أيها الرئيس العظيم أدام الله أيام عزك, وجعل الصحة لا تفارقك, كي تفرح طويلا بملذات الدنيا, التي سخرت لكم فقط.
بعد التحية :
أريد أن أرسل لك سلام الملايين من شعبك, ممن يعيشون بعهد فريد وسعادة غامرة, تحت مظلة حكمكم الرشيد, ومع أن أغلبية الشعب لا يملكون بيوتا للسكن, لكنهم ينتشون فرحا عندما يشاهدونكم عبر التلفاز, وانتم متنعمين في القصور!
قد تتعجب من كلامي فكيف يشعرون بالسعادة وهم لا يملكون بيوتا, كان الأولى أن يحنقوا ولا يفرحوا, فأقول أن السعادة تنبعث من مصدرها لتغطي مساحات الكون الحزينة, فمن سعادتك أيها الرئيس الجميل يستشعر الشعب بالسعادة, كرائحة الجيفة عندما تنتشر, لا يغير عفونتها أن مرت على القصور أو على بيوت الفقراء, فالنتانة تنتشر على الكل, والأمثال تضرب ولا تقاس, وكان القصد تبيان عظمة حضرتكم ووجودكم الفريد, حماكم الله من كل سوء.
أحدثكم عن العيد وهو قد قدم ألينا، لقد شاهدناكم في التلفزيون بأبهى صورة وأكمل هيئة, أن ملابسكم جميلة وغالية وهذا ما يليق بكم أيها الرئيس, يجب أن تلبسوا ما غلا ثمنه, فانتم الرياسة في الأرض وهذا حقكم الشرعي, نعم أن الشعب يحلم بشراء قميص أو بنطال ماركة مقلدة للعيد, ولولا سوق مريدي لما غيرنا ملابسنا, لكن لا يهم وحقك أيها الرئيس, فالجماهير تفرح عندما تجدك بأبهى صورة.
سيادة الرئيس كان سجودك في صلاة العيد مؤثرا, ورفع يديك للدعاء كملاك طاهر أو بقية للصالحين, عندما ننظر أليك في خشوعك نتعجب, أحقا هو نفسه من يسكن في القصور يكون بهذا التدين, نعم أزعجي الحاج عذاب وهو يقول كلام لاذع بحقكم, حيث وصفكم بالمنافق, وضحك كل من كان في المقهى من أدائكم العبادي في صلاة العيد, وخشوعكم الجبار.
اكتب لك سيادة الرئيس فقط لتعرف من يحبك ومن يبغضك, أنهم خونة, واحتمال أن يكونوا عملاء للصهيونية, وألا كيف يتجاوزون على الرموز.
يا سيادة الرئيس تشاجرت قبل أيام مع حثالة كانوا يشتموكم, ويشنعون عنكم تهم باطلة بين الناس, فكان يقول قائلهم أن الريس “كلب وابن ستين كلب”, وان الريس ضيع أموال الوطن, وان الريس لا يهتم لحالنا, فلم يجتهد في توفير الإعمال ولا حل مشكلة السكن, ولا وفر الرواتب, ولا أصلح التعليم, كلها أصابها العطل! فضربتهم ضربا مبرحا, وأدميت رؤوسهم, حتى أخرستهم.
التفكير الفاسد ينتشر بين الناس, حيث يضنون السوء بكم, وأعتقد أن هناك هجمة ظلامية عالمية! عبر نشر فايروس يلوث التفكير, فالعالم يخاف دوركم في الإصلاح.
يا سيادة الرئيس أريد أن أخبرك شيئا أحزنني, ففي ليلة الأحد لم انم لشدت اختناقي وحزني, فقد شاهدت تظاهرة كبيرة ضدكم, وسمعت المتظاهرين يشتمون بحزبكم وكل أحزاب الحكومة, ويلعنون اليوم الذي ظهرتم فيه للوجود انتم وأحزابكم العفنة (كما وصفوها), الحقيقة تفاجئت بكمية الحقد التي يحملها الناس ضدكم, لكن عرفت سببه: أنه الحسد, فهم يحسدوكم على رواتبكم الخرافية وعلى سكنكم في القصور, وعلى حصولكم على العلاج المجاني, وعلى توفر النقل المجاني لكم, فحياتكم كما يصفها المتظاهرون كلها بالمجان على حساب خزينة البلد, فالحقد والحسد هو ما يدفع الناس لشتمكم والتكلم بسوء عليكم وهذا مرض لا علاج له.
فرجعت للبيت وصليت ركعتين, عسى أن يفهم الناس حقيقة ما يجري ولا يبقون “على عماهم”.
اكتب لكم هذه السطور لتعلم أن هناك خطة امبريالية صهيونية سكسية ضدكم, لتشويه صورتكم, ولإسقاط حكمكم الرشيد, وأقول لكم في نهاية الرسالة, يا رئيسنا لا تحزن, وتأكد أن الله عز وجل بالمرصاد لكل ظالم.