قد يستغرب الكثيرون ” لا اعرف عددهم ! ” من الوسط الصحفي والإعلامي دعوة وزير الثقافة والسياحة والآثار ” السيد فرياد رواندزي ” لعقد لقاءٍ بينه وبين رؤساء تحرير الصحف والمؤسسات الأعلامية , وذلك اثر بيانٍ اصدره ” اتحاد اصحاب الصحف ” عن الوضع المزري الذي آلت اليه الصحافة الورقية , وغير ذلك ايضاً . أمّا دهشة بعض الذين انتابتهم دهشة دعوة الوزير هذه , فلا هو وزير إعلام , ووزارة الإعلام السابقة قد حلّها بريمر , وبأرتياحٍ بالغ من سادة وقادة احزاب الأسلام السياسي < وبأشارةٍ عابرةٍ , فلا يعني وجود وزارة اعلامٍ , بضرورة الرقابة على الصحف وتقييدها , فمهامها اوسع وَسْط هذا التشويش الإعلامي الذي يخرّب الكثير من العقول > , ثُمّ أنّ الجرائد العراقية الورقية لا علاقة لها بوزارة الثقافة ولا بوزيرها ايضاً , كما أنّ ذات الوزير هو الذي منعَ وقطعَ المنحة المالية السنوية ” المتواضعة لأقصى حد , والفقيرة على الصحفيين والأدباء ” والتي كان ينبغي رفض استلامها اصلاً ” .
الأكثرُ إستغراباً وتعجّباً أنّ الوزير رواندزي صرّح مؤخراً بأنه < يدعو – الجميع – الى تحمّل مسؤولياتهم تجاه ما تتعرض له الجرائد الورقية من ازماتٍ مالية أدت لغلق عددٍ كبيرٍ منها > , لكنّ معالي الوزير لم يحدد منْ هم هؤلاء ” الجميع ! ” , كما أنه اعلن عن ” تضامنه ” مع رؤساء التحرير واصحاب الصحف ! وهل بوسعه القول أنه لا يتضامن .! وما القيمة المادية لهذا التضامن .!
لا ندّعي ولا نزعم أنّ تصريحات السيد رواندزي بأنها ” مُمَسرحة ” وانها لأغراضٍ دعائيةٍ تفتقد الفحوى والمحتوى , بل انها تطييبٌ سيكولوجي للنفوس ولا اكثر .! , لكنه ومن زاويةٍ خاصة , فعلى الرغم من أنّ رواندزي محسوبٌ على النخبة الثقافية , وبالرغم من أنّ وكيل الوزارة سيّد فوزي الأتروشي اكثر نشاطاً ادارياً وثقافيا منه , لكنه وخدمةً للحقيقة فأنّ تسليم حقيبة وزارة الثقافة للسيد رواندزي لم تكن تكريماً لشخصه الكريم و او لإعتباره يمثّل كلّ العراق , لكنها كانت حصّة محاصصيّة من حصّة الإقليم!
ما فاجأني ” وفاجأ غيري بالطبع ” أنّ السيد الوزير , وفي تصريحه الأخير , فقد ذكر بأنه < يدعو الأسرة الصحفية الى الأستمرار في مساعي ايجاد الحلول لأزمة الصحافة الورقية > .! , فَمَنْ الذي قالَ او همسَ بأذن الوزير بأنّ هذه المساعي سوف تتوقف .! ثُمّ ما هو دوره في ذلك إذن .!؟
في رأينا الشخصي ” على الأقل ” فكان ينبغي على السادة رؤساء تحرير الصحف وملاّكي الجرائد أنْ لا يقبلوا بلقاء وزير الثقافة معهم , وأن يطالبوا بلقاء رئيس الوزراء , وبحدٍّ ادنى بلقاء رئيس البرلمان , لكننا نرى أنّ اللقاء برواندزي سوف يحصل وبأمتنان , وبلا فائدةٍ تُرجى او لا تُرجى .!