لقد شاهدنا وسمعنا وقرأنا هذه الأيام الحبلى بالمفاجآت السارة للشعب الكوردي الجريح، لكنها لا تسعد حكام بغداد الثيوقراطيون، لذا اختلقت هذه السلطة الأعجمية الغاشمة في بغداد، ومن يسير في ركابها من الديماغوجيين أولئك الأوباش فاقدي الحس الإنساني، المعادون لتطلعات الشعب الكوردي المشروعة، أزمة مصطنعة لتصدير مشاكلها وفشلها في قيادة البلد إلى إقليم كوردستان، بناءاً على هذه الدسيسة الطائفية والسياسية والحقد والكراهية التي يضمرونها ضد لشعب الكوردي العريق جيَّشوا له في السر والعلن كل ما عندهم من نفايات المجتمع وحثالات السنة والشيعة إناثاً وذكوراً كي يعيقوا بهم مسيرة التحرر النهائي التي اختارها الشعب الكوردي في جنوبي كوردستان بطريقة سلمية متحضرة وذلك في الاستفتاء الذي صوت فيه بنسبة 92,7% بنعم لدولة كوردستان الديمقراطية. ليعلم كل من تسول له نفسه الدنيئة، أن يعادي هذا الشعب المناضل الأبي، لن يكون مصيره أفضل من مصير المقبور صدام حسين. ليعلم القاصي والداني من هؤلاء الجهلة القادمون من غياهب التاريخ، أن قافلة الشعب الكوردي تسير بعزم وثبات نحو هدفها الأسمى ولن تمنعها نباح الكلاب السائبة في قوارع الطرق، فلتلهث وتنبح قدر ما تستطيع خلفها لم ولن تقدر على توقف مسيرتها المقدسة نحو الشمس.
من الذين حشروا أنوفهم فيما لا يعنيهم سوى أنه من المعادين للحق الكوردي بالفطرة المدعو عبد الباري عطوان، الذي كان من أزلام المقبور صدام حسين والآن يقف مع نظام طائفي يختلف مع نظام صدام العنصري 360 درجة إلا أن عطوان لم يتغير ولم يغيير موقعه وموقفه المناصر لكل نظام دموي معادي للديمقراطية وحقوق الإنسان، مع أنه ينتمي لناس يقال أن لهم وطن محتل!!. عزيزي القارئ، إن العيب في هؤلاء بائعي الكلام لا يجيدوا تسطير الكلام كما يجب، إلا يعرفوا أن هناك من يستمع إلى أقوالهم الضالة ويفضح أكاذيبهم؟. في سرده لسلسلة المنجزات الوهمية التي حصل عليها الشعب الكوردي في العراق في زمن اللعين صدام حسين، في لقاءاً من الـ بي بي سي في 17 09 2017 قال عطوان: “إن بغداد كانت أكبر مدينة كوردية، كان فيها اثنين مليون كوردي”. لكنه لم يقل كم عدد الكورد في بغداد الآن؟ لم يتجاوزوا بضعة آلاف، هل نفوس تزداد أم تنقص! ثم أن بغداد فعلاً كانت أكبر مدينة كوردية، والكلام الذي قاله عطوان هو لصدام حسين قاله في إحدى اجتماعات حزب البعث المجرم، حين سأل قيادة حزبه: أ تعرفوا أية مدينة كوردية هي الأكبر. قالوا: أربيل سيدي، قال: لا رفاق بغداد هي أكبر مدينة كوردية، فيها اثنين مليون كوردي فلذا يجب علينا تصفيتهم وإبعادهم لأنهم خطر علينا في بغداد. وبعده قام بتهجير الكورد الفيايية الذين يتمركزون في مدينتهم بغداد إلى إيران، وحجز الآلاف من شبابهم في معتقلاته ومن ثم أمر ولديه المجرمين قصي وعدي بتصفيتهم جسدياً، وإلى الآن لم يعثروا ذويهم على جثثهم، ومنهم ابن عم لي اسمه (محمود مراد شيره)، هذه هي الحقيقة التي لم تقلها يا عطوان. أنهم يخافون من الكورد إذا كان عدده كبيراً في أية مدينة في العراق أو في كوردستان حين كانت تحت الاحتلال العربي. أدعوك أنت ومن على شاكلتك أن تذهبوا إلى أية مدينة كوردية في شمال كوردستان (تركية) أو شرق كوردستان (إيران) أو غرب كوردستان (سوريا) أو جنوب كوردستان (العراق) وتلاحظوا نفوس قاطنيها في انخفاض دائم. دعني اقدم لك نفوس مدينتي مندلي على سبيل المثال وليس الحصر كانت نفوسها أربعون ألفاً في أربعينيات القرن الماضي وصل في السبعينات و ثمانينات القرن الماضي إلى ربع هذا العدد، وخفض مستواها الإداري من قضاء إلى ناحية!!. إن القزم حيدر العبادي أيضاً كذاب ومدلس مثلك، قبل أيام زعم أنه يخدم شعبه الكوردي ولا يفرض حصار عليه ويريد له الخير الخ من هذا الاجترار، لكنه لم يحاول إيجاد رفات شباب الكورد اللذين أعدمهم بطل العروبة صدام حين!!. الآن على نفس النغمة الصدامية أزلام النظام الشروگيه يهددون الكورد في بغداد بالقتل والتهجير، يا عطوان الكلب نفس الكلب لكن اللون يختلف. يظهر أن عطوان يعيش في الزمن الماضي. يقول: “ماذا يريدون أن وزير الخارجية منهم ويأخذون 17% من ميزانية العراق”. يا هذا، أن وزارة الخارجية أخذوها منذ بضعة أعوام من الكورد وسلموها إلى روزخون لا يجيد ألف باء السياسة. لقد درس في جامعة الموصل وشاهد بأم عينيه يومياً أن نهر دجلة يأتي من شمال كوردستان (تركيا) وحين سؤل قبل عام عن نهر دجلة قال أنه يأتي من إيران!!. أما الـ17% يا أستاذ قُطع من قبل المالكي منذ عام 2014، وسار عليه خليفته العبادي. اصحى يا عطوان لا تدع العنصرية تعمي بصرك وبصيرتك. وفي سياق حديثه خلط بين شمال وجنوب كوردستان، وهذا يدل على أنه لم يرهق نفسه قليلاً حتى يعرف اتجاهات الوطن الكوردي كوردستان. وعطوان أيضاً استخدم نفس النغمة التي استخدمها الشاذون سياسياً بأن الوقت غير مناسب! المنطقة فيها حرب الخ. يا أستاذ، انتظر الشعب الكوردي مائة سنة، ومنح حكام العراق عشرات الفرص لحل القضية الكوردية إلا أنهم في كل مرة يكذبون ويدلسون ويماطلون الخ الخ الخ. أليس غالبية الدول قامت نتيجة الحرب العالمية الأولى، ومن ثم الحرب العالمية الثانية؟ أليست بنغلاديش صارت دولة عندما نشبت الحرب بين باكستان والهند؟. أليست أمريكا نفسها تأسست إبان الحرب الأهلية الخ. تحدث عن التجارة في بغداد وقال إنها بيد الكورد. يا هذا كان هذا زمان لقد تم تصفية التجار الكورد سنة 1980 بعد أن دعوهم كذباً إلى غرفة تجارة بغداد إلا أن واجهتهم كانت مديرية الأمن العامة ومن هناك تم تصفية قسم منهم والقسم الآخر أبعدوا إلى إيران، فلا تهرف بما لا تعرف يا عطوان. ثم تحدث عن غربي كوردستان (سوريا) كرر أكذوبة المدعو وليد المعلم الذي زعم أن نظامه مستعد أن يتحدث عن الحكم الذاتي مع الكورد. أنظر إلى مضمون الكلام يقول: مستعد يتحدث”. بلا شك سيتحدث مع ممثلي الشعب الكوردي شهر أو شهرين حتى يُميع الموضوع ويحوله من مجراه الحقيقي، ثم يقول لهم ها لقد تحدثنا ولم نصل إلى نتيجة مع السلامة عليكم ترك البلد وتسليم مناطقكم وإلا…؟. وهكذا تحدث الرئيس التركي أوزال، الذي قال ذات الكلام للكورد في شمال كوردستان تعالوا نتحدث عن الفيدرالية. من بركات هذه المحادثات ذاك هو الزعيم الكوردي (عبد الله أوجلان)اختطف وملقى في المعتقل نتيجة مؤامرة دنيئة نتنة قامت بها عدة دول عاهرة كبيرة وصغيرة؟. وفي جزئية أخرى ردد عطوان نفس النغمة الشاذة التي يرددها البعض أن علم إسرائيل رُفع في كوردستان. يريدنا نكوم ملكيين أكثر من الملك!. أليس العلم الإسرائيلي مرفوع في الضفة الغربية وعلى حدود غزة؟ أليس مرفوع في أكبر عاصمة عربية؟ أليس مرفوع في الأردن، أليس مرفوع في عاصمة عشيقتكم الطورانية أنقرة الخ. نحن الكورد يا عطوان شعب مسالم ونعشق الحياة، لا نعادي من لا يعادينا، هذا هو منطقنا في الحياة وفي السياسي. أما أنتم..؟ تعشقون الموت أكثر من الحياة وتريدون تحتلوا العالم تحت تسميات من العصور الغابرة هذا شأنكم استمروا في عدائكم للعالم أجمع و رددوا الشعر الجاهلي الذي ورثتموه من أيام السيف والدرع والفرس:
ملأنا البر حتى ضاق عنا … وظهر البحر نملؤه سفينا إذا بلغ الفطام لنا صبي … تخر له الجبابر ساجدينا.
يتبع