ربما لايدرك الكثيرون أن رئيس إقليم كردستان مسعود البارازني سيكون (الرابح الأكبر) من (صفقة كبرى) يجري الاعداد لها وطبخها بهدوء ، مقابل ان يتنازل عن إجراء الاستفتاء في الخامس والعشرين من أيلول الجاري!!
فمسعود البارزاني (لعبها صح) هذه المرة.. وسيكسب الرجل ، ما لم يكن يحلم به منذ سنوات !! ..و( المكاسب الكبرى) تتمثل في :
**قبول دولي واقليمي لتمديد ولايته الرئاسية للاقليم ،،وسيكون هو (الحاكم الأوحد) الذي بيده الأمر والنهي على الأقليم بأكمله..وقد ضمن الحصول على (شرعية البقاء) كرئيس للإقليم لسنوات مقبلة!!
**الحصول على مليارات الدولارات من الخزينة العراقية ( الفارغة أصلا) لاموال لم تسلم من الموازنة للكرد في السنوات المقبلة..وضمان رواتب موظفي الاقليم!!
** تصرف أوفر بنفط كركوك واقتسام الثروات التفطية حسب الاتفاق السابق مع الحكومة..وان يكون لجماعة مسعود النصيب الأوفر من ثروة نفط كركوك!!
** ضمان عودة وزراء الكرد الى مناصبهم او اعادة تسمية وزراء جدد لهم في وزارات ومواقع مهمة في الدولة الاتحادية!!
** لفت البارزاني العالم كله الى ان الاستفتاء وتقرير المصير حق للشعب الكردي لايمكن نكرانه..وأظهر انه من يقود هذا الحلم على مدى سنوات مقبلة!!
**تجنب (المواجهة) مع دول الجوار وبخاصة تركيا وايران..اللتان هددتا مسعود بالويل والثبور..ورأى ان الموقف الدول عموما ليس لصالحه!!
** سيضمن مستقبلا حلا للمناطق المتنازع عليها وفق (تفاهمات خاصة) مع قادة التحالف الوطني، الذين وجدوا أنفسهم امام (مواجهة عسكرية صعبة) تكلف العراق الكثير هذه المرة!!
** اعاد البارزاني (وحدة الكرد) الى الواجهة ، وأعاد برلمان الاقليم الى الوجود..وسعى لتحقيق (التوافق) مع شركائه الكرد المعارضين في مستقبل قريب!!
والنتيجة ان التحالف الوطني هو الخاسر الأكبر في تلك (المعركة) او (المواجهة الحاسمة) تحت عنوان الحفاظ على (عراق موحد) وهم (مقسم) أصلا، ، ويكون (الشيعة) و (السنة) كشعب وقومية ، هم الخاسر الأكبر من الحرمان من أية وسيلة لامكان تحسين أحوالهم وأحول محافظاتهم ،في وقت قريب..ويبقى الاخوة الكرد يتنعمون بخيرات العراق على هواهم ، وكيفما يشاءون، وهم في كل مرة يحذرون (قادة التحالف الوطني) بأن (التحالف) معهم (مهدد) في أية لحظة، وانهم أي الكرد (أصحاب فضل) عليهم بأن تربعوا على عرش العراق، وهم من اسهموا معهم في تجريد (المحافظات الست) من اية معالم للوجود الفاعل، حتى ان محافظاتهم دمرت عن بكرة أبيهم..,بل وسيكونون هم (الخاسر الأكبر) من كل مايجري، من (مناورات) و (ألاعيب) ..فقد كانت أرضهم وشعبهم مسرحا لـ (تآمر شرس) تكالبت عليه كل قوى الشر من اجل ان تضيع دمهم بين القبائل!!
أجل الكرد هم (الرابح الأكبر) من كل تلك (المنازلات) و(حملات التصعيد)..وليذهب العرب المتصارعون المكبلون بالصراعات والحروب والفتن الطائفية والغارقون في جهلهم وطغيانهم الأعمى ، حتى آذانهم ، الى الجحيم!!
أما مزاعم الحفاظ على (وحدة العراق) فهي (الأكذوبة الكبرى) التي صدقها كثير من العراقيين..وما هي في الحقيقة ، الا (ورقة مساومات) في سوق النخاسة سرعان ما تسقط في أول مواجهة!!