قدر لهذه المسيرة أن تبلغ أشرف أهداف السماء ، وأن تجعل من آيات القرآن النظري واقعا عمليا ، وفهرس ومرجع ترجع إليه الأمة حين انكسارها ..
لأنها احتوت على كل عناصر البقاء والنجاح ، بقيادة المعصوم عليه السّلام ..
حيث أرسى قواعد تصلح لكل عالم الدنيا ، وما فيه من صراع بين الحق والباطل ، حيثما وجدت بذورهما في النفوس ..
الثورة التي قلبت كل المفاهيم المادية والعسكرية ، وأخذت تغير أسس وقناعات تكاد أن تكون ثوابت عسيرة التغير !
فكيف لمطلوب طريد بهذه العدة والعدد القليل ، والنساء والأطفال ، يقدم على مقارعة جيش جرار ؟
ماالذي جعل المعادلة فيها هذا الإصرار من الأقدام ؟
وماذا يريد بهذه الحركة الخاسرة ظاهريا أن يقوله سيد الشهداء الحسين عليه السلام ؟
غير أن أهل الإيمان الحقيقي ، ونماذج القرآن تأثيرهم مختلف ومن شأن حركتهم تغير كل قواعد اللعب ..
وهنا أعظم إشارة قالها القرآن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة !
بماذا ؟ بإذن الله تعالى ، قطب رحى دوران النجاح والفوز والظفر ..
ولعل ثورة السيد الإمام الخميني العظيم هي واحدة من الثورات الواعية للأهداف العميقة المنتجة .
وإلا كيف والعالم كله ضد التشيع بالعموم وضد ولاية الفقيه بالخصوص ، قدر لها أن تبلغ ما بلغت ؟
لأنها من ذات المسيرة العاشورائية الخالدة أخذت حركتها ، وكما فعل الخلود يوم سار مع النياق حارسا لها ، سيسير أخرى مع الثورة المباركة ، حتى يعي كل مؤمن ببركة الثورة أهميتها وعظمتها وخطر تطبيقها حسب ما ورد في كل أبعاد ثورة سيد الشهداء كربلاء ..