تمخضت فكرة بناء المنشات الرياضية بعد دورة الألعاب الاولمبية في زمن الإغريق حيث كانت المشاركة واسعة من مختلف المقاطعات الإغريقية ولهذا تم إنشاء ملاعب رياضية تتسع لأكبر عدد من المشاهدين للاستمتاع بالمنافسات الرياضية وتشجيع الأبطال .
ومنذ تلك الفترة استمر تعمير وإنشاء الملاعب الرياضية وتحديدا في عصر الحضارة الرومانية والتي تميزت بالإبداع في المنشات الرياضية وكانت كلمة استاد رياضي تطلق في بادئ الأمر على مضمار الجري ثم على الملعب الكبير وبعد ذلك أطلقت على مجموعة المنشات الرياضية التي تحتوي على ملاعب متعددة .
وفي عام 1890 تاريخ إعادة تنظيم الألعاب الاولمبية هو البداية الحقيقية للتقدم العلمي في المنشات الرياضية التي أخذت كثير من الدول الأوربية على تطويرها تدريجيا حيث انتشرت هذه المنشات وبفنون معمارية متقدمة ومتطورة مازال التقدم في المنشات الرياضية حتى وقتنا الحاضر وتختلف من حيث الحجم وذلك تبعا للهدف من إنشائها فهناك المنشات التعليمية والتدريبية والتنافسية وهناك ملاعب الأطفال الأرضية والمسطحات الخضراء والساحات الشعبية والأندية الرياضية والمدن الرياضية ، ولذلك عرفت المنشاة الرياضية بأنها ذلك المكان المجهز بالوسائل والإمكانات الرياضية والمخصص لممارسة الأنشطة الرياضية .
وفي بلدنا العزيز العراق وبعد عام 2003 وضعت وزارة الشباب والرياضة خطط كثيرة ومستقبلية لبناء منشات رياضية في عموم المحافظات وقد استمر بناء هذه المنشات سنوات طويلة وشملت الملاعب الرياضية المغطاة بالتارتان والقاعات الرياضية ومنتديات الشباب والأقسام العلمية والمسابح .
وكانت حصة محافظة ذي قار من هذه المنشات الرياضية كبيرة حيث شمل مركز المحافظة وجميع الاقضية والنواحي وعندما تسلّم كريم دشر إدارة مديرية الشباب والرياضة في المحافظة وضع خطط متعددة لتطوير هذه المنشات بالتعاون مع الشعبة الهندسية والعاملين في هذه المديرية لشمول جميع مناطق الاهوار ببناء المنشات الرياضية كون هذه المناطق كانت محرومة من جميع البنى التحتية واستطاع إن يتابع بناء القاعات الرياضية في مركز المحافظة وفي قضاء الجبايش والبطحاء والإصلاح والفهود وسوق الشيوخ وتم افتتاح اكبر منتدى في حي سومر بمركز المحافظة وفيه مختلف الوسائل ويوجد بناء ملاعب لألفي متفرج وكذلك إعادة بناء الإدارة المحلية لكرة القدم .. وللحقيقة نقول إن هناك جهودا تبذل في بناء منشات رياضية بمختلف أنحاء القطر ومنها محافظتنا العزيزة ذي قار كون مديرية الشباب والرياضة هي المعنية بوضع الخطط اللازمة لبناء هذه المنشات .
ونأتي هنا إلى .. لكن ! كل هذه الجهود التي بذلت من إن اجل بناء هذه الصروح الرياضة وصرفت مليارات الدنانير على البناء والأمور اللوجستية ولكن لم تضع وزارة الشباب والرياضة ولا مديريات الشباب والرياضة خططا لتدريب موظفين أو عاملين لإدارة هذه المنشات حيث إن بعضه افتتح من قبل الوزارة وبقي مغلقا وتحيط به الأتربة ولايوجد من يديره بسبب عدم وجود التعيينات .. أو تم تنسيب موظف خدمة من إحدى الدوائر لإدارته وهذا خطأ فادح تتحمله الجهة التي وضعت اللبنة الأولى لتصميم هذه المنشاة الرياضية عليها ان تضع في الحسبان الكادر الإداري المتخصص الذي يدير هذه المنشاة مستقبلا .
ولهذا نجد إن هناك منشات رياضية تسر الناظر ببنائها وحققت رغبة الرياضيين في تلك المنطقة ولكنها بقيت مغلقة لعدم وجود كادر يديرها والتربة محيطة بها من كل الجوانب .
نأمل مستقبلا من وزارة الشباب والرياضة والمديريات أن تتضمن خطط بناء المنشات الرياضية تحديد الكادر الإداري والمختص بإدارتها .