رياح التغيير عصفت في بلد، مزقته حروب الماضي وشظايا الحاضر، تراكمت عليها نفايات الزمن، وغبار الرصاص فوق جمجمة الوطن، وتأكسدة بفعل الظروف السياسية، يصعب ازالتها، وترميم هذا الصدع المركب، كان الحل ان ننتظره يدفن تحت التراب.
ديمقراطية جاهزة، تنتج فوضى خلاقة، لن تستقر إلا عندما تصل إلى قمة العشوائية واللانظام، حسب القوانين الفيزياء، لا يوجد شيء ثابت في الكون، من أصغر جزء من الذرة هي النواة، إلى المنظومة الكونية التي تتحرك بنظام محكم ضمن أزمان متناهية في الدقة.
من السذاجة السياسية؛ أن تخوض- الطبقة المتصدية- انتخابات 2018 بعقل وفكر وأسلوب 2003، في حين ان الناخب العراقي من مواليد 2000 والتي تقدر نسبتهم 20% من سكان العراق، اي ان الناخب لم يعِ ما تتحدث عنه من معارضة لصدام، و مجاهدو الاهوار، وبطولات انتفاضة صفر والشعبانية.
نتحدث عن جيل جديد كليا، وعى وأدرك الامور وانتم في السلطة، ونظر إلى حجم الفساد، والسرقة من قبل احزابكم، ولو تحدثتم إليه ألف مرة لا يمكن أن يعيش لحظة من ظلم صدام، فهو يبحث عن وجوه جديدة، و يبحث عن تغيير حقيقي، عن برنامج يحقق حلمه كشاب.. من فرصة عمل وسكن يحفظ كرامته، ويرسم مستقبل عائلته، بضمان اجتماعي حقيقي يحميه، ونظام صحي يعالجه إذا مرض.
اما جهادكم ومعارضتكم لصدام، ونضالكم في دول المهجر، قد انتهى بعد 9\4\2003، فاليوم مهما صرختم، وتعالت أصواتكم بتلك التضحيات، فقد أكل عليها الزمن وشرب، ونعتقد بأنكم قد استنفذتم كل الامتيازات، ونحن دفعنا ضريبتها، يترجمها قول شهير”لو اخذت أجرا على نضال لأصبحت مرتزقا” واعتقد جازما أن أغلبكم؛ قد قبض ثمن نضاله!
أستشراف المستقبل، وقراءته بدقة عالية، يفرض عدة أمور، لو أستثمرت ضمن المتوفر، لصنعت طفرة حقيقية داخل المنظومة السياسية العراقية، وتهيئة الارضية لولادة فكر سياسي حديث، قائم على دولة مؤسسات، تقدم خدمات بعيدا عن اللجان الاقتصادية للأحزاب، ومكاتب غسيل الأموال، و”كومنشنات” المقاولين.
ولادة تيارات جديدة، داخل الطبقة السياسية، يدل على تغيير منهج وفكر في التعامل مع واقع جديد؛ فرضته الطبيعة الديناميكية للحياة، تلبية لمتطلبات الشارع العراقي، والرؤية المستقبلية؛ لوطن يبحث عن حياة، بعد موت؛ رافقه لخمسة عقود من الزمن.
تيار الحكمة هو عصارة فكر وعمل، على مدى 100عام من السياسة المبدئية، ضمن ثوابت إسلامية، تؤمن بمدنية الدولة، وخيمة وطن يستظل بها، كل من يحمل هوية وطنية في قلبه.. قبل المحفظة!