17 نوفمبر، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

رئيس العراق لم تغط جثمانه بعلم العراق

رئيس العراق لم تغط جثمانه بعلم العراق

كثيراً من العراقيين حزنوا على رحيل المغفور له (مام جلال الطالباني)(رحمه الله)، وما زاد في حزنهم وآلامهم هم وجميع العراقيين الشرفاء، ان يشاهدوا رئيس دولتهم السابق، يغطى نعشه بغير العلم العراقي، فالكل يعتبر الراحل رئيساً للعراق ولم يكن رئيساً لإقليم كردستان، واعتبرت الغالبية من الشعب العراقي، ان ما حدث عند تشيعه هو اساءة للعراق بالعموم وللسياسيين الحاضرين والحكومة بالخصوص، لكنها لم تكن تلك هي الحقيقة البائنة للجميع، وإنما هذا هو الظاهر لمن يقرأ الامور قراءة سطحية بعيدة عن العمق الحقيقي للوقائع بذاتها.

ما زال بعض العراقيين يتذكر كلام المجرم والطاغية المقبور (صدام حسين)، عندما اعطى العفو العام عن جميع سياسيي العراق، لمن كان داخل السجون وخارجها وحتى الذين هم خارج العراق، بإستثناء إثنين فقط هم المرحومين ( الشهيد السيد محمد باقر الحكيم) والمرحوم (مام جلال الطالباني)، وهذا يدل على الالم والوجع الذي سبباه له تلك الشخصيتين(رحمهما الله)، وما لهما من اثر لغيابهما عن الواقع السياسي العراقي، ويجب على العراقيين ان يتذكروا فضلهما، وكان حضور البعض هو لرد جزء من الجميل.

رحل الرئيس العراقي السابق، وغطي نعشه بعلم إقليم كردستان فقط، بحضور عدد كبير من السياسيين العراقيين وغيرهم، من الممثلين لبعض الدول ومنها امريكا الرافضة للإستفتاء، ووزير خارجية ايران التي وصفت امر الإستفتاء بالخيانة، ووضع الزهور على نعشه حسب البروتوكولات المعمول بها في دول العالم، وامتنع سياسيي العراق عن ذلك، امتعاضاً منهم لعدم وضع (العلم العراقي) على النعش، إلا إن بعضهم انسحب ولم يحضر التشييع إطلاقاً، واعتبر بعض العراقيين ان هذا هو الرد الصحيح، والمناسب على تصرفات (مسعود البرزاني)، لكن الامر ليس هكذا.

(مسعود البرزاني) الذي كان في موقف الذليل، الذي لا يستطيع منع احد من الحضور في مراسيم التشييع، حيث كان اغلبهم قد نال من مسعود في وقت سابق، فمنهم من وصفه بالعميل الإسرائيلي، وبصدام الثاني، والبعض من وصفه بالخائن والمتغطرس، وغيرهم من اتهمه بالفساد وسرقة قوت شعب كردستان، ومنهم من نعته بالمتسلط وغيرها من الاوصاف، اليوم جميع من نال منه يقف على مسافة امتار بالقرب منه أو بجواره، وهو لا يستطيع ان يحرك ساكناً، والاكثر من هذا ان مسعود يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لدولة كردستان الجديدة، ولا يستطيع ان يمنع احداً من القدوم اليها او ألا بأخذ الاذن منه قبل المجيء، كما اوصلوا السياسيين له ولغيره رسالة واضحة المعالم كان مفادها “إن كردستان كانت وما زالت وستبقى عراقية الى الابد، وننزل بها متى ما شئنا ولا نحتاج الإذن من احد، كائن من يكون”، هذا الامر جعل البرزاني يشتاط غيضاً ولم يتفوه بكلمة، وتراه قد ابتلع لسانه عند حضور خصمائه على ارض دولته المزعومة، وهم غير مبالين بوجوده،

لم يكن تصرف (مسعود البرزاني) اساءة للسياسيين العراقيين، أو لغيرهم من الوافدين، من جميع الدول الحاضرة، بقدر ما هي اساءه للفقيد(رحمه الله)، وهي إساءة مقصودة بحد ذاتها، أو قد يعتبرها اخذاً بالثأر منه للسنوات الماضية، ومحاولة ايضاً للتقليل من شأن المغفور له أمام الحاضرين، وهذا ما اراده من ذلك العمل المشين، الذي ينم عن غياب الحكمة والتصرف العقلاني، في مثل تلك المواقف، فعجزه عن ان يمنع احد من الحضور دفعه ان يضع (علم اقليم كردستان)، وعدم وضع (علم العراق) على النعش، لكي يحرج الحاضرين جميعاً، ألا انه اصبح الخاسر الوحيد من تلك المعركة.

أحدث المقالات