لم تشهد وزارة التربية في تأريخها تدنيا في مستوى الاهتمام بها وبأجيالها مثلما هي عليه الاحوال في هذه الوزارة ، التي احتار العراقيون في كيفية وصفها ، للتدهور التربوي والتعليمي الذي وصل اليه ، بعد ان وصلت الاحوال باجيالنا الى حالة من اليأس والقنوط وتلاشي الامال حدا تعجز كل الاوصاف عما تعانيه هذه الوزارة التي راح الفساد وعدم الاهتمام بأحوالها وأحوال أجيالها الناشئة ينخر جسدها، فتتحول الى كهل عليل يشكو كل أمراض العصر اللعينة، بعد أن اوصد وزيرها كل الابواب امام الناس، ليرى نفسه الوحيد الذي لاينازعه أحد على غطرسته ولامبالاته بالاخرين، رغم انه لم يقدم لهذه الوزارة ،ما يمكن ان يشكل علامة دالة على منجز ولو صغير يمكن ان يشار اليه بالبنان.
ومشكلة وزير التربية انه لايقرا ما يكتب عن وزارته، ولا يعرف مايدور فيها ، وهذه هي الطامة الكبرى، فإن كان يعرف فتلك مصيبة ، وان كان لايعرف فالمصيبة أعظم!! أما مبرراته فلا يمكن لطفل أن يصدقها، وما أحدثه من تخريب في البنيان النفسي لالاف الطلبة من خريجي معاهد المعلمين والمعلمات ، لكان قد أدخل نفسه موسوعة غينيس في أكثر من أصاب الاجيال العراقية بويلات وانتكاسات مريرة، وأدعية الاف العراقيين والعراقيين على بلواهم منه ، ومما سببه لم من آلام وتلاعب بمقدرات ابنائهم ، وترك الالاف من ابنائهم يجترون نكسات مصيرهم الاسود الذي تركهم فيه ، وبخاصة خريجات معاهد المعلمات اللواتي بقين عاطلات بلا عمل، منذ أكثر من خمس سنوات ، تتكدس بهن بيوت العراقيين وهن محرومات من أبسط انواع الوظائف حتى ولو في حدها الادنى.
مأساة وزارة التربية تكاد تفوق كل مأساة، لانها تتعلق بمصر اجيال ، شباب وشابات، ولا تجد بيتا عراقيا ليس لديه غصة أليمة مع وزارة التربية، أو له معها مناحات، وأدعية بأن لايوفق الله القائمين على هذه الوزارة ولا يشملهم برعايته، بسبب حجم الأذى الذي الحقوه بأجيال العراق، ولا ادري ماذا سيفعل رب السموات والارض بمن تسبب في كل هذا الأسى والحرمان، ولا أدري ماذا ستقول الاجيال ذات الاختصاصات التربوية والتعليمية وهي تندب حظها العاثر ، لان الاقدار عاثت بمصيرها وتحول الكثير من الخريجين في سلك التربية الى ( أصحاب عربات ) أو الى ( أصحاب بسطيات ) وبعضهم ( حمالين ) في الشورجة، بعد ان يأسوا لسنوات طوال من تخرجهم من فرصة ان يجدوا لهم مكانا في احد مديريات التربية في بغداد والمحافظات، رغم ان حظ المحافظات أكثر بكثير من بغداد، بعد ان وصل (التوريق) في بغداد حدودا مرعبة لايستيطع تحمل نفقاتها الا أصحاب الملايين ممن أغدق الله عليهم بثروته ، حتى يكون بمقدوره ان يدخل ابنته أو ولده ضمن اخطبوط التعيينات الرهيب، وهو اخطبوط رهيب فعلا، لايعرف كنهه الا الراسخون في سجل الفساد الاداري والمالي، وليس الراسخون في العلم، لان الاخيرين سيذهب علمهم وتعليمهم هدرا في سوح البطالة، لايجد أحد من يهتم بهم، والحكومة نفسها تشكو اخطبوط الفساد، والكل ضائعة حقوقها بين القبائل.
وتبقى وزارة التربية ربما من أسوا الوزارات التي لدى ملايين العراقيين قصص مريرة معها، لانها لم تكن منصفة مع أبنائهم ولا مع أجيالها المبدعة، وتركتهم وحيدين ، يندبون حظهم العاثر الذي أوصلهم الى هذا المصير الملعون الذي لايحسد عليه، وكان الله في عون ملايين العراقيين وشباب وشابات العراق على بلواهم ، مما أصابهم من وزارة التربية من انتكاسات وهزات نفسية أليمة، وتركت الالاف منهم مرضى بالأسى والحرمان، وهم يصبون اللعنات على من تسبب في بقائهم محرومين من حق الحياة، والوظيفة ، وفي ان يكون لاجيالهم حضور في مجالات اختصاصهم، لكن لا أحد يسمع، فقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لاحياة لمن تنادي..
وتتحمل وزارة المالية القسط الأكبر من هذا السخط الشعبي ، إذ لم تترك هذه الوزارة أي ( وزارة المالية ) فرصة تحرم بها العراقيين من فرص العيش والاحساس بالكرامة الا وحرمتهم منها، وليس لديها مبررات عملية او مقبولة ، وسجلها في هذا الجانب ليس مشرفا على الاطلاق.