جمع اول مليون دولار من ثروته وهو في عمر الثالثة والثلاثين .انشأ شركة الاولى في عمر الثالثة والاربعين .
كان في شبابه متين البنيان منتصب القامة قوي البنية . يعتبر من اغنى رجال العالم حيث يعادل دخلة ما يقارب مليون دولار في الاسبوع .عرف عنه بعبادة المال لم يكن شي يلهب حماستة ويبث فيه القوة ويدخل الى قلبه السعادة الا بسماعه لصفقة قد تم عقدها ليرقص ويمرح .لم يكن لدية وقت للهو واللعب او الترفيه لم يُعرف عنه طوال حياته المرح اوالدعابة .حتى ان العاملين لديه كانوا يخافون منه قلقين على الدوام من مواقفه وتقلب مزاجه .كتبت عن الصحافة وألفت ضده الكتب والمقالات ووصفته (البارون المحتال) الذي لا يتورع عن سحق كل من ينافسه وتدمير العاملين معه .مقته عمال الحقول وتمنوا لو يلفوا حول عنقه حبلا غليظا ليشنقونه.جراء السخط العالم ضده وخطابات ورسائل التهديد التي كانت تصله قرر وضع حراس اشداء للمحافظة على حياتة من تيار السخط والغضب الذي تشكل ضده بسبب عبادتة للمال واستغلاله الجشع للناس .ما ان وصل الى سن الخمسين حتى اسلم نفسه لمرض العصر وهو القلق الذي بدوره حطم حياته وصحته، حيث بدى للناظرين كأنه دمية .اصيب بسؤء الهضم ليتساقط شعره، ولم يتبقى الا حاجبية مما اضطره لشراء شعر مستعار .حيث اجبر بسبب حالته الصحية ان يعيش على طعام قليل جدا والابتعاد عن العمل ليختار العزلة حيث يعيش فقط على اللبن والبسكويت،ليتحول الى هيكل عظمي مكسو بالجلد ذو لون اصفر باهت .حاول جاهدا ان يخفي مرضه لكنه فشل في ذلك . اما العمل او الموت اخر وصايا الاطباء له مما دعاه الى اعتزال العمل حيث قام بتعلم لعبة الكولف كذلك يمضي وقته بالزراعة والتودد الى الجيران واللهو واستماع الاغاني في عزلته . لكنه اخذ يفكر بصورة اكثر جدية وعمق في غيره من الناس والكف عن التفكير بالمال متسائلا :كيف يستطيع هذا المال الذي جمعته ان يهيىء السعادة للانسانية ؟
فبدأ اولا بأن وهب جزء من ماله الى كنيسة رغم رفض الكثيرين لماله لانه مستنزف من دماء البشر وارادو رد المال الى انه اصر على اعطاء المال .سمع ايضا بأن هنالك كلية صغيرة اضطرت لأغلاق ابوابها بسبب الدين عليها فقام بدفع الديون وتقديم مساعدات مالية الى هذه الجامعة والتي اصبحت من اشهر الجامعات بالعالم وهي جامعة شيكاغو . لم يتوقف المليونير روكفلر عند هذه الحد حيث قدم معونة الى الزنوج لمساعدتهم في انشاء جامعة فتم انشاء( جامعة تسكيجى)
وشارك ايضا في محاربة داء الانكلستوما الذي ظهر في جنوب الولايات المتحدة فتبرع بالملايين لمواجهه هذا المرض والقضاء عليه ليقوم بعد ذلك بانشاء (مؤسسة روكفلر الدولية الطبية) لتحارب المرض في جميع اصقاع العالم . حيث كان للمؤسسة الفضل في اكتشاف البنسلين، كذلك ايجاد العديد من العلاجات لأمراض الحمى الشوكية والملاريا والسل والانفلونزا وداء الوبيل الذي كان يفتك بحوالي 4 الى 5 مليون انسان .لقد كان متوقع له ان يموت وهو في عمر الثالثه والخمسين، الى ان الحياة استمرت به حتى وصل الى التسعين من عمر ليشعر المليونير روكفلر بالسعادة بعد ان تبدد القلق والحزن الذي خيم على حياتة طويلا، بعد ان قدم للناس الخدمات الجليلة والكبرى في مختلف المجالات الانسانية والطبية والعلمية لتبقى البشرية مدينة لخدماتة الكبرى ليذكر اسمة في كل المحافل امتنانا واحتراما لما قدمه من خدمات جليلة ونموذجا يحتذى به لكل الاجيال . مشكلة الاثرياء في الشرق الاوسط رغم حجم الاموال الطائلة التي يمتلكونها وللاسف لا يمتلكونها عن جهد ومثابرة انما عن لصوصيه وسرقة وابتزاز على حساب ابناء اوطانهم وبني جلدتهم مما يجعلهم نماذج سيئة الا تستحق الاحتذاء بها عكس الاثرياء بالغرب الذين يعتبرون نماذج حيه وصادقة عن الجهد والاخلاص والابداع والكفاح من اجل النجاح .قيمة الاموال بما يهبها الانسان في خدمة الانسان وما تجربة روكفلر لتؤكد ان ما يخلد الانسان ليس ما يملك بل مقدار ما يهبه لمساعدة الاخرين وتقديم الخدمات للمجتمع . وهي دعوة للاثرياء بان يتعلموا من الغرب كيف ساهم اصحاب الاموال في اثراء مجتمعاتهم وتقديم الخدمات الجليلة في مختلف المجالات سواء كانت في مجال الطب والتعليم والصناعة من دعم المؤسسات العلمية واقامة المنشات من اجل امتصاص البطالة ومواجهه التخلف والجهل .حيث ان العمل الصالح لا يرتبط بدفع المال للفقراء كما هو ديدن اغلب اصحاب الاموال بل على العكس اقامة صرح علمي لانشاء جيل يؤمن بالعلم والمعرفة او انشاء معامل ومؤسسات لمواجهة البطالة هو اعظم الصدقات واكثرها اجرا . قيمة المال بما تهبه لا ما يهبك .
ومضة:
المال كوسخ الأذن ، إن أبقيته ضرك و إن أخرجته نفعك
مثل غربي