22 نوفمبر، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

لنتعلم لغة الحوار .. واليهودية ليست عار

لنتعلم لغة الحوار .. واليهودية ليست عار

قد يشتمني البعض لمجرد قراءة العنوان ويكيل الي الاتهامات بانني عميل الامبريالية والموساد من دون ان يكلف نفسه قراءة المقال ومعرفة مافيه ليلجأ بعدها الى حواربناء .. فقد اعتدنا ان نشتم من يخالفنا الرأي ولم نألف لغة الحوار برغم ما سببه هذا لنا من ويلات وخيبات .وقد كشفت ازمة اجراء استفتاء كردستان بعض عورات وسوءات مثقفينا و سياسيينا عندما عمد البعض الى الصاق كل التهم بالكرد ومنها ان والدة البارزانيين اصولها يهودية وكأن اليهودية عار وليست دين ..  وانستهم فورة الغضب والعاطفة كل ما يربطنا بهم فهم كشعب اخوة ولدوا من رحم العراق نفسه الذي ولدنا منه انهم اكثر من شركاء ولم يميزاو يفرق البعض الخلافات بين زعماء جميعهم اساؤا للوطن من دون استثناء وبين شعب لنا معه مواقف وتضحيات .

لن اتحدث هنا عن موضوع  رفع علم الكيان الصهيوني ، برغم رفضي لهذا الامر انطلاقا من موقف مبدئي ما زلت اؤمن به ، لان الجميع يعلم كم من سياسيينا اجتمعوا بصهاينة وتحت هذا العلم وهو ما اراد ان يكشف بعضه النائب مثال الالوسي عندما قامت الدنيا ولم تقعد لزيارته الكيان الصهيوني .. لن اتحدث عن هذا بل سادخل الى ماقيل من ان والدة رئيس الإقليم يهودية وكأن هذا الموضوع معيب ومخجل ، ولست هنا في معرض الدفاع عن مسعود بارزاني ، بل احتراما لعراق حضاري انصهرت وتفاعلت على ارضه انواع الثقافات . كما ان نشر مثل هكذا مواضيع يسيء الى العراق  وكأن اليهود كلهم اشرار وليس فيهم من يعادي الصهيونية مثل الكاتب العراقي اليهودي نعيم جلعادي او لم يكن فيهم شخصيات خدمت الوطن كحسقيل ساسون اول وزيرمالية عراقي وانور شاؤول الشاعر والمحامي وربما القائمة تطول اذا ما تمددنا الى اجزاء مجتمعنا العربي الكبير .ومن المؤسف اننا وكما يبدو نرفض ان نتعلم من تجاربنا القريبة وليست البعيدة ما سببه غياب العقل من هزائم ونكسات وربما لم يعرف البعض خاصة من الجيل الجديد ولم  يسمع كيفية استثمار الصهاينة وما زالوا ما كان يطلقه الاعلام العربي من شتائم واتهامات لليهود بشكل عام من دون ان يضع فاصلا بين اليهودية كدين والصهيونية كحركة معادية للعرب بل للانسانية ..لقد استغل الصهاينة ذلك وتمكنوا من استدار عطف العالم الاوربي جميعهم وهم يسمعونهم ما كانت تبثه اذاعاتنا من رمي اليهود في البحر وغير ذلك .. لقد وظف الكيان الصهيوني  بذكاء اشخاص كانت مهمتهم تسجيل ماكان ينشر في وسائل الاعلام العربية من تحريض ضد اليهود وتوزيعه في العالم . اقول لم نستفد من مآسينا وبقيت سياسة التخوين والقتل هي السائدة وكان كل طرف سياسي يخون الطرف الاخرفي جميع انحاء الوطن العربي الذي رددنا انه واحد واذا بنا نشظي اجزاءه الى ملل طائفية .. من يقرأ التاريخ السياسي يجد العجب فالشيوعي خون القومي والقومي صور الشيوعي عميل وملحد لمجرد اختلاف وجهات نظر كان يمكن ان تناقش بهدوء ، وهم  اي جميع التيارات السياسية اشاعوا ثقافة العنف والاقتتال بدل الحوار والسلام وضيعوا علينا فرص العيش الكريم .

اعلم ان بيننا وبين تعلم ثقافة الحوار واحترام الرأي الاخر مشوار طويل ، غير اننا علينا ان نبدأ بشكل صحيح وان نؤسس لاشاعة هذا النمط في حياتنا .. لانلوم سياسيين فاسدين فقد اعتادوا على تفريخ الازمات لانها ( اي الازمات ) ضمانتهم لاستمرار هيمنتهم على السلطة ومقاليدها ، لكني هنا اعتب على مثقفين وادباء انساقوا وراء  من يدق طبول الحرب برغم ان الحروب حتى بين الاعداء ليس فيها من منتصر .. اخيرا اما آن لنا كشعب ان نرفض تغييب عقولنا لصالح زعماء وقادة واحزاب وتيارات وان نتعلم ان نفكر قبل ان نطلق الاحكام.. من حقنا ان نختار ولكن بوعي وبعد دراسة ونقاش وقد نختلف او نتفق غير ان هذا لايعني اننا اعداء ..لنتعلم لغة الحوار لنتعلم .

 

أحدث المقالات