كثير من البشر أو أغلبهم يحب كرسي الرئاسة، ومثال ذلك ما نعيشه اليوم بنتائجه الكارثية، وأغلب الحروب يقع ضحيتها المغلوب على أمره والمسكين، تلك المعارك التي يضحي بها الفقير ليأتي من هو ليس بكفء، ليجلس متربعاً على العرش وكأن شيئاً لم يكن، وتذهب تلك الدماء أدراج الرياح ليتنعم من تم إعداده لهذه المهمة، التي تم التخطيط لها من أشخاص منظرين، تقف خلفهم مؤسسات، تسيّر العالم بما يتلائم مع مصالحها .
أنس طبارة أستاذ جامعي في لبنان، يعتقد عكس ما يعتقده أغلب المسلمين، إضافة للتاريخ الذي بين أيدينا، ولا أعرف من أين إستقى معلوماته حول سيد شباب أهل الجنة، ويقول أنه إستحق القتل! متأثراً بأبن تيمية وعبد الوهاب، مؤسسي دين السلفية وموجديها، وبالطبع رأيه يطابق مفتي السعودية الأعور! وهنا يجب التفريق بين الرأي للطائفة السنية، وبين الوهابية التي تعاكس كل الآراء، سيما الأزهر الذي يعتبر الممثل للمكون السني في العالم الإسلامي .
كتب المؤرخون التابعين لدين يزيد شارب الخمر، ليوصلوا فكرة أن الحسين عليه السلام، حارب الخليفة الشرعي لطلب الكرسي! لتترسخ في عقول عامة الناس، لكنهم أغفلوا وتناسوا أنه حفيد وأبن في نفس الوقت، لنبي الرحمة “محمد” صلوات ربي وسلامه عليه، والأحاديث الصحيحة المنقولة في نفس الكتب بالتوصية بأهل البيت، ناهيك عن القرآن الكريم واضحة وجلية، ولا تحتاج لتفسير كونها من النصوص، وليس من باطن المعاني، الذي يُحتار في تفسيره، كما في باقي الآيات البائنة الجلية كشمس الصبح .
لو كان الحسين “عليه السلام” يريد الحكم والكرسي والأهداف الدنيوية، كما يزعم أعداء “أهلُ البيت صلوات ربي عليهم”، فما المغزى من جلب عياله وأهل بيته معه؟ وهو يعرف حقيقة أبناء الطلقاء أنه مقتول لا محالة، على يد أخس الخلق، وهنالك موضة جديدة، من بعض وعّاضُ السلاطين، يطلقون أحكام في الفضائيات دون خجل أو استحياء، أنَّ الحُسين “عليه السلام” وآل آبي سفيان تربطهم صلة قرابة، وليس من صالح المسلمين آن نؤجج فتنة ليس لنا بها طائل! بالمختصر يقولون سيدنا يزيد، قتل سيدنا الحسين! ولا أعرف كيف يتم التساوي بين القاتل والمقتول؟ ونعتهم بنفس الدرجة !.
“مثلي لا يبايع مثله” هذه الجملة تخرم أسماع التابعين للسياسة الأموية، التي تشبه السياسة المتبعة في بعض الدول المتسلطة على الشعوب المستضعفة، خاصة الدول العربية! التي تعتبر نفسها مطبقة للدين الإسلامي، وهذه الجملة تؤرقهم لأنها لا زالت ترن في الأسماع، ويسعون جاهدين لإسكاتها، وكل من ينادي بها، حتى لو بعدت عنهم بمسافات، سيما مواطني دولتهم! كما يجري في السعودية والبحرين بالخصوص، وباقي الدول الإسلامية بالعموم ويسعون جاهدين بمحاربة من يروج لمظلومية الثورة الحسينية .
إنتصار الدم على السيف هي النتيجة الفعلية، وبالمقارنة الإنصاف يأتي من هو ليس على دين الإسلام، وأبسط دليل العظماء من غير الملة، أمثال غاندي، وتشي جيفارا وغيرهم من الثائرين، بينما هنالك دول تعتبر نفسه عربية وتدين بدين الإسلام، تحتفل بيوم إستشهاد سبط النبي الأكرم “صلوات رَبي وَسلامُهُ عليهم”،ويقرعون الطبول ويعتبرونه يوم فرح! كما شرّعه مُريدي النيل من الرسالة المحمدية، والكرسي الذي أراد الوصول إليه سيد شباب أهل الجنة، ليس كما يصوره تابعي أعداء آل البيت، بل كان المقصود هو كرسي العدالة، وإحقاق الحق وإحياء الرسالة التي أراد رب العزة والجلالة لتكون أفضل رسالة وأحب نبي ليختم بها الرسالات .