ما زال البعض يعتقد ان ثمة امتيازا في معارضة صدام حتى الان. بالنسبة لي صدام شخص يسكن المقبرة وقد عارضته حيا. وليس مدعاة لبطولة ان تكون حتى الان معارضا لشخص ميت. فقد عارضته حيا وكتبت عشرات المقالات ضد نظامه زمن المعارضة ودفعت ثمن ذلك. اما المعارضة الحقيقة حاليا هي معارضة الفساد والعنف وسوء الخدمات، معارضة ضد من ينفذون اجندات خارجية (توصيف مُخفّف للعمالة) معارضة ضد القاعدة والمليشيات والقتلة المأجورين. معارضة النزعة الصدامية لدى اي مدير عام او رجل امن. فالمفسد هو صدام صغير. والمدير العام الذي يظن انه نصف اله هو صدام صغير. اما الصداميون الكبار اليوم فهم من طراز من قال في جلسة خاصة في احدى عواصم الجوار حين سوئل: طيب والناس؟ قال طز بيهم. فالمهم ان ياخذ ثمن معارضته لصدام اموالا ومنافع وغنائم. أما السواد الاعظم من شعب العراق بالنسبة له فقد كانوا عبيدا لدى “ابو عدي”، وعليهم ان يشكروا الله لان المعارض القديم قد نال جزاء معارضته. ينسى هذا المعارض القديم وسلطوي اليوم ان “نضاله” لم يطح بصدام. ومن اطاح بالاخير الغزو الاميركي. وبالتالي لا فضل له، ولا لغيره باسقاط اعتى نظام دكتاتوري. اذكر في زمن معارضة صدام، ان سياسيا عراقيا وفي لقاء معه، سألني: ماذا تعتقد كيف ينظر كبار الساسة المعارضون لـ”ابو عدي”؟ اجبت بسذاجة يكرهونه بالتأكيد. ضحك وقال: لا هم معجبون به! على رغم كرههم له. فهو سياسي وهم ساسة، وشخصيته تبعث فيهم الحسد. كيف يكون لرجل مثلهم كل هذه السطوة والجبروت. “شرّدهم” خارج البلاد، وكل شيء طوع بنانه. بيده مقاليد كل الامور، ومجر ذكر اسمه ترتعد له الفرائص. علمت حينها ان في داخل معظم السياسيين تشوفا لنسخة اخرى من “ابو عدي”. انها الصدامية الجديرة بالمعارضة الآن.. اما ادعاء معارضة صدام حتى الان فهو امر فات آوانه، ولا داعي للتشدق به.