كانت الثقافة يوما سلاح يقتل به الجهل ، والتخلف ، وسوء الفهم ، بل وكان المثقف الحقيقي لا يصرف معه الجهد الكثير لإيصال أي مطلب له ، لأن عقليته جدا مهيئة لفهم المطالب حتى من غير جهد الكلام الطويل !
لأن ثقافته كانت رصينة وكل أدواتها ” العقل ” ورياضته في الانتقال السريع من المجهول للعلوم في أي مجال كان وتخصص !
وهذا الحال لا يعجب نظرية الحرب الناعمة ، كثيرة الأهداف شمولية الدمار ، عادلة التوزيع في بث سمومها وتعطيل ذلك العقل المثقف المملوء بالوعي ..
فما كان منها إلا سحب البساط منها عبر تغير منهج الثقافة الرصين إلى آخر قشري ، تافه لا يقوى على النهوض بوجه الأمور الدخيلة على ثقافة المسلم الخطر على دول الظلم والاستكبار ..
لترى الضحالة والملل ، والخواء والخرافة ، والصدر الضيق الحرج ، والتزمت بالخطأ بكل وسيلة ، بل صنع منه عدو لمواجهة العقل والعلم ، في ميدان الدين والاجتماع والاقتصاد والإعلام وكل شيء يمت للحياة بصلة !
وهنا نجحت النظرية ، مع قلة المعالجة الذكية من قبل المؤسسة المعنية ، بل هي الأخرى روضت حتى تقع ضحية هذه الرزية والتدهور الثقافي بصالحها على قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد ..
ومن هنا ترى الاستجابة والتفاعل في زمن مثلا السيد محمد باقر الصدر والسيد الإمام الخميني ..
لأن الثقافة لم تكن قد استعارات ثوب الجهل !
والاستمرار لا بيني بلد ، ولا يرجع عدو ، خاصة والوسائل تتعدد في قتل والوعي والإدراك للقضايا المصيرية الخطرة ..