19 ديسمبر، 2024 12:46 ص

الحكمه هي التفكير والمعرفة

الحكمه هي التفكير والمعرفة

في حياتنا اليومية نتخذ العديد من القرارات ، صغيرة أم كبيرة و لكل قرار نتخذه عواقب ، و نحن و من حولنا مجبرون على العيش مع هذه العواقب للأبد . و تختلف العواقب من حيث الشدة و الفترة التي تظل فيها معنا بعد اتخاذ القرارات و هذا الاختلاف يعتمد حسب نوع القرار الذي اتخذناه و المسار الذي اتخذناه بعد اتخاذ هذا القرار . و بما أن حياتنا تعتمد بالكامل على اتخاذ القرارات و بما أننا سنعيش مع نتائج هذه القرارات لفترات مختلفة في الدنيا و الاخرة ، فمن المهم أن يحرص الشخص على اتخاذ أفضل القرارات الممكنة ، في المواقف التي تواجهه في الحياة ، ومن هذا المنطلق ظهر السيد عمار الحكيم بمشروعه الجديد متخذا قرار جرئ في إعلان تيار اسماه (( تيار الحكمة الوطني )) ، وسؤال يطرح لماذا الحكمة ؟ ، الحكمة هي الفهم العميق للبشر ، الأشياء و الأحداث و المواقف مما يؤدي إلى القدرة على الاختيار أو التصرف بشكل مستمر للحصول على أفضل النتائج بأقل وقت و جهد ، الحكمة هي القدرة على التطبيق الأمثل (بفعالية و كفاءة) للفهم و المعلومات للحصول على النتائج المرغوبة . الحكمة هي استيعاب ما هو واقعي أو صواب مع أفضل اختيار للقرارات ، و في أغلب الأحوال تتطلب الحكمة من الشخص أن يتحكم في مشاعره حتى تُحدد مبادئ الشخص و منطقه و معرفته لأفعاله ، و المعرفة ليست الحكمة ، فالمعرفة هي امتلاك المعلومات لكن الحكمة هي القدرة على استغلال هذه المعلومات و تطبيقها ، و بالتالي فالحكمة مرحلة من التفكير أرقى من المعرفة . و الذكاء أيضًا ليس هو الحكمة ، فالذكاء هو القدرة على التفكير و استيعاب المعلومات و استنتاجها بشكل اسرع من المعتاد ، الحكمة مهمة ، لأن قراراتنا في الماضي هي التي حددت وضعنا الحالي ، و قراراتنا في الحاضر ستحدد مستقبلنا و قراراتنا في المستقبل سوف تحدد مصيرنا في نهاية المطاف . فبالحكمة نصل لحياة أسعد لنا و لمن نحبهم ، بالحكمة أيضًا نساهم في جعل العالم أفضل نتيجة لقراراتنا . الحكمة قوة ، و الحكمة أيضًا نعمة ، ذكرها الله سبحانه و تعالى ، وجدت الحكمة مذكورة عند كل من له دين سواء سماوي أو وضعي ، بداية من الاسلام و المسيحية و اليهودية و الهندوسية و البوذية و غيرها ، و كان ذكرها كنعمة من النعم و كعطية من الله سبحانه و تعالى .
. و البحث في الحكمة هو محاولة الوصول إلى شيء ما أو العثور على شيء ما . و تبدأ الرحلة بمعرفة هذا الشيء و تعريفه ، لأنك لا تستطيع البحث عن شيء لا تعرفه أو شخص لا تعرفه ، تيار الحكمة هو من جعلني ان أخوض البحث عن هذه الكلمة ذات الحروف الأربعة ، وذات المعنى الكبير ، وجدتها في كتاب الله تعالى (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ)) ، فهي الخير الكثير ، اذا هي نعمة من نعم الله على عباده ، وأي عباد الأنبياء وغير الأنبياء لقوله تعالى (( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَاب )) ، وما جاء على لسان النبي (ص) من أحاديث تثلج القلوب العامرة بالإيمان ، كلها تدعوا إلى الحكمة في كل شئ لأنها إصابة الحق بالعلم والعقل، قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، نستدل من كل ذلك أن ولادة تيار الحكمة بهذا المعني يعني تحكم وامتزاج الحق بالعلم والعقل ، لجمع كل الفئات البشرية في عراق موحد لايفرق بين هذا وذاك ، منفتح على الكفاءات الموجودة خصوصا من الشباب ، لأنه يرى فيهم الأمل في بناء العراق ، وينفتح على كل قطعات الشعب المختلفة ، وختار لنفسه الحكمة في التعامل مع الآخرين في حل جميع المشاكل العالقه ، وكما قال السيد عمار الحكيم ، سمة تيار الحكمة مكاتبنا في قلوب أبناء شعبنا ، نريد أن ننزل بقوة ونعمل في الميدان وأتمنى من الجميع ان تكون خدمة الناس هو الشعار في السلوك والتصرفات ، ويجب أن نأخذ تيار الحكمة إلى قلب المجتمع . هكذا يصبح الشعار قول وفعل .