19 ديسمبر، 2024 12:37 ص

بين حكام العراق في بداية القرن الماضي وحكامه في بداية هذا القرن

بين حكام العراق في بداية القرن الماضي وحكامه في بداية هذا القرن

كان نوري السعيد متواطئا مع الانكليز باستمراره بحكم العراق وهو مغرم بكرسي الحكم كصدام ومقابل استمراره على رأس السلطة سلم للشركات البريطانية والفرنسية نفط العراق واعتمد الطبقة الاقطاعية التي اوجدتها بريطانيا لادارة الاراضي الزراعية الشاسعة والقيام بدفع الضرائب عنها لقلة ايرادات النفط انذاك وقد نقلت بريطانيا التجربة الاقطاعية للعراق عن الهند مع كون الاقطاع في العراق وجد واستمر بأسلوب بدائي ولم يسجل عن نوري السعيد تأريخيا كونه شغوفا بحب جمع المال على عكس بعض حكام العراق الان الذين تحت مختلف المسميات استهوى بعضهم زيارة كيانات الخليج لجلب حقائب الدولارات وفتح المكاتب الحزبية واقامة التكتلات وشراء الاتباع كما يقول بعض المحللين وقد نشر عن دار الوثائق السرية البريطانية والتي تنشر بعد مرور ( كل 30 عاما ) عادة كون المندوب السامي البريطاني في بغداد كتب الى الحكومة البريطانية في لندن انذاك ضمن تلك الوثائق منتقدا نوري السعيد بأنه يصرف ببذخ على نفسه من اموال الدولة العراقية عند سفره الى الخارج بمهام رسمية وبرأينا ان صح مثل هذا القول فهذا الصرف لم يكن احد اوجه الفساد طالما كان السفر لاغراض رسمية وقد نقل بأن نوري السعيد انهى حياته وهو يسكن في دار مستأجرة من الاموال المجمدة لليهود في بغداد ولم ينقل عن عثور لارصدة تعود له في المصارف خارج العراق او داخله وان صح مثل هذا القول فأنه يعود بنظرنا الى حسن اختيار الانكليز لتلك الشخصية التي تجمع بين الولاء المطلق لهم والابتعاد عن مغبة جمع المال الا ان ما جعل شعب العراق يمقت نوري السعيد ويثور عليه هو موالاته للانكليز وبذخ اتباعه وخلق طبقة متخمه حوله وملاحقة الاصوات الحرة وافقار الشعب العراقي نتيجة تسليم الثروة النفطية الى الشركات البريطانية والفرنسية واطلاق يد الاقطاع في الريف وهو لا يخفي تبعيته للانكليز حيث يقول اليد التي لا تستطيع ان تلاويها بوسها وبذلك فهو يهدر دور الشعب كليا في ملاواته للاجنبي وطبعا بقوله هذا يبرر علنا عمالته تلك وكثير من الامور لحقت بالعراق نتيجة تلك التبعية مثل تحريك التمرد البرزاني بين فترة واخرى اما الاسرة المالكة فلا حول لها ولا قوة حيث بقي الملك فيصل الاول محصورا بين ضغط المندوب السامي البريطاني والمعارضة فقد خاطب اعضاء مجلس النواب بأفتتاح احد دوراته بقوله انتم اصحاب حق وتلحون بمطالبتكم بذلك الحق وليس لديكم القوة للوقوف بوجه الانكليز ولا تجعلوني معلقا بين السماء والارض وكان الانكليز يحركون بعض هزيلي العقول ضد تلك الاسرة وقد اغتالت المخابرات البريطانية الملك فيصل الاول ومن ثم الملك غازي لوطنيته واذا اردت ان تطلع بشكل اوسع على مجريات هذين الحدثين اقرأ مؤلف الكاتب احمد فوزي بعنوان اشهر الاغتيالات السياسية في العراق اما الملك فيصل الثاني فقد كان شابا قليل الخبرة مطوق من قبل خاله عبد الاله الذي كان اسوأ عنصر في تلك الاسرة وساهم مع نوري السعيد بأغتيال الملك غازي بتنفيذ مؤامرة بريطانية لقتله واصبح عبد الاله وصيا على ابنه فيصل الثاني ومع هذا فقد حفظ له التاريخ بعض المواقف فبعد توقيع رئيس الوزراء صالح جبر انذاك معاهدة بورتسموث بين العراق وبريطانية التي اكدت استمرار تبعية العراق لبريطانيا وعلى اثر ذلك حصلت مواجهات جراء توقيع تلك المعاهدة استشهد على اثرها عدد من طلبة الكليات وافراد الشرطة على جسر الشهداء في بغداد استدعى الوصي عبد الاله كل من السيد الصدر رئيس مجلس الاعيان انذاك ونوري السعيد رئيس مجلس النواب ليستطلع رأيهما بتلك الاحداث فسأل نوري السعيد عن ذلك فرد عليه يجب ان ندعم حكومة صالح جبر لحفظ هيبة الحكومة بوجه مؤامرة دبرتها المعارضة كما يقول نوري السعيد حيث كان متواطئا مع صالح جبر بتوقيع تلك المعاهدة وعند توجيه نفس السؤال للسيد الصدر اجاب بوجوب ان تستقيل الحكومة وتشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ابعاد تلك الاحداث بدقة وتعويض الاضرار عن الاموال والارواح فطلب الوصي من نوري السعيد الانصراف وطلب من صالح جبر تقديم استقالته وكلف السيد الصدر بتشكيل الحكومة وامر بتشكيل لجنة تحقيقية لتحديد ابعاد تلك الاحداث وتلك صورة موجزة لمرحلة الحقبة الملكية ولما بعد الاحتلال البريطاني للعراق انذاك وفي ظل محاولة استعادة احتلال العراق مجددا من قبل اميريكا بعد طردها منه فيما يسمى بحقبة ما بعد داعش ومرور قرن كامل على بدء الاحتلال البريطاني لوطننا حيث دخل الجنرال مود بغداد عام 1917 طاردا العثمانيين منها واعتبر نفسه فاتحا لها وحاليا يواجه العراق احداثا غاية في الخطورة تهدد وحدة ارضه وشعبه في الصميم وعلى شعبنا ان يختار احد امرين اما الاعتماد على نفسه اسوة بالشعوب الحرة وهو صاحب الماثر والثورات والتراث الحضاري والثروات الهائلة ويستهل ذلك بدعم قواته المسلحة بكافة صنوفها سيما الحشد الشعبي وان يحدد هذا الشعب من هو الصديق الذي يطمئن له اقليميا ودوليا او ان يترك المشروع الامريكي يكتسح كافة اماني هذا الشعب وتحيط بنا شعوب قسما منها توجهه نحو الحفاظ على وحدة ارضه وصون قيمه الحضارية والاخلاقية وبشكل واضح والقسم الاخر سلم مقاليد نفسه للامريكان فالسوريون يوشكون الان ان يطبقو نهائيا على داعش فقد تناقلت الانباء يوم 26/8/2017 بتسليم داعش في القلمون انفسهم للجيش العربي السوري وكذلك الدواعش في صحراء سوريا الشرقية وتركيا اتبعت على ما يبدو التجربة الايرانية بعدما ادرك ساستها الحاليون بان حلفائهم الغربيون يخططون لتقسيم وطنهم فالاتجاه نحو النظام الرئاسي هو احد اوجه السياسة الجديدة في تركيا وان ايران معلوم مسارها الان والمنطقة تستكمل جذوة الانتصارات فيها لصالح شعوبها على اثر ما شعرت فيه تلك الشعوب من ابعاد خطيرة للمؤامرة الامريكية المسماة بثورات الربيع العربي الامريكي وما حصل اخيرا فيما سمي بالمؤتمرات الاسلامية الامريكية في الرياض حيث جائت لتلافي تعثر ذلك المشروع وحتى وان بدا متعثرا بسبب ما تحقق من انتصارات في سوريا والعراق الا ان المسعمرين وعملائهم لا زالو يستحثون الخطى للاستمرار بمشروعهم والانكليز كانو ينشدون مصالحهم المادية بالدرجة الاولى اما الامريكان وان كان لهم شغف خاص في ذلك الا ان لهم اهداف وامزجة تختلف الى حد ما عن الانكليز حيث الامريكان حلفاء للحركة الصهيونية واكثر تلاحما مع تلك الحركة ومع ان الانكليز هم الذين اوجدو اسرائيل لأمور تتعلق بسياستهم في حينه والمزاج الامريكي شغوف بعملية تبديل الحكام في اي بلد يحتلونه بغية الهيمنه على الشعب نفسه وهم مغرمون بالاعتماد على اجهزتهم الاستخبارية وقد كتبنا ومنذ فترة طويلة بان المنطقة الممتدة بين اسرائيل ثم الاردن وشرق سوريا وغرب العراق وصولا لمسعود البرزاني تشكل مركز ذلك المشروع وتعتبر هدفا اساسيا للاحتلال الامريكي لاسباب اصبحت واضحة للجميع لتكوين كونفيدرالية تربط مباشرة بين مسعود البرزاني واسرائيل وممرا لانبوب الغاز الخليجي كما يمر منه انبوب نفط كركوك الى حيفا والسيطرة على طريق بغداد عمان لوضع ايديهم على منابع الغاز والفسفور في الانبار واتضحت النوايا اخيرا بجلاء لما حدث من قصف لبعض فصائل الحشد الشعبي المتواجدة في تلك المنطقة مع ان مهمة تلك الفصائل كان لمواجهة العناصر الارهابية في الاراضي السورية قبل دخولها العراق حيث ان اميريكا تعتبر وجود قوات الحشد الشعبي معطلا لتنفيذ مشروعها والحقيقة ان ما يحير العراقيين الهرولة الاخيرة التي قام بها بعض الساسة العراقيين باتجاه بعض كيانات الخليج ومنها السعودية مع انها هي رأس الحربة لما حصل من مآسي في هذه المنطقة واستهدافها علنا لجبهة المقاومة ويخشى المثقفون العراقيون بان ما اخذ من خلال الانتصارات في ساحات القتال سيسترد من خلال حقائب الدولارات والنفوذ الامريكي اما ما قيل عن التنسيق التجاري واعمار المدن المحررة واعادة اللحمة مع الاشقاء فالعراقيون يسالون اين كانت تلك اللحمة لاعوام 2006 وما بعدها عندما كان اولائك الاشقاء واعلامهم يرقصون على اشلاء الاطفال والنساء في العراق وسوريا ولا زالوا يمارسون ذلك الرقص على نساء واطفال شعب اليمن والبحرين والعوامية فالسعودية هي التلميذ الامين لاميريكا وفي حالىة دفعهم لاي فلس في مجال ما يسمى بالاعمار لابد ان يضمنو ذلك بخبايا تآمرهم وهم والامريكان ادركو ان كل من تركيا وايران قد كشفتا لعبة تقسيم هذه الاوطان فاصبح الامريكي والسعودي بعد افتضاح امرهما اخيرا يعزفان على وتر لعبة اللحمة وتوجه الساسة العراقيون الجديد نجو السعودية يجري وفق تنسيق امريكي ومرتبط باستهداف الحشد الشعبي حتى من بعض ساسة التحالف الوطني لان هؤلاء الساسة اصبحو يخشون على مراكزهم من نتائج الانتصارات التي تحققت على يد بواسل القوات المسلحة سيما الحشد الشعبي وان تلك الفصائل اصبح لها تواجد في كل من سوريا والعراق ولبنان وهذا يعتبر خط احمر بالنسبة لاميريكا لان اخطر ما تخشاه على اسرائيل التقاء قوتين عربيتين والمؤلم ان ينكسر اعداء هذه الامة وبعد انهيار الدواعش في ميادين القتال وتسليم انفسهم للجيش اللبناني والعربي السوري في القلمون وجرود لبنان يقابل ذلك انباء لاقامة القواعد الامريكية في الاقليم وتحديدا في ناحية زمار وقصف احد فصائل الحشد الشعبي في الحدود السورية العراقية مع ان مهمة تلك القوات هو طرد الدواعش عن خط تلك الحدود وهناك رأي يقول بأن تلك الهرولة تهيئ لكسب الانتخابات المقبلة اما نديم الجابري فيقول بأنها تجري خشية محاسبة الامريكان لبعض اولائك الساسة والتي ستبدأ بعد القضاء على داعش وان البعض منهم متهم بجرائم قتل الا ان الثابت بأن الشعب العراقي خبر بدقة ما يبيت له واستطاع ان يفرق بين الغث والسمين كما يقولون فالاصوات التي تم شرائها في الانتخابات السابقة واساليب الاحتيال برفع شعرات معاداة الامريكان لحماية البعض من اولائك الساسة لانفسهم واستجابة هؤلاء الساسة لنفس المطالب السعودية بحل الحشد الشعبي وان توثيق العلاقات مع اعداء الامس بدأت تتكشف وان اوجه التشابه باسلوب اقامة القواعد البريطانية بداية القرن الماضي والتوجه باقامة تلك القواعد من جديد من قبل اميريكا الان بادامة السيطرة والى الابد على مقدرات وثروات هذا الوطن ولا يوجد اثقل على شعب جرب اعباء وجود قاعدة اجنبية على ارضه ويرى المستعمرون يعيدون الكرة من جديد ومن يريد اعادة اللحمة من الساسة العراقيين مع الاشقاء عليه ان ينشد اعادتها مع مصر وسوريا ولبنان وتونس وحتى مع الاردن وليس مع السعودية والامارات حيث التدمير والقتل لاطفال ونساء اليمن والاحتلال للبحرين وتجريف مدينة العوامية ومطلوب من السعودية ان تثبت حسن نواياها لاحرار العرب في الانسحاب من البحرين وايقاف التدمير في اليمن واعادة مناخ التعايش المجتمعي في العوامية وانهاء التنسيق والتطبيع بكافة صوره مع اسرائيل والذي يضمن بقاء تلك اللحمة هو رضا شعوب تلك المنطقة وليس لمن تعطيه اميريكا صك الغفران فالجميع يعلم ان ثمن الـ (480) مليار دفعت للرئيس ترامب لتسهيل صعود محمد بن سلمان ملكا جديدا في السعودية ويلاحظ اخيرا ان دول عربية كمصر وتونس والاردن اتخذت قرارات في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا الا ان ذلك لم ينفذ لوجود بقايا اثر للفيتو الامريكي على ذلك والاتفاق الذي خرجت امريكا بموجبه من العراق تضمن عدم اقامة اي قاعدة في هذا الوطن والان امريكا تستثمر بسط يد مسعود البرزاني على اراضي عراقية في محافظات كركوك ونينوى وديالى فتعهد للامريكان في اقامة قواعد فيها ومثل هذا التعمد يتلائم بدرجة كبيرة مع تواجد القوات الامريكية سيما في زمار وقبالة الحدود السورية العراقية وتطلب وبكل وضوح استدامة بقائها اما التحذيرات الامريكية بما تسميه بظهور داعش جديدة لتتمكن بمثل هذه الاقوال من استمرار تواجدها فيعتبره بعض المحللين بدفع مسعود البرزاني بخلق المشاكل للحكومة الاتحادية التي لم تتخذ اجراءات قانونية بحق محافظ كركوك نجم الدين كريم وكان اخر تصريح له يوم 28/8/2017 بان الاستفتاء سيشمل قضاء الحويجة ولا يمكن تحرير هذا القضاء ما لم تشترك فيه البيشمركة ومثل هذا القول يعكس تمردا صريحا وخيانة هذا المحافظ لمتطلبات واجبه ويتطلب من الحكومة المركزية احالته للقضاء والطلب الى مجلس النواب بعزله وحل مجلس محافظة كركوك حيث التقول الحالي الان بان الحكومة المركزية تغض النظر عن تصرفات بعض الساسة الاكراد المرتبطين بحركة البرزاني جراء ضغط امريكي وربما ستكشف الايام بان داعش الجديدة التي تحذر منها اميريكا هومسعود البرزاني وان شاء حكامنا الحاليون ان يكتب عنهم التاريخ مثلما كتب عن من باعو قضية فلسطين للصهاينة لقاء اعطاء الضفة الغربية للملك عبد الله وغزة للملك فاروق واستردت منهما عنوة بفعل الغرب وما رافق مؤامرة ما سمي بحرب 1948 من ذكريات مؤلمة للاسلحة الفاسدة في الفالوجة التي كانت جذوة الثورة في مصر عام 1952 ومقولة ( ماكو اوامر ) والتي كانت جذوة ثورة 14/7/1958 ولا بد هنا ان نحتفظ بذكرى بسالة قادة عراقيين عظام حفظ لهم التاريخ ذكرى بسالتهم كالزعيم عبد الكريم قاسم واللواء عمر علي وامثالهما ونبقى نقول بان من يستشرف المستقبل هم طلائع الامم والشعوب ممن يملكون الحس الثوري والمناظلين والمثقفين وفي طليعة هؤلاء الان بنظرنا هم قوات الحشد الشعبي وقيادات تلك القوات ولحد الان ابدت الحكومة الحالية ذكاء في احتواء القوات التركية والبيشمركة خلف القوات العراقية في بعشيقة وعزلتها الى الخلف عند الهجوم لتحرير مدينة الموصل وامام هذه الحكومة مهام اساسية لحفظ النظام الديمقراطي ووحدة العراق فمن اولويات عملها مواجهة مسعود البرزاني بجلاء ووضوح واعتماد النص الدستوري بايقاف مهزلة الاستفتاء حيث ان جرت تلك المهزلة حتى وان كانت صورية سيستثمرها اعداء العراق والعرب وتصبح تلك مرتكزا لتقسيم العراق وكون البرزاني وجوده غير مشروع وتصرفه مخالف للدستور فيتوجب ان يوجه انذارله بايقاف مهزلة الاستفتاء وسحب البيشمركة من كركوك واعادة دخول القوات العراقية اليها اما كلمة شمول كركوك بالاستفتاء امر خاطئ كما يقول السيد رئيس الوزراء العابادي فهو امر لا يفهمه مسعود البرزاني وان ما يفهم ما تعكسه نظرات عيون الذئب كما يقولون وسيتوقف عن كل تصرفه هذا عند توجيه ذلك الانذار له والبعض يقول بان مسعود البرزاني بدعواته هذه سيقف عند الكونفدرالية ومثل هذا القول خاطئ جدا فمنذ عام 2003 ومسعود البرزاني مارس سلطات اكثر من الكونفدرالية باستقلال البيشمركة ووضع يده على الثروة النفطية والمنافذ الحدودية واستقلال جهاز القضاء واجهزة الامن وبعد اندحار داعش على الحكومة العراقية ان تستعمل حقها المثبت في بنود الاتفاقية العراقية الامريكية وتطلب من الامريكان الانسحاب من العراق والحملة الاخيرة المتعمدة والتي استهدفت السيد حسن نصر الله وهو رمز من رموز المقاومة العربية الاسلامية وقصف اميريكا لناقلات المسلحين المتوجهين نحو دير الزور مع وجود اطفال ونساء معهم وحصل ذلك يوم 29/8/2017 مع ان ذلك الانتقال مغطى بفرار دولي واميريكا لا تريد من هؤلاء الارهابيين وفي مجملهم جبهة النصرة الحليفة لاسرائيل لا تريد لهم ان يتركو لبنان ليبقوا كخاصرة رخوة للمقاومة الممثلة بحزب الله في لبنان وان ذلك القصف الامريكي جاء من باب النفاق وخلط الاوراق وقول الشيخ الخزعلي يوم 29/8/2017 بان انتصارات الحشد والقوات المسلحة في نينوى تجاوزت اهمية ثورة العشرين حيث ان تلك الثورة مهدت لتحرير العراق واستقلاله واما الانتصارات الاخيرة فهي تمهد لتحرير المنطقة العربية برمتها اما ما نقل عن اشتراط الحكومة الاردنية بفتح معبر طريبيل باستخدام شركة حماية امريكية من قبل الحكومة العراقية فهو جزء من اعادة احتلال العراق فبالاضافة للقواعد والتواجد في الاقليم والالاف من منتسبي الاستخبارات المركزية لما يسمى بحماية السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء وتركيز القوات الامريكية في بادية الانبار كلها ترسم الصورة المستقبلية لاعادة احتلال العراق واذا ارادت الحكومة العراقية ان تثبت سلامة موقفها وتضع النقاط على الحروف من خلال توجيه انذار لمسعود لايقاف مهزلة الاستفتاء وسحب البيشمركه من كركوك وعزل محافظ كركوك وحل مجلسها والتوقيع على اتفاقية امنية بين كل من العراق وسوريا ولبنان والتخلي عن اسلوب فرض الضرائب على الموظفين والمتقاعدين واستقطاع رواتبهم فالعراقيون يفسرون ذلك بانه مشروع اميريكي يفرض على العراق لتسديد المليارات لترامب التي يقول بصددها بان العراق لديه ثروة نفطية هائلة وعلينا ان نضع اليد عليها فضرائب ما يسمى بالضمان الاجتماعي وعلى الطريقة الامريكية هو اسلوب جديد لافقار هذا الشعب لان قانون الرعاية الاجتماعية قد شرع لهذا الغرض ولابد هنا ان ننوه بان مبادرة الحكومة العراقية بالحد من سوء تصرف مسعود البرزاني سيجعل العالم باسره يقف الى جانب العراق بالحفاظ على وحدته وفي مقدمة الجميع تركيا وايران ولا يمكن نحن ان نبقى صامتين ونريد من الاخرين ان يدافعو عن حقوقنا كما يقول النائب عباس البياتي ودونما خجل يوم 30/8/2017 في قناة العهد في حين تقول النائب سروة عبد الواحد من كتلة التغيير لو كانت الحكومة المركزية في العراق اتخذت مواقف جريئة منذ البدء بوجه تصرفات مسعود البرزاني لما وصلنا لهذا الوضع والشعب العراقي ومثقفوه باتو يشعرون بان اميريكا تعاملهم باسلوب من يستجدي الظلامات ولابد في المستقبل ان نسمع كلام قادة الحشد كالوعود التي اعطيت باخذ ثأر شهداء سبايكر وفعلا نفذ ذلك الوعد ومن يتمتع بحس ثوري لا يمكن ان يخون عهده وبقائنا نستجدي الظلامات يعتبر لطخة في تاريخ وطننا وعلينا ان نأخذ بقول الشاعر بشار ابن برد
اذا انت لم تعطى الا ظلامـــــــــــة
شبا الحرب خيرا من قبول المظالم
وبعد كل هذا لابد من التوجه نحو حكومة الاغلبية وتعديل الدستور باتجاه النظام الرئاسي ويذكرنا التاريخ قول المستشار الالماني بيسمارت في مؤتمر برلين الذي عقد لتسوية نتائج الحرب الروسية التركية ومرابطة الروس باساطيلهم في الجانب الغربي للبسفور ولاحظ بسمارت ممثل تركيا العثمانية يبكي فنهره بقوله كان عليكم ان تقاتلو كالرجال ولا تبكون كالنساء واضاف بان النظام البرلماني يمزق وطنكم لوجود اقليا متعددة لديكم وبهذا الاتجاه يسير ارودغان اليوم وبقي ان نؤكد بان ما اثير من ضجة حول نقل بعض الدواعش الى دير الزور لو دققت فيها لوجدت ورائها الطابور الخامس والمخابرات الامريكية باستهداف السيد حسن نصر الله الذي هو رمز للمقاومة واشرف من في محورها والعدو الاول لاسرائيل واي عملاق يمقته الاقزام .