17 نوفمبر، 2024 5:38 م
Search
Close this search box.

نظرية المؤامرة وهربجي كورد وعرب رمز النضال

نظرية المؤامرة وهربجي كورد وعرب رمز النضال

كلما نتحدث عن المؤامرة نتهم باننا (العرب) مهوسون بنظرية المؤامرة، وكلما نحلل الاحداث في منطقة الشرق الاوسط والخارطة الجديدة وربطها باسرائيل وامريكا نتهم بالعدائية وفوبيا الصهاينة، والوهواس القهري من الولايات المتحدة وسياستها.
ان التحليل السياسي المنطقي وتوجيه التهم وانتقاد دول معينة في سياستها وتدخلها في شؤون الدول الاخرى، هي ليست هوس في نظرية المؤامرة، بل هي حقائق يراد منها ايجاد الحلول ودرء مخاطر تلك المؤامرات، وكذلك ايضاح الصورة لجيل جديد فقد هويته الوطنية بسبب الانظمة الرجعية الحاكمة في العراق.
ولو عدنا بالزمن الى الوراء وبالتحديد 9/4/2003 يوم تغيير نظام الحكم الدكتاتوري وبداية الاحتلال من قبل الولايات المتحدة الامريكية، لوجدنا ان المؤامرة كان لها دور كبير من قبل اسرائيل وأميركا والدوائر الرأسمالية، في رسم نهج نظام محاصصاتي مقيت وبمباركة قوى سياسية مرتبطة باجندات خارجية، من اجل تفتيت وحدة ارض العراق وشعبه، فكان مشروع بايدن لتقسيم العراق الى اقاليم سنية وشيعية وكوردية هو روح المؤامرة وصوتها المدوي.
وقد فشل مشروع تشظي الارض العراقية الى اقليم سني وشيعي وخاصة بعد القضاء على قوى الارهاب داعش، ولكن هذا الفشل تحول الى حراك نشط للقوى المتأمرة لانجاح مشروعها، فكان قرار استفتاء اقليم كوردستان العراق حول الانفصال، وتمسك رئيس الاقليم مسعود بالاستفتاء ورفض الحوار مع المركز، بالرغم من عدم شرعيته الدستورية ورفض الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوربي له.
ولكن الدولة الوحيدة التي باركت هذا الاستفتاء وبذلت كل جهودها من اجل انفصال كوردستان العراق، هي اسرائيل من خلال عراب الانقسامات والحروب، الصحفي اليهودي والمرشح السابق لرئاسة اسرائيل، برنال هنري ليفي اذ كانت وجهته الاولى الى اقليم كوردستان خلال الحرب ضد قوى الارهاب داعش، وتوظيف الاهداف الاسرائيلية الامريكية الرامية لتقسيم العراق وتغيير خارطة الشرق الاوسط وبتغطية من حكومة الاقليم.
ان تواجد عراب التقسيم والحروب في يوم الاستفتاء ينذر بالخراب، كما فعل في البوسنة والهرسك ومصر وليبيا وجنوب السودان، واينما وجد الصهيوني هنري ليفي وجد التقسيم والحروب الاهلية والصراعات الطائفية.

ونحن مع حق تقرير مصير اخواننا الاكراد، والاستفتاء على ذلك لو كان في ظروف طبيعية وفي ظل حكومات وطنية سواء كانت في الاقليم ام المركز، حكومات ليس فيها فساد وغير مرتبطة باجندات خارجية، وفي ظل تفاهمات اقليمية بعيدة عن التأزم والتوتر في العلاقات.
ولكن تلك التمنيات تصطدم بالمؤامرة وتتوقف عندها ولكن املنا كبير في شعبنا الكوردي والعربي في تحدي تلك الحكومات والوقوف بوجه المؤامرات وافشال مشاريع تقسيم الوطن والشعب.
ولنبقى نتغنا بهربجي كرد وعرب رمز النضال.

أحدث المقالات