22 نوفمبر، 2024 10:14 م
Search
Close this search box.

امانة بغداد….من سيء الى اسوأ

امانة بغداد….من سيء الى اسوأ

بعد ان قامت الدنيا على عبعوب امين بغداد السابق ،تصورنا ان الحكومة ستأتي بنزيه وكفوء لتولي هذه المهة.ولكن الحكومة التي لا تستطيع ان تميز بين النزيه والفاسد جاءتنا بامين لبغداد غير فاسد ولكنه بالتأكيد فاشل. فالسيدة ذكرى علوش استاذة جامعية وقد تولت عمادة احدى الكليات العلمية ،الا ان مهمة ادارة الامانة تحتاج الى مسؤول له خبرة واطلاع على ما يجري في امانة بغداد وكفاءه تؤهله لخدمة ثمانية ملايين بغدادي .وهذا ما تفتقر اليه السيدة علوش .
كانت بغداد في عهد امينها السابق قد اختنقت بروائح الاوحال وتحولت شوارعها وساحاتها وحتى ازقتها الى مكب عام .وهي – اى بغداد – مازات على حالها بعد مرور اكثر من سنتين الى رحيل امينها السابق الى جوار ربه في امريكا. فلم تتحسن اي من خدماتها بعد ان تولتها علوش، بل زادت سوءا.
فالامينة التي خلفت عبعوب لم تكن قادرة على مكافحة الفساد الذي هو أس البلاء.فقد خلف لها عبعوب الكثير من المسؤولين الفاسدين وهؤلاء قد اسسوا لفسادهم على قاعدة واسعة من المديرين الذين كان الفساد المالي والاداري جامعهم المشترك.واقول ،ولا اظنني اظلم احدا ،ان نسبة الفاسدين من بين المديرين قد تصل الى 90 بالمئة ان لم تكن اكثر.فكيف والحال هذه ،تستطيع السيد علوش من محاربة الفساد اذا كان معظم كادرها الاداري والفني من الفاسدين ؟
قد يقول قائل انها تستطيع ان تستبعدهم والاتيان بغيرهم ممن عرف عنهم الشرف والكفاءة .ولكن هذا مستحيل ،فلكل واحد من هؤلاء الفاسدين من يحمي ظهره!
منذ نصف قرن وحتى الى ماقبل سنوات قليلةكان الرصيف محترم ولا يسمح باستغلاله من قبل الطامعين .الا ان الرصيف الذي خصص للمشاة حماية لهم من السيارات قد بيع لاصحاب المحال التجارية من قبل موظفي الامانة .وبالطبع لن تذهب مبالغ البيع الى ميزانيتها.وقلما تجد رصيفا في شوارع بغداد لم يتم استغلاله واشغاله من قبل اصحاب المحلات التجارية .وبتذرع مسؤولو الامانة بانهم لا يستطيعون منع اشغال الرصيف للكون الشاغلين من الفقراء وهذا كذب .فقد تمددت المطاعم والمقاهي والمولات على الرصيف.ولن تجد بينهم فقيرا.اما الاسواق التي تسمى بالشعبية فقد تم تأجبرها الى اشخاص بسر قفلية كبيرة.وايجار شهري يدفع للمراقب البلدي بانتظام .والطبع من دون وصل!واذا تلكأ بعض اصحاب المحلات هذه في دفع الايجار ،تهجم عليهم الامانة وتهدم بعض محلاتهم بحجة ازالة المخالفات!..
واذا ما اردنا ان نتحدث عن الساحات العامة التي استولت عليها عصابات مسنودة من قبل كبار الموظفين بالامانة.فلن نأتي بجديد اذ ان تلك الساحات قد تم تأجيرها لمعارف كبار المسؤولين او اقاربهم مقابل مبلغ زهدة.وحددت اسعار مبيت او بقاء السيارات فيها لوقت محدد.ولكن ما يتقاضاه مستاجر الساحة اكبربكثير مما سعرته الامانة .واذا كان السعر الرسمي لبقاء سيارة في الساحة الفي دينار.فان السعر المفروض قسرا غلى مالك السيارة لا يقل عن خمسة الاف دينار.
قلنا، بالبداية ان بغداد تكاد تختنق من كثرة الازبال التي لا يخلو منها شارع او زقاق او ساحة.ولم نعد نرى عمال البلدبة يرفعون الازبال والانقاض من امام البيوت او المحلات ،كما كان يجري سابقا.بل كل بيت صار عليه ان يترك ازباله برأس الزقاق او على الجزرات الوسطية بالشوارع ..وتظل هكذا لعدة ايام حتى تأتي سيارة الامانة لترفع بعضها!ومحلتنا،او بالحرى حينا( حي الاطباء )الذي هو في مركز بغداد دليل على ذلك.كل هذا واسوأ منه صار على المواطن البغدادي ان يتعايش معه.والذي لا يعجبه هذا الحال فليرحل .كما يقول بعض موظفي الامانة.
واخيرا… اقول ان نزاهة السيدة علوش لا تشفع لها ،ولا يجوز لها شرعا وقانونا ان تقبل بهذا الحال…واذا ما كانت لا تستطيع ان تقوم بمهامها بوجود هذا الكم الهائل من الفاسدين .فالاكرم لها ان تغادر…وتعود الى جامعتها.

أحدث المقالات