18 ديسمبر، 2024 9:40 م

هنيالك يافاعل الخير

هنيالك يافاعل الخير

ها هو العيد يغادرنا كعادته دوما دون أن يترك لنا طعما ولا لونا ولا رائحة كتلك التي كنا نلمسها ونتلمسها إبان ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم ؛ إنما ترك مزيدا من الويل والثبور وعظائم الأمور تمثلت بإجراءات أمنية سخيفة زادت الطين بِلة وجعلت كل من يخرج مع عائلته عرضة للمضايقة من قبل عجائب وغرائب من الأجهزة الأمنية البائسة التي ورثت الفساد والإفساد من قادتها الفاسدين، تلك الأجهزة التي لاتعرف سوى خططا تضحك الثكلى وتبكي العروس في ليلة فرحها ، والنتيجة هي زحام خنق العاصمة وحدى بالبعض من المواطنين الى البقاء في عقور ديارهم طلبا للراحة والأمان ، وهروبا من الحر الشديد الذي لم يسبق لنا معرفته منذ مايربو على الثلاثين عاما .
هاهو العيد سيغادرنا – غير مأسوف عليه – كونه سيجلب أثناء مغعادرته شهرا يسمونه هنا ” عاشور ” وليته لم يجئ ! . بعد ساعات من الآن ستمتلئ الشوارع بالخيم البائسة والصور العجيبة الغريبة ، وستعم البدع والفوضى بكل شوارع العاصمة فضلا عن باقي محافظات الفرات الاوسط والجنوب ، وربما عمت تلك الممارسات المدن ” المحررة ” في الشمال كصلاح الدين صعودا الى نينوى وباقي القصبات التابعة لها دون أن ننسى المقرات التي أفتتحها فيلق بدر الإرهابي وسائر المنظمات الإرهابية الأخرى في تلك المناطق والقصبات ، وبعلم مسبق من قبل حكومة عبارة عن ثلة من اللصوص والسرسرية والمنـ …. ك وطالبي المتعة واللواط والدجل والمهاترات .
وهاهو العيد سيغادرنا تماما وقد ترك لنا إرثا من برامج تلفزيونية تافهة ولا قيمة لها وخاصة تلك التي بثتها قناة الرفيق علي شلاه صاحب السكسوكة المقدسة والمرتبطة بأحقر حزب عرفته الإنسانية على مدى مئة عام . أما باق القنوات فلم تكن أسخف من شقيقتها ” قناة الشقاق والنفاق ” بل كانت أشد سخفا ونفاقا دون أن أستثني قناة بعينها ، لكني أصدقكم القول إن قناة ” العهد ” بفرعيها كانت على رأس السرسرية في بث سمومها بكل الإتجاهات ، وليس ذلك غريبا على صاحبها ومالكها ابو شخة بين قوسين الذي شخ على عقبيه في وضح النهار كتعبير عن مقاومته التي تفتق جيب النعال الخلفي .
هاهو العيد سيغادرنا دون أن نحس له خبرا يفرح الاطفال ، ولا مضغة تسعد الكبار ، وفيه – أي العيد – نشطت حبيبة قلبي صبيحة بازوكة نشاطا منقطع النظير ، وهذه المرة تحت حماية وزارتي الدفاع ” السنية ” والداخلية ” الشيعية ” فكانت منبرا للطحير والشخير دون أن يتقاضى منتسبوها رشىً معلومة من ” جراوي ” الست صبيحة ، لأن من يجرؤ على تلك الممارسة من المنتسبين سيزج به في قواطع عمليات بغداد وما جاورها من سيطرات ثابتة ومتنقلة .وكان الشعار المعلن هو إبلع لسانك ولا تتكلم .
فالعيد في العراق ليس عيدا كما هو متعارف عليه ، إنما عطلة يستفيد منها الموظفون فحسب دون ان يكون له طعم كما اسلفت ، والبركة تكمن في الأغبياء والقشامر وعلى رأسهم القشمر قائد عمليات بغداد الذي صم آذانه عن سماع نداءاتنا المتكررة بأعادة النظر بتلك السيطرات الغبية ، وما ذلك بغريب عليه ، لأنه ثمرة من ثمرات حزب اللغوة ومشتقاته من بدر وحكة وإسباني وحل وإرادة وطـ …. ز عنين فايت من هين .
في المقالة القادمة سأرتدي وجها من الصفيح وأغسل وجهي ببول الحمير وأوجه رسالة ثالثة الى قائد عمليات ذاك الصوب وستكون تحفة فنية بحق فعسى ان تلقى آذانا مصغية رغم علمي أنهم كلاب اولاد كلب ، وهنيالك يا فاعل الخير .