22 نوفمبر، 2024 11:57 م
Search
Close this search box.

صحافي عراقي يطالب ( المالكي ) بالاستقالة !!

صحافي عراقي يطالب ( المالكي ) بالاستقالة !!

نظراً لتكاثر ونمو عدد كبير من يحسب نفسه على الوطن الحر وتأثيره السلبي على مجمل الواقع السياسي في العراق وعدم حملهم الأمانة والواجب التي كلفوا بها بص…
دق ما أدى إلى عدم شعورهم بالمسؤولية وقيام عدد كبير من الطارئين على العمل القيادي وانقيادهم واستعبادهم من إطراف حزبية وسياسية وكتلويه وطائفية أدى إلى فقدانهم الاستقلالية في نقل حال البلد التي يمر بها وطننا العزيز بشكل جاد وحرفية ومهنية عالية وحدوث ثغرة في منظومة العمل الوطني سببته بطبيعة الحال من تأزم العلاقة بين الكتل السياسية والعاملين في هذا الحقل وبين المواطن الذي أخذ ينظر بشك وارتياب وعدم احترام العاملين في هذا الميدان الكبير واستبدال وتواطؤ ملحوظ مع الأجندات التي تحملها هذه الإطراف ولا تريد لبلدنا الغالي إلا الدمار والخراب .
حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعكس حالة العزلة التي تعيشها اليوم ، والاخفاقات المتوالية التي تواجهها ، محنة هذا البلد في اوضح صورها ، والحاضر البائس الذي يعيشه والمستقبل الغامض الذي ينتظره .
الإجماع الوحيد الذي يوحد العراقيين على مختلف طوائفهم وأعراقهم ومذاهبهم هو على فشل السيد المالكي وحكومته ، وضرورة استقالته أو إقالته ، والشخص الوحيد الذي يخالف هذا الإجماع ، في الوقت الراهن على الأقل، هو الرئيس الأمريكي اوباما ، ليس حبا فيه أو إيمانا بكفاءته وقدراته ، وإنما لأنه لا يملك البديل له ، ويخشى من حدوث فراغ سياسي وأزمة دستورية في ظل وضع امني متدهور لا يسمح باجراء انتخابات جديدة ، وان العراقيين اليوم لا يصدقوا بأكذوبة الديمقراطية الأمريكية لما جرته عليهم من مصائب وكوارث وتطهير عرقي ومئات آلاف الشهداء وملايين ألجرحى .
نصف وزراء السيد المالكي لا يمثلوا حكومة نوري المالكي إنما يمثلون الأحزاب والكتل التابعة لهم ، والنصف الآخر المتبقي يعيش في حالة من الشلل والإهمال والتهميش ، ويحظي بقليل من الشرعية ، لان بعضه ينتمي إلى حزب الدعوة الذي يمثله رئيس الوزراء ، إما البعض الآخر فاستمرأ المنصب الوزاري وامتيازاته ، وقرر التمرد علي التكتل السياسي الذي ينتمي إليه ، مثلما هو حال وزارة السيد اياد علاوي التي سبقت هذه الوزارة .
إي رئيس وزراء يعيــش ظروفا كهــذه ، ويواجه العــزلة والنــبذ من معظــم ألوان الطيــف الســياسي في الــبلد الذي يـــرأس حكومته ، مـــن المفـــترض أن يقــدم استقالته ، ويحل حكـــومته، ويدعو البرلمان الموقر إلى انتخابات عامة ، طالما انه يردد إيمانه بالديمــقراطية ، ويتغني بفضائلها، مثلما هو حال السيد المالكي ، ولكن الأخير متشبث بموقعه ، ويرفض مغادرته ، حتى لو بقي لوحده في الحكومة .

دولة رئيس الوزراء العراقي بالأمس خاطب الدبلوماسية العالمية خلال خطاب متشنج كنتم تصطفون مع النظام السابق، واليوم فرحنا بكم لأنكم عدتم تصطفون معنا ، ومع ضحايا النظام السابق ، ولكن يجب أن تحترموا هذه أللياقات والعلاقات ونطالبكم بالاعتذار لهذه الحكومة .
ومن المفارقة أن السيد المالكي في غمرة غضبته غير المسبوقة هذه ، اعتبر هذه التصريحات تدخلا سافرا وغير مقبول في الشأن الداخلي العراقي، وطالب بتوقفه فورا، وكأن العراق دولة مستقلة، وكأن السيد المالكي يمكن ان يبقي ساعة واحدة في موقعه .
ينسي السيد المالكي أن العراق بلد خاضع للاحتلال الإيراني ، ممزق الأوصال يعيش فوضي دموية ويقف أبناؤه لأيام إمام محطات البنزين لملء خزانات سياراتهم في بلد يملك احتياطيا نفطيا يزيد عن مئة وعشرين مليار برميل علي الأقل.
نعم العراق تحول إلى ضيعة من ضيعات احمدي نجاد ، بفضل سياسيين عراقيين من أمثاله تعاونوا مع مشاريع احتلال بلادهم للإطاحة بالنظام السابق ، لإشفاء غليلهم الشخصي ، وعندما وصلوا إلى الحكم قدموا البديل المرعب الذي نراه حاليا، لأنهم تصرفوا انطلاقا من أحقادهم الطائفية ، ونزعـــتهم الدموية الانتـــقامية وفشــــلوا في أن يكونوا حكاما للعراق الواحـــد المتعــايش، وهم الذين رفعـــوا راية الدعــوة الإسلامية عــندما كانوا يطالبون بالمساواة والتسامح إثناء منفاهم في دول الجوار .
ان رضوخ السيد المالكي الذي أعلن عنه مؤخرا لبعض شروط ومطالب خصومه برفع الحظر عن توظيف البعثيين في الحكومة أو تجنيدهم أو إعادة الضباط السابقين إلى الجيش، بعد تصاعد الضغوط الأمريكية عليه ، هو تأكيد على عدم استقلال قراره أولا ،
وخطأ السياسات التي تبناها ، هو ، ومن سبقه ، وعلى رأسها قرار اجتثاث البعث .
وحتى انتقادات السيد المالكي للجيش الأمريكي وعملياته العسكرية الدموية التي اودت بحياة المئات من الأبرياء في المدن العراقية ، جاءت أيضا من منطلقات طائفية ومذهبية، لان السيد المالكي لم يوجه هذه الانتقادات للأمريكيين وقواتهم ومجازرهم عندما كانت تستهدف المدنيين .
العراق ظل عزيزا سيدا مهابا عندما كان يحكمه الغيورون علي هويته العربية الإسلامية، المدافعون عن كرامته الوطنية ، ولم يتحول إلى هذه الصورة المحزنة المؤلمة ألا بعد أن حكمه الطائفيون المتواطئون مع الغزاة المحتلين.
نذكّر السيد المالكي وجميع اقرأنه باحتفالات دخول الدبابات الأمريكية عاصمة السلام بغداد الحبيبة ، وقرار مجلس الحكم باعتبار يوم سقوط بغداد عيدا وطنيا يستحق الاحتفال، لأنه يؤرخ لمرحلة التحرير المجيدة.
هزيمة المحررين الأمريكان ، وانسحاب القوات الغازية ، وتزايد المطالبات بانسحاب قوات السفارة الأمريكية تأكيد علي أن الهزيمة قد تحققت ، وان البقاء بات مستحيلا.
الرئيس بوش الابن قارن بين احتلال العراق وفيتنام ، وقال انه لن يسحب قواته من العراق حتى لا يتكرر ما حدث في فيتنام بعد انسحاب مماثل ، مستخلصا الدروس الخطأ التي جعلته موضع سخرية المؤرخين بفعل جهله. ولكن الدرس الذي يجب أن يستخلصه السيد المالكي وكل الذين دخلوا العراق مع الاحتلال، هو أن يستذكروا دروس زملائهم الفيتناميين الذين تعاونوا مع المحتلين الأمريكيين .
السيد المالكي لا يحب أن يعتذر وزملاؤه للشعب العراقي عن المستنقع الدموي الذي أغرقوه فيه فقط، وإنما أن يقدموا جميعا إلى المحاكمة ، لأنهم يشتركون مع الغزاة والمحتلين الأمريكان ، في مسؤولية استشهاد مليوني عراقي وتشريد خمسة ملايين آخرين ،
علاوة على كل المآسي الأخرى التي تحل بالعراقيين حاليا . لان الجرائم التي ارتكبوها تتواضع إمامها خجلا جرائم النظام العراقي السابق .

أحدث المقالات