الكونفدرالية، وفق القانون الدولي ، تعني اتفاق ينشأ بين عدد من الدول يقوم على مبدأ التعاون فيما بينها لتحقيق اهداف مشتركة، على ان تقوم هيئة عامة، تقوم بالاشراف على حكومات الدول المتعاهدة، دون ان تكون لهذه الهيئة صفة الحكومة العليا ، ولا تملك سلطان على رعايا تلك الدول ، وان الدول الداخلة في مثل هذا الاتحاد تبقى مستقلة ومحتفظة بشخصيتها الدولية (لا سلطان للمركز عليها )، فهل تم فهمها على انها استقلال مقنن بعكس الفدرالية التي تتخلى بموجبها الدول عن شخوصها لصالح الدولة الاتحادية وتصبح تحت سلطان القانون الدستوري اما الدولة الاتحادية فانها ستكون من اشخاص القانون الدولي، ولما كان العراق قبل دستور 2005 دولة بسيطة ،فانها بعد تطبيق هذا الدستور اصبحت دولة مركبة (فدرالية)اي ان الاقليم يتمتع بادارة شؤونه الاعتيادية، باستثناء الشؤون الخارجية ، والدفاع والامن العام وشؤون سك العملة واستحصال الضرائب الفدرالية ، اي ان كل الاختصاصات للاقليم باستثناء ما يتعارض مع السيادة واستكمال الشخصية الدولية، ويمكن اعتبار الاتحاد الاوربي ،هو احد اشكال النظام الكونفدرالي، فجميع الدول مستقلة ، ولكنها تشترك فيما بينها بشكل متطور من اشكال التنظيم الذي لا يفقدها لغاية تاريخه شخصيتها الدولية ، فالكونفدرالية ، تعني الاعتراف المتقابل بين المركز والاقليم بالاستقلال .ان الاخوة الكرد يتمتعون باعلى مراحل الفدرالية ورئيس الاقليم يستقبل استقبال رؤساء الدول ، وهو يستقبل الرؤساء ورؤساء الوزارات ووزراء الخارجية، اي اتخذ جزء من اعمال السيادة لصالح الاقليم ورفع العلم الخاص به الى جانب العلم الفدرالي، كما وانه لم يك ليسمح للقوات الاتحادية بدخول اراضيها والمعترف بها دوليا ، او انه قام بادارة المنافذ الحدودية ادارة اقليمية في حين انها من صميم اختصاصات السلطة الاتحادية. ان المشكلة القائمة بين المركز والاقليم هي مشكلة ناتجة عن مطاطية المواد الدستورية، وسؤ كتابة الدستور ، وخاصة فيما يتعلق بالنص على الادارة المشتركة للنفط والغاز . ولو استبعدنا اخطاء الدستور ، فان اشتراك جميع القادة السياسيين عربا اكانوا ام كوردا ،سنة وشيعة ، لقد اشترك الجميع في ولادة الازمات وتناسلها، لقد انغمسوا جميعا بملذات السلطة وحولوا احزابهم من احزاب سياسية الى احزاب تجارية ، وتباعدوا تدريجيا عن هموم الشارع وعاشوا في ترف مخز ، وحلقوا عاليا مجنحين بالفساد الذي طال كل شئ حتى وصل الى قوت الموظف في كردستان ولقد اخطأت الحكومة المركزية بعدم ايجاد الحلول المالية بينها وبين الاقليم مما سمح للفاسد من الجانبين للوصول الى مراحل الخلاف المميت ولقد كانت وسيلة القيادة الكردية لا بعاد الفشل عنها هي التخفي وراء الاستقلال ، واللجؤ الى الاستفتاء الغير دستوري ، فالعيب ليس في النظام الفدرالي رغم الاخطاء التي شابت تطبيقه العيب فيكم ايها القادة العيب في تمسككم جميعا بشماعات متلونة ، لتداروا فشلكم الطويل طيلة الاعوام التي تلت السقوط الحقيقي في كل شئ حتى في ثوابت الفدرالية وتطبيقاتها واليوم تتعالى الدعوات لتطبيق الكومفدرالية التي هي بحد ذاتها اشد وقعا من الاستفتاء ، لانها لا تقام الا بين الدول، هل وصلكم التنبيه….