اختارت مجلة لانسيت الطبية البريطانية 20 شعبا يعانون من الكسل المؤدي إلى الموت طبقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، واحتل العراق المرتبة الرابعة عشر في التصنيف وتعتمد المجلة في تصنيفها ان هذه الشعوب تعاني من عدم ممارسة نسبة كبيرة من سكانها لأي نشاط بدني مثل المشي او العمل اليدوي مما يؤدي لإصابتهم بأمراض مزمنة.
انا اعتقد ان المجلة اخطأت في تصنيفها بإهمالها جانب مهم وهو تصرف هذه الشعوب في وقت الازمات فقد اخذت المجلة شعوب مرفهة لا تحتاج الى العمل الجاد مع شعوب تحتاج الى اعادة بناء كامل مثل العراق.
فاذا اخذنا هذا العامل واضفناه للتصنيف يحتل الشعب العراقي المرتبة الاولى بالكسل.
فالعراق خرج من حربين طاحنتين وسنوات حصار عجاف بسبب السياسة الطائشة للبعث الهدامي وبعدها عانى من حرب طائفية كل هذا لم تغير اغلب العراقيين وتنهي اتكاليتهم واعتمادهم على الغير، ففي السابق كانت الحجة ان نظام هدام نظام دكتاتوري قاسي من الصعب تغيره ولكن بعد سقوط النظام والتحول للديمقراطية اصبحنا نسمع حجج واهية يتخذها اكثر الشعب للتهرب من مسؤولياته مثل(شيفيد، وامريكا متخلي واحد يشتغل عدل، واذا راح هذا يجي انكس).
فاكثر الشعب العراقي ماهر بالمناقشة والكلام والنقد الهدام فقط ، و يريد ان يجلس في بيته وان لا يتدخل في عملية البناء الديمقراطي ليخرج فيرى العراق تحول الى السويد او الدنمارك!!!!
يجب ان نفهم ان الدول العظمى لا تبنى بقادتها فقط بل تبنى بشعوبها فدول مثل اليابان والمانيا خرجت من الحرب العالمية الثانية خاسرة ومعدمة الا ان شعبها اختار التضحية والبناء ليعودوا خلال سنين قليلة من الحضيض الى المقدمة، ودول ظروفها مشابهة لنا مثل ماليزيا والبرازيل ادعت ان وصول اشخاص للسلطة مثل مهاتير محمد (في ماليزيا) ولولا دي سلفيا (في البرازيل) هم اسباب نهضتهم ولكن في الحقيقة انه بالرغم من الدور الكبير الذي لعبه الشخصان الا انهما لم يصلا للحكم عن طريق الوراثة او الانقلاب العسكري بل من اوصلهم هو الشعب عن طريق الانتخاب.