لو تامل اي منا وضع البلد المعاشي والاقتصادي والتنموي لوجد بعد كل هذا التامل والتفكير ان لا عنوان اقتصادي له ، بتعبير اخر لانملك هوية اقتصادية تحوي صورة واضحة لشكل نشاطه اليومي في مجال الانتاج والاستهلاك كل شئ يسير على هواه ، فالقطاع العام معطل والقطاع الانتاجي الخاص مخمل والقطاع المختلط مؤجل ، والفاعل فقط قطاع تجاري كان وراء كل خمول انتاجي وكسل.، ولا نعرف الاسباب رغم مرور كل هذه الاعوام بعد السقوط، فلا مسؤول يتكلم ولا خبير اقتصادي يتفهم ، سياسة الباب التجاري المفتوح على كل انتاج جييد ورديئ، على كل ضروري وكمالي واشباه الكماليات ، والعملة الصعبة لا رقيب عليها تنساب الى الخارج كانسياب المياه الى البحار لقد حار كل من له علم بالاقتصاد الى اين تسير البلاد الى هاوية يقودها الفساد والى مصير مجهول لا نسمع غير اللغو ودق الطبول وبدل المصنع نفتح مول ، العامل الفني بسبب القطاع التجاري الاعمى اصبح عتال ، وشد الصناعي الرحال واصبحنا تحت رحمة تاجر دجال ، لا انتاج ، غلقت مصانع القطاع العام ، وتحولت جميلة الصناعية مثلا الى متاجر لسلع تنتجها دول الجوار ، وصرنا نستورد الموطة والشكولاتة، واللبن والزبدة ، والببسي والكوكا ، ونستورد ما اصبح ينافس نسيج الكوت ، او ما يوقف انتاج البطانية العراقية ، ولا نشاهد معروضا للزوالي العراقية، اما الزيوت النباتية التي كانت فخر انتاج دول كل منطقة الشرق الاوسط ، نراها تختفي امام الزيوت والمساحيق والصوابين التركية ، لماذا ، الجواب لان هذا النائب او ذاك الوزير له حصة ، او لان هذا النائب او ذاك الوزير يوالي هذه الدولة او تلك الشركة ، والعجلة تدور وللاستيراد كل المرور ، وليخسأ عامل هذا الوطن وليموت جوعا هذا المهندس ، وليعش قطاع الاستيراد ، وليمت اقتصاد البلاد ، ولتعش الى الابد بنوك التهريب ، وليظل العراق بلا مصانع ولتظل هويته مجهولة ولنظل ناكل التبولة ….