لقد كان العراق من البيئات النظيفة في العالم ، ولكن خلال ثلاثة العقود السابقة مر بحروب كارثية ، وشهدت البيئة والتربة العراقية تلوثا معقدا ومستمرا في دائرة مغلقة لبقية عناصر البيئة الأخرى ( التربة والهواء والمياه ) مخترقة كافة عناصر السلسلة الغذائية والنباتية والمنتجات الحيوانية وهذا ما ترجمته بكل وضوح التدهور الكارثي للحالة الصحية المروعة للأنسان المتمثلة بظهور ظاهرة الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية والعقم ، هذا الخراب الذي لحق بالتربة أثناء وفي نهاية كل حرب ، ومن مهام الامن البيئي هو تحديد المشاكل الامنية الناجمة عن المجتمعات البشرية وتاثيرها السلبي على البيئة ،ونوجز بعجالة عن الحروب المحلية والاقليمية التي خاضها العراق والاثار البيئية الناجمة عنها
– حرب الشمال والتي امتدت خلال الستينات والسبيعينات من القرن الماضي انتجت عن الحرب زراعة الغام واقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي وتدمير ابار المياه والمنشأت الزراعية ، وقد عرض كثير من التربة للتعرية
– الحرب العراقية الايرانية في تمانينات العقد الماضي نتج منها اضرار بالبيئة وتجفيف الاهوار،وتجريف ملايين النخيل ، وشريط حدودي بالاف كم غير صالح للعيش .
– حرب الخليج الثانية في بداية التسعينات نتج عنها إشعال آبار النفط يمثل وأثناء انسحاب القوات العراقية من الكويت قامت بسكب ما بين 4-8 ملايين برميل نفط في مياه الخليج مخلفة أكبر بقعة نفطية في العالم، وأحرقت 732 بئراً للنفط والتي كانت مصدر متواصل للنيران والأدخنة والتلوث والتي استمر فترة طويلة حتى تم إطفائها وهذه النيران تسبب مواد كيميائية تساعد على سقوط أمطار حمضية والتي تؤثر على التربة والمزارع والحيوانات وقد انتشرت سحابة سوداء داكنة الناتجة عن احتراق أبار النفط وقد أدت هذه ألادخنه لحجب الشمس ، وأدت إلى تلوث التربة وفي حرب الخليج الثانية ، كما تشير التقارير إلى استخدام قوات التحالف 350 طناً من اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج الثانية.
– حرب احتلال العراق في 2003 ونتج عنها كان للأعمال العسكرية دوراً بالغ الأثر على التلوث البيئي الخطير في العراق، ، إذ قدر استخدام ما يتراوح بين 1100-2200 طن من اليورانيوم المنضب خلال شهري مارس وأبريل، فضلاً عن عمليات النهب التي تعرضت لها مواقع تحتوي على مواد كيماوية ، وقد ظهرت بالفعل نتيجة ذلك حالات مرضية غامضة في العراق اعقبت الحرب الاخيرة ابرزها التشوهات الخلقية والاعتلال العصبي وسرطان الدم والثدي والغدد اللمفاوية .
– لحرب الطائفية 2005 ونتج عنها ترك مناطق الارياف وتهجير ساكنيها بسبب كونها مناطق للصراع وتواجد للارهابيين .
– الحرب ضد تنظيم القاعدة ونتج عنها من عام 2006 لغاية 2012 اهمال الزراعة بريف مناطق القتال ، وتوقف النشاط الزراعي والتي تشكل ربع مساحة العراق ، مما ادى الى انهيار السلةالغذائية العراقية والاعتماد بالاستيراد على ابسط المنتجات الزراعيةمن الدول المجاورة
– الحرب بتحرير الارض من داعش من 2011 لغاية 2017 وكانت بيدهم ثلث مساحة العراق ، واصبحت منطقة عمليات ونتج عنها نزوح مليوني من المزارعين ونتائج لا تحصى على البيئة والتربة على وجه الخصوص تهدد الحياة بكارثة من المخاطر
الخلاصة
إن حماية البيئة بالعراق لم تحظى باهمية أثناء ولا حتى بعد الحرب ، ووطنيا لم نجد مايشير الى الاهتمام بهذه الكوارث على مستوى الساسة او المنظمات او مراكز الدراسات الوطنية لكون الجميع منشغلين بالتحليلات السياسية ، وحتى الاعلام الوطني لم يسلط الاضواء على هذه الكوارث وابتعد عنها، ولاسيما ان البيئة والتربة بالعراق تمر بكارثة تهدد الحياة بمخاطر مروعة من آثار الدمار للحروب ، ولعجز الحكومة عن معالجة ايا من الاثار، وقد تحولت البيئة والتربة مصدرا لتدهور الحالة الصحية للمواطن ، يتوجب على المجتمع الدولي ابداء العون بقضية معالجة الكارثة البيئية بالعراق ومحاولة وضع خطة لأصلاحها.