17 نوفمبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

محمد الصدر أزاح الغموض والتشويش عن التقية

محمد الصدر أزاح الغموض والتشويش عن التقية

ان السيد محمد الصدر(قدس) احيا كل الصلاحيات المناطة اليه من قبل الشريعة, فالمجتهد له مناصب شرعية تجعله على قمة المسؤولية والقيادية،،
والمناصب هي:
أولا: منصب الفتوى: فالمجتهد له الاهلية في استنباط الحكم الشرعي ومنصب الفتوى يجعل له ولاية بمعنى ان الفرد والمجتمع يرجعون اليه وهذا يسمى (التقليد).
والفتوى هي بيان الاحكام الكلية المستنبطة من ادلتها التفصيلية..
فالفتوى هي حكم شرعي قامت عليه الحجة وهي تمثل مصداقاً من مصاديق العدل الالهي، ومن خلال اهتمام الناس بفتوى المرجع نستطيع ان نشخص مدى شعور الناس باهمية العدل الالهي! والشيء الملفت للانتباه ان عدد المقلدين بلغ ارقام قياسية في ايام مرجعية السيد محمد الصدر (قدس) بل ان المجتمع بدأ يدرك اهمية التدقيق في الشرائط واكتسبت المرجعية قوة كبيرة ومازالت بسبب عدد المنتمين اليها وهم بفضل الله بالملايين.

ثانياً: منصب القضاء، فالمجتهد له اهلية القضاء وعلى هذا الاساس قام السيد محمد الصدر (قدس) بتشكيل محاكم شرعية تهتم بالمشاكل التي تحصل بين افراد المجتمع بل وقدم رسالة عملية رائعة تهتم بالمشاكل العشائرية فالسيد محمد الصدر (قدس) لم يطلب الغاء العشائر بل اراد ان يتبعوا قانون الله العادل المتمثل في الشريعة المقدسة فألّف كتاب فقه العشائر.
ثالثا: منصب الولاية، وتسمى بولاية الفقيه او الولاية العامة وهذا المنصب الخطير يعطي للمجتهد صلاحية التصرف في الناس والمجتمع كصلاحية الحاكم العرفي (كرئيس الدولة).
وقد قام السيد محمد الصدر(قدس) بدور الولاية على ضوء الشريعة لان الولاية العامة مقيدة بالدليل ووجود المصلحة العامة..
ان السيد محمد الصدر (قدس) سخّر ولايته من اجل هداية الناس فكانت تصدر اوامره ونواهيه على هذا الاساس..
ونلاحظ ان هذه المناصب هي مناصب شرعية يعني ان الذي جعلها هو الشرع، يعني العدل الالهي، وهناك امر في غاية الاهمية لعب دورا مهما وخطيرا في الحفاظ على التربية بل وترتيب مراحلها وتدرجها وتصاعدها وهذا الامر هو التقية!!! لان التقية تمثل تشريع من التشريعات، فالتقية قد تجب وقد تحرم وقد تكون جائزة وخير من طبّق التقية تطبيقا موافقا للشريعة هو السيد محمد الصدر(قدس).
بل ان التقية من منظور السيد محمد الصدر(قدس) تحتاج الى بحث مستقل ودراسة مستفيضة..
ان السيد محمد الصدر(قدس) رفع الغموض والتشويش والضبابية عن التقية..
ومن الطريف ان هناك الكثير من مؤيدي السيد محمد الصدر(قدس) وغيرهم ممن يستغرب عندما يسمع ان السيد محمد الصدر(قدس) قد عمل بالتقية! لان هذا الاستغراب ناشئ من الجهل بمعنى التقية لان التقية في ظل عدم وجود الوعي لم يكن لها معنى واضح بل كان البعض يعتبرها سببا للذلة والتقاعس والسكوت عن الحق والركون للظالم.. وهذا ليس مفهوم التقية الصحيح!!! كيف يكون كذلك؟وقد روي عن الإمام الصادق(ع)انه قال((التقية ديني ودين آبائي))..
ان العملية التربوية التي قادها السيد محمد الصدر(قدس) بإعمال ولايته العامة كانت ملتزمة بالتقية بل ان السيد محمد الصدر(قدس) ساهم في تغيير وتوعية الناس الى مفهومها الصحيح التي جعلها الله قانونا لازال ساري المفعول ولطالما كان السيد محمد الصدر(قدس) يستعمل لفظ الشجاعة في مقابل التقية بل انه وضع معياراً في صرف الشجاعة وهذا المعيار يكون في الامور ذات الاهمية القصوى وخير دليل على ذلك الاهزوجات التي هتف بها المصلون في مسجد الكوفة كانت تمثل تحديا للنظام، وعلامة واضحة للشجاعة التي حصلت في المجتمع بعد سنين طويلة من الخوف والرعب وقد قال السيد محمد الصدر(قدس) معلقا على هذه الأهزوجات ما نصه في الجمعة السابعة والعشرين:-
(( ومن بوادر الشجاعة ما حصل هنا في مسجد الكوفة وغيره من الهتافات والأهازيج وكنت أنا أعتبرها بصراحة نصرا للدين وعزة المذهب كما هي كذلك جزى الله قائليها خيرا إلا إننا حينما ظهر لنا أن مضاعفاتها المحتملة التي قد تعود بالمفسدة على الحوزة والدين كثيرة مع الأسف وما يسمى بالإصطياد بالماء العكر كنا مضطرين للإعتذار عنها على أية حال وإنما الأعمال بالنيات والله تعالى يعلم ما في قلوب المخلصين وإستعدادهم للتضحية على مختلف المستويات وهذا كاف جدا جزاكم الله خيرا وإذا كانت هناك شجاعة إن شاء الله تعالى فإصرفوها بحذر وبشكل مدروس وبالأساس مع الإستئذان من الحوزة العلمية الشريفة وليس بإتخاذ عمل أو قرار بالإستقلال عنها ومن دون الإستئذان منها والعياذ بالله )) انتهى
ومن الواضح من خلال هذا الكلام ان معيار العمل بالشجاعة او التقية هو الشريعة نفسها بمعنى متى تعلقت الحرمة كانت الشجاعة أو التقية ممنوعة وهكذا فان العدل الالهي هو المعيار وليس غيره وقد اتضح من كل ذلك ان منهجية الشريعة هي البرنامج المتكامل الذي سار عليه السيد محمد الصدر(قدس) في حركته التربوية..

أحدث المقالات