25 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

المحطة الاولى : محرّم ، كَساكَ الخوارجُ ثيابَ السوادِ

المحطة الاولى : محرّم ، كَساكَ الخوارجُ ثيابَ السوادِ

محرم الدم والشهادة اول اشهر السنة الهجرية التي من المفترض ان تكون بدايتها افراح ومسرات بقدوم الرسول الخاتم صلى الله عليه واله وسلم الى العرب لتبليغ الرسالة الختامية من الله تعالى ولتكون فيما بعد رسالة عالمية تدعو الى عبادة الله الواحد الاحد والالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه من خلال ترجمة الرسول الخاتم صلوات الله عليه لتلك التعاليم وتبيينها للناس كي لاتكون لهم حجة بعد ذلك ويتنجز العقاب على من يخالف لكن وكالمعتاد لكل رسالة اعداءها وبما ان رسالة الاسلام رسالة عالمية شاملة فلا غرابة ان اعداءها يكونون من اشقى الاشقياء ولعل من يتصفح التاريخ الاسلامي يجد ان اعداء الرسالة واعداء خلفاء الرسول الائمة المعصومين عليهم السلام ومن ينوب عنهم ان هؤلاء توحدت اهدافهم وخصوصا الخط الذي يدعي الانتساب الى الاسلام بدءاً من ابي سفيان الذين اسلم مكرها فقال له ولمن هو على شاكلته اذهبوا فانتم الطلقاء فتجد تجذر العداء الاموي للرسول واهل بيته سلام الله عليهم اجمعين من ابي سفيان الذي كان يذهب الى قبر الحمزة عم النبي الذي اكلت كبده هند بنت عتبة ويركل القبر برجله مرورا بمعاوية الذي خرج على امام زمانه علي بن ابي طالب عليه السلام وتمرد واستفرد بالحكم وبعدها شرع سب الخليفة الامام المفترض الطاعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام على منابر المسلمين وجعلها تبركا وقربة الى الله تعالى ثم ابنه يزيد الذي جيش الجيوش لقتل ابن بنت رسول الله الامام الحسين في كربلاء وسبي نساء النبي والذي اثبت الحاده وكفره بالاسلام من خلال شعره المشهور لعبت هاشم في الملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل فكذب الرسالة وكفر بالله لكي يحول الخلافة الى ملك على سنة ابي سفيان واستمر العداء السفياني للرسالة المحمدية الاصيلة في كل زمان ومكان اختلفت الاسماء والعناوين لكن المنهج ثابت وهو التكفير والزندقة والفجور وقتل النفس المحترمة فلو تأملنا قليلا لما يفعله خوارج العصر المارقة الدواعش وقورنت افعالهم مع افعال اي خليفة اموي او عباسي ستجد تشابه كبير من حيث المبدأ والخيانة والانحراف الاخلاقي والعقائدي كلهم اشتركوا في نقطة مهمة وهي القضاء على كل فكر اسلامي معتدل يدعو الى نبذ الطائفية والتناحر ويحرم دم المسلم على المسلم وهذا ما لا يرتضيه المنتفعين الخوارج الزنادقة فقتلوا وهجروا واحرقوا اتباع واحباب وشيعة الحسين كما قتله اجدادهم بالامس وسبوا عياله في شهر محرم الحرام شهر الفرح والسرور بقدوم الرسول وهجرته بالدين الاسلامي ليؤسس بعد ذلك اكبر دولة حق في تاريخ الانسانية تكون طليعة لدولة حفيده الامام المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فيا لك من شهرٍ صُبّت فيك مصائب قد خُطّت في صفحات الزمان أحزانها ، فيها بكت الأرض والسماء لقتل أقمار على الأرض لُفّت بالثرى أبدانها، سفينة قد أبحرت يأمن فيها الخائف وينجو بها المؤمن من الآخرة ونيرانها، قد بكى الأنبياء لخطوبها فالحسين وأهله وصحبه ربّانها. شهرٌ قد انعطف فيك مسار التأريخ، ليعلن صوت الحق مدويًا مستنكرًا فعل الطواغيت وأعوانها. خوارج العصر قد كسوك يا شهرُ بالسواد بقتل السبط وابتهجوا فتسلطوا، وحسبوا أن الجريمة تُنسى ويُنكَر تبيانها، ستبقى ثورةً مدى الأزمان، محرمٌ يوقدها، وبوجهِ كلّ طاغٍ يشحذ سيفَها وسنانَها. فالسلام على من اسس لانتصار الدم على السيف السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ورحمة الله وبركاته

أحدث المقالات

أحدث المقالات