بعد تصدره للعناوين والنشرات الإخبارية; و بعد ردود الافعال الحكومية والشعبية; حل خريف القضية الاهم وعم الهدوء وعدنا من جديد نتصارع من داخليا ونعاني ازمات خارجيه من وضياع تقدمنا في سباق لعبة الوقت, لعبة الوقت التي لا يقدر الساسة قيمتها الا بعد فوات الاوان وحلول الفأس بالراس كما يقولون,
ميناء مبارك الكويتي اصبح امرا واقعا ووصل لنسب انجاز اولية في الوقت الذي لايزال ميناء الفاو الكبير (غريم مبارك) حبرا على ورق ملأ بالتراب ورُكن في رف المنسيات, فقد تناقلت وسائل الاعلام مؤخرا تصريحا للنائبة (المحترق كلبها حيل) عالية نصيف عن بلوغ نسبة انجاز الميناء الكويتي الى 20% في الوقت الذي يشهد فيه العراق ازمات و خلافات سياسية جعلت ملف ميناء الفاو في درك النسيان, ليس هذا وحسب فقد اتهمت الشركة العامة للموانئ العراقية الكويت برمي مخلفات بناء ميناء مبارك في قناة ام قصر, وكانت تصريحات الشركة تشير الى أن ميناء مبارك سيؤثر على الملاحة للقناة وخاصة الواصلة الى ميناء ام قصر الشمالي والجنوبي وميناء خور الزبير وميناء الغاز السائل,
ان نسبة انجاز تصل الى الخمس في هذه الفترة القياسية يثير الاستفهام ويعطينا مؤشرا بجدية الكويت في انجاز الميناء وعدم اهتمامها باي موقف عراقي او اتفاق ومشاورات جرت بل ربما انها كسبت تطمينات دولية وضوء اخضر على بعد القارات لبناء ميناءها المبارك,
الجميع ادرك خطر هذا الميناء على الاقتصاد العراقي مستقبلا واستبشرنا خيرا بتصريحات وزير النقل الشجاعة جدا حينها الا ان القضية عادت كما كانت فلا اخبار عن ميناء مبارك ولا عن ميناء الفاو الكبير ولا نعرف أي نسبة عن انجاز لمينائنا الذي كنا نتمنى ان يرى النور منذ زمان طويل, وعم الهدوء بانتظار هبوب العاصفة,
الكويت التي لا زالت تثأر من العراق كل يوم, السياسي الكويتي الذي يقدم هويته على هذا الاساس في تختلق فيه مشكلة ازلية مع العراق هي في غنى عنها, متناسين حسن الجوار ووحدة الدين والمشتركات التاريخية والعلاقات الدبلوماسية,
فالكويت مثلا صرّحت عن نواياها بشكل رسمي في قضية الخطوط الجوية العراقية وموقفها هذا يفسّر على رغبتها بعدم تقدم العراق ; يعطينا المحفز لنواياها المبيته بإنشاء ذلك الميناء وعلى ساستنا ان يتعاملوا بجديه مع هذا الملف المهم جدا بل لنقل الخطر جدا,
ان ضرورة انشاء ميناء الفاو الكبير يتماشى وقانون البنى التحتية الذي يجري بحثه هذه الايام في اروقة البرلمان العراقي, والمنافذ المائية تعتبر ثروة طبيعية من الثروات الاقتصادية التي يتطلب الامر استغلالها بشكلها الامثل والا عادت برما,
الان وفي هذه الفتره بالذات بات علينا ادراك قيمة الوقت الذي ضاع ويضيع سدى في القضايا والملفات التي ارهقت العراق وكلفتنا خسائر كبيره وجعلتنا بمواقف لا تحمد عقباها, فالعراق الان امام مفصل تاريخي ومنعطف اقتصادي مهم يحتم الحصول على مكسب دبلوماسي في هذه القضية وعلى ساستنا ان يوحدوا موقفهم تجاه القضية واللجوء الى الحوار وعدم ترك هذه التجاوزات والاضرار, ان استمر الوضع كما هو عليه الان فمعناه ان مشروع ميناء مبارك سينجز بعد سنوات قليله حينها لا يسعنا الا ان نقدم التهاني للجارة الكويت وميناء مبارك وكل عام وانتم بخير.