أنقلبت الدنيا ولم تقعد،بعد أن نقلت وسائل الأعلام تصريحا للسيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، ذكر فيه بأنه سيدعم ترشيح السيد (رائد فهمي) سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لمنصب رئيس الوزراء في الأنتخابات القادمة التي من المزمع أجرائها في نيسان عام 2018، ولا أدري هل كفر السيد مقتدى عندما صرح بذلك؟، حيث تعرض الى هجوم من بعض الأعلاميين ولازال يتعرض متهمين أياه بأنه متقلب المزاج والأفكار وغيرها من الصفات والتعليقات!.وقبل ان نسأل: ما الذي دعى السيد مقتدى الصدر الى ترشيح السيد (رائد فهمي) لمنصب رئيس الوزراء في الأنتخابات القادمة ،لا بد من التوضيح: بأنه وبقدر ما أثار ذلك التصريح أستغراب الشارع العراقي، ألا انه بالوقت نفسه أشاع حاله من الأرتياح والأمل لديهم! بأن جمود العملية السياسية بالعراق والتي تم حصرها في قمقم المحاصصة السياسية والطائفية التي أقرتها وأتفقت عليها الأحزاب السياسية القوية والنافذة منذ عام 2005 ولحد الان (رئيس الجمهورية كردي سني، رئيس الحكومة شيعي، رئيس البرلمان سني) آن لها الآن أن تتغير بعد أن جلبت تلك المحاصصة الويلات والخراب والدمار والضياع للعراق وأشاعة الفساد بين الطبقة السياسية الحاكمة. فلم يعد خافيا على أحد والعالم كله يعرف ذلك بأن الأحزاب السياسية التي حكمت البلاد من بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن فشلت فشلا كارثيا بقيادة العراق نحو بر الأمان وأعادة أعماره وبناءه بعد سنوات الحروب والحصار التي مرت عليه، وهم يعترفون بذلك جهارا نهارا أمام كل وسائل الأعلام والفضائيات وفي كل اللقاءات والندوات الأعلامية!، والأكثر ألما أنهم لم يكتفوا بذلك الفشل بل أساءوا كثيرا الى تاريخ العراق وسمعته بين العالم!. وكل العراقيين أخذهم العجب بسبب ما آلت اليه أحوال العراق تحت حكم تلك القيادات السياسية التي كان الوطن و الشعب ينتظر منها كل الخير والأزدهار والتقدم؟!، حتى أن المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف أعلنت رفضها لسياستهم التي لم تخدم الشعب فقررت أن تغلق أبوابها لأستقبالهم وصَمت أذانها لسماعهم!؟. من جانب آخر يعتبر السيد مقتدى الصدر أحد ابرز القيادات القوية في التحالف الوطني الشيعي، والتحالف الوطني يعي ذلك جيدا ويعرف تماما مقدرة وقوة السيد مقتدى الصدرليس لكونه أبن الشهيد محمد محمد صادق الصدر(رحمه الله) الذي اغتيل أبان فترة النظام السابق فحسب، بل لكونه يمتلك أقوى وأكبر قاعدة شعبية وجماهيرية غالبيتها من الفقراء والمستضعفين،وتكمن قوته أنه بأمكانه تحريك مليون شخص وأكثر عدا وعددا من أتباعه ومريديه باشارة بسيطة من خنصره وليس من يده!!!، وهذا ما لا يقدر عليه اي حزب ولا أي زعيم سياسي شيعي او غيرشيعي علماني مدني او غير ذلك!. وكل العراق والعالم أجمع لمس ذلك في حادثة أقتحام البرلمان من قبل أتباعه وأنصاره والذي كاد أن يسقط الحكومة!، لولا أن تدارك السيد مقتدى الصدر نفسه الأمر بعد ان أخذ وعدا من الحكومة بتنفيذ مطالب الشعب بالأصلاحات.كما لم يعد خافيا للشارع العراقي بكل مكوناته أن السيد مقتدى الصدر على خلاف كبير مع التحالف الوطني ليس الآن ولكن منذ عام 2005 و2006 وتحديدا مع زعيم أئتلاف دولة القانون (نوري المالكي) الذي يعتبر العدو اللدود للتيار الصدري ولزعيمه. وفي الأونة الأخيرة نفض السيد مقتدى الصدر يده تماما من التحالف الوطني! وتعمق الخلاف اكثر بينه وبينهم، بعدما رأى أن معانات الشعب تزداد يوما بعد يوم فأصابه اليأس تماما من أية أصلاحات يمكن أن تقدم عليها الحكومة في محاربة الفساد والفاسدين الذين حطموا البلاد. فقام بزيارة السعودية والأمارات وكذلك قبوله الدعوة الموجهة أليه لزيارة مصر، وتصريحه بأنه سيقوم بزيارة الكثير من الدول العربية ونيته في زيارة الأتحاد الأوربي وألقاء كلمة هناك من اجل السلام والمحبة واظهار حقيقة الأسلام دين المحبة والتسامح والعفو، كل هذه التحركات زادت عليه المواجع أكثر؟!، فبالوقت الذي يصرح فيه السيد مقتدى الصدر أن كل تحركاته تأتي من أجل كسر طوق العزلة عن العراق وأعادته الى محيطه العربي وأعادة تجسير العلاقات ليس بين العراق ومحيطه العربي والأقليمي فحسب بل ومع العالم أجمع، يرى التحالف الوطني الشيعي بأن تحركاته هذه هي مؤامرة مدعومة من أمريكا! المراد منها تفتيت التحالف الشيعي؟!.في حين يرى الكثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي بأن هذا يدخل ضمن الصراع الأمريكي الأيراني في العراق حيث من المعروف أن التحالف الوطني يحظى بدعم ومباركة أيران. نعود الى صلب الموضوع، ونقول أن تقارب التيار الصدري مع التيارات المدنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي هو ليس جديدا بل أنهم ومنذ اكثر من ثلاث سنوات وجدوا الكثير من التقارب في الرؤى والأفكار والقواسم المشتركة فيما بينهم وطالما خرجوا بتظاهرات وهتافات ورفعوا شعارات موحدة!، ويرى الكثيرين بأنه لا غرابة في ذلك التقارب ما دام يصب في مصلحة العراق، وبعد أن جعلوا مصلحة الشعب والوطن عنوانا لكل تظاهراتهم. كما أن القاسم المشترك الأكبر بين التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي هو أن كلاهما نصير للفقراء والمستضعفين والعمال والفلاحين ويمثل جوهر أفكارهم وأيديولوجيتهم!.وهنا لابد من الأشارة أن غالبية العراقيين ممن يعرفون تاريخ الحزب الشيوعي ونضالاته من أجل الوطن والشعب وحتى من الأجيال اللاحقة التي لا تعرف عن تاريخ الحزب الشيوعي ولا عن الشيوعيين الشيء الكثير ألا انهم عرفوا بأن قادة هذا الحزب هم أناس أتسموا بالكفاءة والوطنية والنزاهة والتضحية من اجل الوطن والشعب على مر تاريخ هذا الحزب المناضل ومنذ تأسيسه عام 1934 ولحد الآن ولا توجد عليهم أية شائبة في ذلك، وهذا يسجل للحزب الشيوعي بالفخر والأحترام والتقدير من قبل جميع أوساط الشعب العراقي. ونفس الشيء نقوله عن التيارات المدنية الأخرى التي لم تسجل عليها أية مثلبة ولا تشوبها أية شائبة في نزاهتها وعملها من أجل الوطن والشعب، لا سيما وأن الجماهير العراقية قاطبة تبحث الآن وتركض وراء الحزب الوطني الصادق والسياسي الشريف النزيه أن كان سنيا شيعيا مسيحيا أزيديا عربيا كرديا تركمانيا ،شيوعيا كان أم مستقلا أو تحت اي مسمى كان، بعد أن أصيبت بالصدمة المروعة والكبيرة على مدى 14 عام التي مضت حيث تم سرقة العراق وبيعه بابخس الأثمان تحت ستار الدين والأسلام ورموزه التاريخية!. وقد سمع القاصي والداني هتافات الشعب بذلك (بأسم الدين باكونه الحرامية). فبعد كل ذلك علام يلام السيد مقتدى الصدر وينتقد أذا دعم ترشيح السيد (رائد فهمي) سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لرئاسة الوزراء في الأنتخابات القادمة؟!. وأذا أتهم البعض السيد مقتدى الصدر بأنه مزاجي ومتقلب! أرى وقد يتفق معي الكثيرين، أذا كان تغيير البوصلة السياسية للسيد مقتدى الصدر نحو هذا الأتجاه والتغيير بدعم التيارات المدنية بما فيهم الحزب الشيوعي العراقي والذي سيصب بأذن الله في مصلحة العراق وشعبه فنقول للسيد مقتدى الصدر ونيابة عن الأخوة الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي ألف أهلا وسهلا بك وبكل الشرفاء في عراقنا الحبيب أيها الرفيق العزيز!.