22 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

تيار الحكمة..الخيط الأبيض من فجر التغيير

تيار الحكمة..الخيط الأبيض من فجر التغيير

انه قانون الحياة، العالم يتغير، المصالح تتبدل، قصص الف ليلة وليلة لانشغف بها الان، نظرية داروين لاأقتنع بها اليوم، هيروشيما لاتعنيني، وإن كانت نووي، أنا إنسان، لاتظلمني أيها السياسي، فتاجك لك، ودع لي ذوقي المتغير كما الزمان، عراقنا في 2017 غير عراقك 2003.
تبقى ضرورة التغيير السياسي والتجديد في العراق، من الملحات الآنية المستعجلة، والتغيير هنا يبدأ من أيدلوجية الأحزاب، الى السلطات التنفيذية وكيفية إدارتها للملفات السياسية والخدمية، وكذلك نوع الخطاب الأعلامي، وكيفية التعامل مع عواصف الأقليم الخارجي، كل ذلك يدعونا لثورة تغييرية شاملة، ولاأجد مصداقا حقيقيا لهذا التوجه سوى تيارا سياسيا واحدا هو تيارالحكمة الوطني، الذي أسسه عمار الحكيم بعد أن ترك قيادة المجلس الأعلى الأسلامي.
مايعاب على السياسيين المتصدين لهذه المرحلة، ورغم حراجتها، ورغم كل المتغيرات الفكرية، المحلية والخارجية، ورغم سرعة التواصل والتأثر الفكري العالمي الشبه متواصل، نتيجة التكنلوجيا الحديثة، تمسكهم بأفكار وآليات عفى عليها الزمن، لايمكن تسويقها للشارع، ولايمكن التعويل عليها في
هذه المرحلة، فما عاد المواطن يبحث في صفحات التاريخ عن مظلوميات ليبكي عليها، وينسى أن بيته بلا سقف، وشارعه بلا إنارة، ولايمكنه غض بصره عن أنتفاخ جيوب الفاسدين وترهل كروشهم، وما عادت عقلية المعارضة التي يتبناها كثير من السياسيين تجدي نفعا، ولايمكن إغماض عيوننا عما يجري في محيطنا الأقليمي وخاصة في سوريا واليمن والسعودية والبحرين ومصر، وتلون السياسة الأمريكية.
لطالما تصدعت رؤوسنا بشعارات الشيوعيين وافكارهم الغبية، والقوميين العرب بنظرتهم العنصرية وخطابات البعث السخيفة وكثير من المتطرفين الاسلاميين وأصحاب نظرية العالم اصبح قرية صغيرة هذه الشعارات التى لم نجني منها غير الحروب والأزمات والتي لا تخدم سوى اصحابها، واليوم بعد الثورة الفكرية الحداثوية للعقل العالمي، أصبح من العسير تسويق هذه الشعارات ولايمكن
أن تنطلي على أبسط إنسان، وكل سياسي يتبنى خطابا أو فكرا طائفيا ضيقا، أو أن عينه ترنو نحو الشرق أو نحو الغرب لن يكون مصيره غير الفشل ولو بعد حين، فصياغة العراق الجديد تتطلب سياسيين وطنيين همهم وعيونهم نحو بلدهم، وبوصلتهم العراق وخدمة أبنائه.
أعتقد أن ماطرحه عمار الحكيم في خطابه التأسيسي لتياره الجديد المتناغم مع متطلبات المرحلة دلالة أكيدة على وجود الرغبة في التجديد لدى هذا الرجل، وحاجة المواطن الملحة لهذا الطرح تدعونا لبلورة هكذا أفكار ورؤى الى آليات عمل، يمكن ترجمتها على الواقع، فأشارته للأعتدال واضحة، وواقعية تياره الجديد حاجتنا، وبوصلته نحو النجف ومرجعيتها قد أشارت، وخارطته العراقية قد رسمت حدود الأنتماء، وشباب التجديد قد تبوأوا مقاعدهم، وميدانية العمل قد لامست هموم الشارع، وشفافية الملفات تحت أنظار هيأة النزاهة، والطائفية وحدودها الضيقة قد محقت من أطروحته، والحكمة عنون بها تياره الجديد، وما أشد حاجتنا للحكمة في زمن كثر فيه التعامل بردات الفعل الغير مدروسة.

أحدث المقالات