السلام عليكم ورحمة الله
خلق الله الانسان وأعطاه الحرية وبامكانه أن لايعبده في حين خلق لأصل العبادة ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) لأنه ( لا اكراه في الدين ) ، اذا كان الانسان لم يجبر على عبادة خالقه فالأولى أن لا يجبر على قالب واحد للعيش .
وبعد ، ان العلاقة بين الشعب الكردي وقضيته العادلة وبين مراجعكم الكرام علاقة تأريخية ترجع الى أيام المرجع الكبير السيد ( محسن الحكيم ) عندما سئل عن مشاركة الجنود العراقيين في مقاتلة الاكراد ، فاجابهم بانه لا يجوز مقاتلتهم لأنهم مسلمون وجزء من الامة الاسلامية ، فهذه الفتوى ما زالت تقرع في اذهان الاكراد واذهان الشارع العراعي عموما والشارع الشيعي بالذات .
ايها المراجع العظام : أنتم تعلمون أن المطالبة بحق الهوية القومية لا تنافي المباديء الاسلامية الحنيفة حيث أن الله يقول في محكم كتابه ( ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم ) ، فالهوية القومية ليست بديلة عن الدين ولا يمكن المقارنة بين القومية والدين ، هي إحدى آيات الله على الارض لابد من أظهارها والحفاظ عليها وافشال كل محاولة تريد طمس الهويات القومية .
أنتم تعلمون أن الاكراد منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة وقبله كذلك الى سقوط النظام السابق كانوا يعيشون تحت وطئة الحكومات ، فهم دون غيرم من القوميات مقسمون على الدول المجاورة في المنطقة ، وانتم وشعبكم بحكم مظلوميتكم تحسون بالواقع الذي كان يعيشوه الاكراد من كل الويلات التي اتت عليهم خاصة تحت حكم النظام السابق .
أيها الافاضل : فإذا كانت الجهات السياسية لأغراض ما لا يتجاوبون مع المطالب المشروعة للشعب الكردي المظلوم ، فالاولى بكم أن تعلوا أصواتكم بجانب هذا الحق ( لأن الحق حق الى يوم القيامة ) و( إعدلوا هو اقرب للتقوى ) .
إن الشعب الكردي المسلم ينتظر منكم موقفا اسلاميا تأريخيا ، واذا كان هناك محاولات لتأجيج الشارع ضد الشعب الكردي فالاولى بكم أن تقوموا بواجبكم التاريخي الاسلامي لإيقاف هذه المحاولات التي قد تستغل لأغراض سياسية ولا تحمد عقباها .
أنا أعرف واعتقد اذا أختير الفرد الشيعي بين ان يتبع المرجع أو موقفا سياسيا فسيختار موقف المرجع على الموقف السياسي لأنه يرى أنه أقرب للحق والعدل .
إن المطلوب في العيش بين الانسان وأخيه الانسان هو اقامة العدل والاستقرار وعدم الاعتداء على الاخرين وليست المشاركة أو الشراكة الابدية ، فاذا كانت الشراكة تصبح مصدرا للازعاج وهضم الحقوق فالاولى التسريح بالاحسان .
إن المطلب الكردي اليوم لا ينافي لا القوانين السماوية ولا القوانين الارضية البشرية ، فهو مطلب في حدود امكانية البشر .
اننا بدل أن نكون شريكا في العراق نريد ان نكون جيرانا للعراق ، ، و لا يجوز أن يدفع الشعب الكردي تحت تاثير الاعلام نحو قضايا مرفوضة شعبيا لدى الشعب الكردي جملة وتفصيلا .
ايها الافاضل هذه رسالة من فرد كردي مسلم اليكم ، أعرف ان مسؤوليتكم تاريخية وكبيرة وتستطيعون أن توجهوا جماهيركم نحو عدم التأجيج الذي قد يكون مطلب سياسي ، وأكتب هذه الرسالة للتاريخ ، قد يكون هناك نفس لدى السياسيين من كل الاطراف ان يلعبوا بدماء الابرياء من اجل أطماعهم الدنيوية ، ولكن نعرف أن قتل مسلم أيا كان بغير حق اكبر من هدم بيت الله الحرام .
مع تحياتي واحترامي اليكم