبة باسمها والاساءة اليها . وتفجر الصراعات الفكرية والسياسية والأجتماعية بين اطياف المجتمع . من واجب الدولة ان تقوم بواجبها في حماية المواطنين من الاشراروالجهال وعديمي الثقافة .والذين في الواقع يبثون سمومهم في استغلال مراحل التشنجات بممارسات طائشة لاهداف بعيدة عن واقع مجتمعنا والتي حذرت منه الحكومة على لسان رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والعديد من المسؤولين في مناسبات مختلفة .حيث تعكس التدني الاخلاقي عند هذه الشرذمة وهم على قلتهم ولكن يجب العمل على قطع دابرهم دون حراجة من ذلك للكف عن مثل هذه الممارسات الغير سليمة والاساليب الصبيانية والتطاول على افراد الشعب تحت سيف التهديد والوعيد ونشر الظلم والقهرالمستهجن والبيانات الكاذبة دون مراعات القيم المجتمعية الحسنة الموروثة عن الاباء والاجداد.
قد يعتقد البعض ان الازمة الحالية قد ادخلت العراقي في نفق مظلم او الانحدار نحو إلا عودة والامل بالله سبحانه وتعالى ان تعود الامور لما فيه الصلاح والاصلاح بجهود عقلاء الامة والخيرين وعودة من تخلف عن السفينة لركوبها قبل الغرق في مياهها الاسنة . ان دماء الشعب العراقي هي التي كانت وما زالت تسيل و اكتوى بنارها في كل جوانب حياته المواطن الذي لا ناقة له في هذه الصراعات الضيقة ولا جمل وتعطلت كل المشاريع التي كان معولاً عليها . ان جوهر الصراع ودوافعه هو الأستحواذ على مراكز السلطة والمسؤولية ومن اجل المال والثروة والحقيقة ان الاوضاع رغم صعوبة العبور منها إلا انها تحتاج للحكمة والموعظة الحسنة كي تدفع بالتي هي احسن و من واجب الساسة المخلصين بجميع مشاربهم السياسية والفكرية والاجتماعية السعي إلى إعادة لملمة الصفوف وطرد المسبب والدخول بحوارات جادة ومسؤولة لرأب الصدع والحصول على نتائج عادلة لكل اطراف الصراع بدل السلاح الذي اراق دماء ابناء شعبنا منذ اكثر من خمسين عام بسبب النزعة الشوفينية وسياسة الحزب الواحد . و الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت في الفترة المنصرمة بجرأة من أجل معالجة المشاكل القائمة وايجاد الحلول المناسبة بروح الأخوة والصداقة والتضامن لصالح المجتمع العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية المتعددة. لقد جرت الكثيرة من اللقاءات والمفاوضات الصعبة والاستقوائية دون نتيجة بسبب المغالات ومحاولات الهيمنة وافتضحت الكثير من الأسرار والممارسات واستغلت تلك الفجوات المجموعات الأرهابية وعصابات الجريمة المنظمة وفلول وايتام البعث الفاشي المعادية لطموحات الشعب العراقي وتطلعاته نحو غد سعيد ومتطور ، كلها كانت ترقص على انغام هذا الصراع من خلال الأختراقات في كل مفاصل الدولة وخصوصاً الأمنية منها بسبب الانفلات الغير مسبوق في اجهزة الدول . وتصفية الخصوم بذريعة حماية الجبهة الداخلية .دون حسيب او رقيب والافلات من القانون وفرض سياسة الامر الواقع على حساب الاكثرية الصامتة في المجتمع والتي لاسبيل لها سوى البحث عن لقمة الخبز لاشباع للعائلة .
على الحكومة الاتحادية اليوم مسؤولية كبيرة في ان تتخذ مواقف صارمة إزاء التجاوزات التي وقعت وما تزال ترتكب والدماء التي سالت وتسيل من اي جهة كانت ومحاولات الانتقام والإساءة أو التهجير القسري الممنهج هذه الظاهرة المتأصلة والغير الانسانية التي استورثها البلد من النظام السابق وقطع جذورها لاعادة هيبة الدولة ولكي يتنفس الموطن البريئ الصعداء وتعود ابتسامته المسروقة الى شفتاه وانهاء حالة التصارع . لاريب ان الوضع بحاجة إلى التغيير نحوالديمقراطية الحقيقية والحياة الدستورية والبرلمانية السليمة والحرية المقننة ومحاربة الفساد، كما العراق بحاجة إلى برامج للتنمية الاقتصادية والبشرية في كل انحائه . لاشك ان استباب الامن في البلد من واجب الحكومة المركزية والتي بالفعل تحملت المسؤولية الكاملة في ذلك وتبذل القوات الامنية جهد مضاعف في اداء هذه المسؤولية الكبيرة من باب الحرص على سلامة الوطن والمواطن واداء الواجب ويجب على كل فرد حريص ان يساعد هذه القوات في هذه المهمة الكبيرة ويقدم الدعم الممكن لها والأمن أنواع ، أمن عقدي وأمن فكري وأمن اجتماعي وأمن اقتصادي وسياسي وأمن عام ، وقد تتحقق بعض هذه الأنواع في بعض المجتمعات دون البعض الاخر لكنها لا تتحقق بكاملها إلا في المجتمع الذي يتحمل المسؤولية بوعي الالتزام بالقوانيين والتشريعات على حقيقتها . كما نعلم من الظروف أن إنسانا ما أو مجتمعا ما لا يستطيع الفرد منه أن يقوم بجميع الأعباء والواجبات ، بل المجتمع في وتعاون أفراده وقيام كل منهم بواجبه بمسؤوليته والتقاء الجميع على الهدف الأسمى وهو بناء الارض ، حب الخير ، والإصلاح للأمة والمجتمع ، والإنسان مدني بطبعة ويحب الاجتماع والتالف ويكره العزلة والوحدة والانفراد. رجال الأمن ، لبنة المجتمع الكبرى والعضو المؤثر في جسد ألامه و تتعلق أملها بالله ثم برجال الأمن الذين يخلصون الاداء والمتفانيين والتي لاتنام عيونهم يعولون الامن والامان لكافة طبقات الشعب دون تمييز ، ليكونوا على المستوى المطلوب وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم ورعاية ابنائها والقيام بالواجب ، والدفاع على ثغرهم .وهذا ما تحقق خلال فترة الحرب ضد الارهاب وكانوا بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم بأكمل صورة من حيث الحرص على حياة الابرياء في الجبهات والمحافظة على البنية التحتية واعادة المتضررة منها بسرعة بعد انجاز مهمة التحرير مباشرة والجيش العراقي منهم نال لقب أفضل جيش بالعالم لعام 2017 دون منازع للإنجازات العظيمة التي حققها والمسافات الشاسعة التي حررها ونوعية المعارك التي انتصر بها.حم الله العراق واهلة ووحدهم على الحق والانصاف