لغة التصعيد والاستفزاز التي اصبحت طاغية على المشهد الكردي تعطينا دليلا واضحا على عدم مشروعية قرار الانفصال وقضم الاراضي الذي عملت عليه القيادة الكردية في الفترة الاخيرة ولو كان القادة الكرد يشعرون بشرعية خطواتهم لكانوا اكثر اتزانا مما هم عليه الان ولكنهم يحاولون جاهدين اظهار انفسهم بمظهر القوي الواثق من خطواته متناسين ان حكومة بغداد تمرُ الان بفترة ذهبية انتصرت فيها على اقوى العصابات الارهابية ولذلك فإن اي احتكاك من قبل الاقليم بالحكومة الاتحادية – المدعومة من اغلب دول العالم الرافضة لتقسيم العراق – سيكون القشة التي ستكسر ظهر المشروع الكردي وستعيده الى نقطة الصفر او دون ذلك وسيخسر الاقليم كل المكاسب التي حصل عليها في حكومات مابعد عام (٢٠٠٣) واعتقد ان الاقليم لم يستطع الوقوف بوجه العراق على مدى التاريخ
واذا ماحاول ذلك في الوقت الراهن فإنه بمثابة الانتحار السياسي الذي سيتسبب بعزلة سياسية وضغط داخلي وخارجي يؤدي الى انهيار القوى السياسية الحاكمة في الاقليم .
ان طوفان الصراع اذا ما اندلع (لاسمح الله) فلن يعصم المتصارعين جبل ولاسفينة وسيغرقون ومعهم الكثير من الابرياء بسبب سياسياتهم الخاطئة وعدم تقديرهم لعواقب الامور وسيبقى العراق موحدا مهما كانت الظروف ..