أرتكبت أمريكا جرائم شنيعة بحق ألعراق وألعراقيين خلال نصف ألقرن ألمنصرم تمثلت بدعمها لأنقلاب شباط ألأسود وتشجيع صدام في حربه مع آيران وأخير غزوها للعراق:
1-بتحريض وتشجيع وبدعم مادي ومعنوي من ألمخابرات ألأمريكيةوألمصرية ومخابرات دول ألمشايخ تم ألأعداد من قبل مخابرات هذه ألدول ألى أسقاط ألحكومة ألوطنية بقيادة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم. فقد أشارت جريدة ألليموند ألفرنسية ألى دور ألمخابرات ألأمريكية في هذا ألأنقلاب كما اخبر ملك ألأردن حسين ألكاتب ألمصري محمد حسنين هيكل والذي ذكره في كتابه حرب الخليج ألثانية ؛بأنه قد تم نصب أذاعة لاسلكية في ألأردن تذيع فيها أسماء المؤيدين لحكومة الشهيد قاسم وقيادات وكوادر الحزب الشيوعي ألعراقي.أشار أسماعيل ألعارف في كتابه عن خفايا ثورة تموز ومحاولات ألأنقلاب عليها من قبل ألأحزاب ألقومية أنه تم أبلاغ ألحكومة ألعراقية من قبل السفارة اليوغسلافية في بيروت عن تردد قيادات بعثية وقومية على ألسفارة ألأمريكية فيها بوقت قصير قبل حدوث ألأنقلاب ألمشؤوم.وماقاله ألأرهابي علي صالح السعدي أمين سر حزب البعث ألفاشي هو خير دليل على ذلك{ وصلنا الى الحكم بعربة أمريكية!!}.
نتائج هذا ألأنقلاب كانت كارثية على العراق أذ تسلط على رقاب الشعب العراقي مجموعة من ألبلطجية وأرباب ألسوابق وقطاع الطرق ؛وبدأ مسلسل أراقة الدماء الى يومنا هذا ؛وتم تدمير النسيج الوطني العراقي وبنيته ألأساسية وأصبح مستقبل ألعراق على كف عفريت منذ ذالك أليوم ألأسود!!
2- قامت ألمخابرات ألأمريكية وألحكومة وألسعودية بدفع ألطاغية صدام بأفتعال الحرب مع آيران .فقد تلاقت مصالح أمريكا وألسعودية في هذا ألأتجاه ؛فأمريكا أرادت رد أعتبارها بعد خسارتها لعميلها وشرطي الخليج شاه آيران ؛أما ألسعودية فكانت تخشى أن تمتد أليها رياح الثورة وتطيح بحكمها العشائري المتخلف ؛ وخاصة بعد تصريحات ملالي أيران ألمتطرفة بتصدير الثورة الى ألدول ألرجعية في ألمنطقة.
فحسب تقرير جريدة واشنطن بوست ألأمريكية ،أن وكالة ألمخابرات ألأمريكية سربت معلومات عسكرية الى طاغية بغداد وأهموه بأن ألجيش ألأيراني أصبح بحالة يرثى لها وأن معظم ألطيارين قد هربوا بعد سقوط الشاه ألى الدول الغربية وكذلك خبراء ألدفاعات الجوية وألمشاة والدبابات وغيرها ؛وأنها فرصة سانحة للأنقضاض على أيران وأسترجاع ماتنازل عنه الطاغية في أتفاقية الجزائر.ذكر صلاح عمر العلي القيادي في حزب البعث أنذاك في برنامج {شاهد على العصر} في الجزيرة القطرية ؛أن هذه ألمعلومات بالفعل وصلت ألى ألسلطات ألعراقية وأشار ألى أنه خلال الحرب العراقية ألأيرانية كانت طائرات ألأستطلاع ألأمريكية في منطقة الخليج تزود ألقوات ألعراقية بأحداثيات مواقع ألقوات ألأيرانية وتمركز مدفعيتها ودباباتها .أما السعودية وبقية المشايخ فقد زودت ألنظام ألصدامي بالدعم المادي وأللوجستي طيلة الحرب وخصوصا ألسعودية والكويت .
أصرت أمريكا وأسرائيل على أطالة أمد ألحرب لتحطيم الألة ألعسكرية للبلدين وتدمير قدراتها البشرية وألمادية وأرجاعها الى ألوراء عشرات ألأعوام وهذا ماحصل للعراق بالفعل.
3-أكملت أمريكا خطتها بألأجهاز على العراق في الحلقة ألأخيرة حيث تم تدمير ماتبقى من البنى الأساسية وكافة مؤوسسات الدولة العسكرية وألمدنية وألأقتصادية وأشاعة ألفوضى ألخلاقة بين طوائفها وقومياتها بعجرفتها وسياستها ألهمجية والتى راح ضحيتها مئات الألوف من ألأبرياء وملايين ألثكالى اليتامى وألأرامل .فقد تحول العراق ألى كانتونات طائفية وعرقية وأشرفت أشرافا مباشرا على أعداد دستور يمهد الى تقسيم العراق الى دويلات تتناحر فيما بينها على أسس عرقية وطائفية وربما ستمتد الى قرون .
ومايجري في ألوقت ألحاضر في مايسمى بثورات ألربيع ألعربي بدأت تأتي أكلها في البلدان ألعربية ونحن نرى بأم أعيننا ألقتل وألتدمير في هذه البلدان الى جانب الفوضى ألعارمة وبداية تكوين ألدويلات ألأسلامية ألسلفية في مصر وسوريا وأليمن وتونس. ويجري هذا بتعاون وثيق بين ألأدارات ألأمريكية ألمتعاقبة والكيان ألأسرائيلي لتقسيم ألمقسم وتجزيئ ألمجزء وتحويل الدول ألعربية ألتي كانت مستقلة يوما ما الى مشايخ ودويلات وطوائف ليتحقق حلم أسرائيل بأقامة دولتها من الفرات ألى ألنيل ؛وتحيا الأمة ألعربية!!.