انتظرت كثيرا قبل الدخول على مهاترات السيد مشعان الجبوري مع أبناء جلدته من عشيرة معروفة بحكمة أبنائها الأصحاء، الذين ذاقوا الأمرين من ” فهلوة” مشعان في خلط الأوراق لأنانية ذاتية ونرجسية تنقصها الواقعية أكثر من المغالاة في التلون، حسب مغريات الظروف المالية وتبويس اللحى وقت الحاجة بعيدا عن لونها، مما أفقده القدرة على مواجهة الحقائق برجولة لينزوي في خانة بياعي الكلام المنمق مدفوع الأجر.
و يتذكر مشعان قبل غيره، اللهم الا اذا توسع ثقب الذاكرة في المتبقي من عقله، اقول يتذكر جيدا حجم الأذى الذي الحقه بابناء عشيرته قبل غيرهم، عبر وشايات تمتد منذ سنوات عجاف بدات في نهايات ثمانينات القرن الماضي ولم تتوقف حتى يومنا هذا، مستغلا نفوذه المالي المشكوك جدا في طهارته، حيث غرر بضباط كبار وأصحاب مقامات من المقربين قبل أن يتفنن في ابتزازهم بكل الطرق لتحويلهم الى متسولين على أبوابه، بسبب عقد ذاتية تلازمه في حله وترحاله، بينما يغدق على ملذات يتهم غيره بها اليوم، ليخرج من مولد المساوما ت بلا حمص يذكر، بينما حافظ هؤلاء الرجال على كبريائهم وهم يأكلون حصى وعوده الملغومة.
وأكثر من ذلك فم ينتظر عاقلا من مشعان موقفا غير الذي يجتره ضد محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري وغيره من أبناء عشيرة الجبور الأصلاء، ذلك لأن مشعان يضيق ذرعا حد الجنون ضد كل شخص من أبناء عشيرته يتبوأ منصبا أو يحقق نجاحات مهمة فمشعان تنقصه الأهلية في ادارة حتى أموره الشخصية، فكيف يصمت ويرى محافظ صلاح الدين وقد توسدت ذراعيه المئات من العوائل العراقية لتنام قريرة العين تحلم بغد أفضل، حيث يضع أبو مازن هموم المواطن على راس أولوياته، فيما مشعان يدور حول نفسه لايذاء المزيد بثمن مدفوع بدأ من الطويري وسيارة أل ” بي أم دبليو” مرورا بقبض ثمن رؤوس أقرباء والبقية يعرفها العقلاء، ممن يستغربون قدرة مشعان على تغيير جلده، والتفنن في تقليد الحرباء بذكائها، والله يعين أبو مازن وأصحابه من مساومات الخائبين بالفطرة.
هذه المقدمة ضرورية لتذكير بعض الذين يتوهمون بصدق نوايا مشعان عندما يكيل الاتهامات لكل شخص من عشيرته يثبت كفاءة في الأداء وصدق في التعامل مع الثكالى والمحرومين، الذين لم يكن مشعان بعيدا عن ما وصلوا اليه من مآسي، لذلك لا عجب في أن يرفع خنجره ليغدر بالمقربين قبل غيرهم، فيكيل اتهامات للسيد أحمد الجبوري لأنه أنتصر للفقراء والمحتاجين في المحافظة دون مصالح ذاتية ضيقة، بل لأنه يحمل قلبا عراقيا طيبا ، تنتظم دقاته بابتسامة المنسيين، الذين يريد مشعان أن يسرق منهم أمل العيش الكريم أو على أقل تقدير الخروج من عنق زجاجة الحاجة، من خلال وعود نكث بما هو أكبر منها لحظة جلوسه على ” كرسي الحلاق”، ليتنعم هو بأموال السحت، على غرار ما فعله مع أفواج حمايات النفط ، يوم كان يقدم لهم بيضا وخبزا وطماطة، وينهب رواتبهم المقدرة بالمليارات لينفقها على تلميع صورته في أماكن الملذات وشراء ذمم انقلبت عليه حقدا وضغينة لا تكفر عنها سلاطة لسان يجيد فقط تزوير الحقائق.
لانجد وجه مقارنة بين سمعة السيد ابو مازن في عموم محافظة صلاح الدين ، الذي انتصر للمحتاجين من موارده الخاصة، بشهادة غير المحبين قبل أصدقائه، بينما نهب أبو صقر أموال العراق من الموصل مرورا ببغداد وحتى جبال كردستان، التي كانت مسرحا لتجارة، ظن أنها لن تبور، قبل ان ينقلب السحر على الساحر، فتصبح كردستان كأبواب جهنم ، بعد أن تنكر للجميل كما هي عادته بحثا عن وجاهة مفقودة أو بالأحرى ولدت ميتة أصلا، وخير دليل على ذلك ان أصدقاء مشعان يعدون على أصابع اليد الواحدة، بينما محبي أبو مازن تضيق بهم القوائم الطويلة جدا، لأنه وعد فأوفى ، بينما غدر مشعان فآذى..
وفي استطلاع خاص للرأي بين ثنايا صلاح الدين لم يحصل مشعان الا على أصوات التائهين في ظلام تزييف الحقائق، بينما حصد أبو مازن مساحة تتناسب ومواقف الشجعان، حتى أن غالبية مطلقة تقول ” من العيب المقارنة بين الرجلين، فمشعان يتلذذ بعوز أهله ويتمنى لهم المزيد من الحرمان، بينما حملت لهم أكف أبي مازن ماء الحياة الكريمة ، لتزرع في نفوسهم ثوابت حياة كريمة، حسب الممكن، فيما تفنن أبو صقر ومن معه في توسيع خنادق حرمانهم ، حيث الكرم عندهم نفاق وزلفى خادعة بيما ينحت أبو مازن في الصخر لتخفيف عبء الحياة عن المظلومين بأنانية المتسلطين ولو بالصدفة”.
ليس هناك من ضغينة تسوقنا لتأشير هذه الحقيقة، لكن المسؤولية التاريخية تجبرنا على انصاف الشجعان بل والدوعوة لمزيد من تكريمهم والمباهاة برجولتهم، لا سيما وأن الكرم شجاعة، ومن لا ينتصر لأهله لا يستحق وصف الشهامة،بينما التفرج على ضنك عيش المواطن خيانة عظمى، فكم من ثكلى اعاد لها ابو مازن الابتسامة بطرق مختلفة، وكم من يتيم رتب على اكتافه بنوايا صادقة وبروح المسؤولية، لتبقى كفة هذا الرجل راجحة جدا، لا بل تكاد ان تكون ميزان عدل في زمن، يرواغ غيره ذات اليمين وذات الشمال كي تتسع دائرة المحرومين.
لانجد ما يبرر تسويفات واتهامات ابو صقر غير قناعته المطلقة بأن الزمن قد تجاوزه الى أبعد الحدود ، ولم يعد له من وسيلة غير خلط الأوراق، متجاهلا عن قصد معرفة الناس، والمقربين منه على وجه التحديد، بانه أصبح من الماضي التليد وأن الأصوات التي يدعي انها تناصره غير موجودة حتى في ” الزوية ” مسقط راسه، بينما يتباهى أبناء صلاح الدين على مختلف مشاربهم بمواقف أبو مازن، التي لم تكن محددة بفئة دون غيرها، في وقت حرم مشعان عشرات العوائل بل المئات من استحقاقات وظيفتها يوم توهم أنه أصبح رمزا عشائريا، علما أن مواقف الرجال تقاس بحجم التضحيات لا بخلط الأوراق حسب متقضيات الانانية الذاتية.
ولمن لا يعرف الكثير عن علاقاتي بالسيد مشعان فهو صديق قديم يجيد فقط خلق الأعداء بسبب نرجسية عالية في غير محلها تحكمهاعقد شخصية ، تعود من خلالها العزف على كل الأوتار ليجد نفسه وقد أصبح مذياعا لأخبار لا تتناسب الا وبحثه المزمن عن الوجاهة بكل السبل، ومع ذلك نتمنى ان يعرف ان أحدا بلا خطيئة علما بأنه من الخطائين غير التوابين، لذلك تضيق عليه يوما بعد أخر الدوائر، فيما ابو مازن وأصحابه يتلمسون خيوط شمس الكرامة والعزة من خلال الانتصار للمحرومين عبر مبادرات ذاتية تترفع عن الاختلاس وسرقة جهود الأخرين،ولله في خلقة شؤون لمن يريد أن يعتبر بكارثة مساومات ما بعد منتصف ليل الخيبة!!
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]