1- مرّة أخـــرى تعود حكاية غلق محلات بيع الخمور والنوادي الليلية الى الواجــهة .. ولكن هذه المـَرّة بشكل أكثر تــَحضرّا وديمقراطية ..! حيث قامت قوات من اللواء 56 ومجاميع أخـرى من الشرطة بالأستئذان بكل أدب وأريحـــيـّة من أصحاب هذه المحلات والنوادي في الدخول اليها في مناطق المسبح والكرادة والعرصات .. وبعد أن سمحوا لهم بالدخول .. دخلوا على أطراف أصابعهم لكي لا يــُزعجوا روّادها .. ثم أبلغوا أصحابها بالقرار القضائي الخاص بغلق هذه الأماكن ما لم تكن لديها رُخــصة مــُجددة .. وأعطوهم نسخة من القرار .. وأمهلوهم مــدة أسبوعين للحصول على رخـصة جديدة .. ثم أستأذنوا الحاضرين بالتقاط صور تذكارية معهم .. وبعدها وقفوا بالدور ( بالسـّرة ) وفقاً للأنضباط العسكري .. وطبعوا قــُبلــة وطـنيـّة على خـدود الحاضرين واحد واحد .. ثم أعتذروا عن الأزعاج وأنسحبوا بهدوء لدرجة كان الحاضرين واصحاب هذه الأماكن يسمعون دبيب النمل مــن شدة الهدوء …! حتى أن مـُدير أحد هذه النوادي المحـظوظــة بهذه الزيارة قال بسعادة غامــرة : آني يمكن دا أحلم .. معقولة أحنا بالعراق .. معقولــة وصلـّنا لهالدرجة من الديمقراطية والأنسانية بحيث نــُبـلـّغ بهذه الطريقة الجميلة وأن آمــر هذه الزيارة الوديــّة يعتذر … نــَشكـُر الرب على هذه النعمــة !!
هــذا الذي حـَـصـَل أخـوانـي ، على عكس ما روّجت له الأبواق المـُغـرضــة والمــُتحاملة على العراق الجديد .. والمــُرتبطة حصرياً بقناة مـيلـودي و بتنظيم القاعــدة وفلول البعث وبعض دول الجوار ..!
2- ما أن أنهيت كتابة الفقرة الأولــى .. حتى صدَمتنا الأخبار بسلسلة التفجيرات الأجرامية القــذرة التي ضربت عدد من محافظات بلدنا المنكوب ..! رحـِم الله شهدائنا وشافى جرحانا .. وما سنقوله هنا له آصـرة تساهمية بالفقرة الأولى …! عادة بعد كل موجــة تفجيرات تحصل نسمع من بعض المسؤولين و السياسيين والبرلمانيين والمواطنين أيضاً تصريحات مـُكررة تـُقال أما لرفع العتب وأما سوء فهم وأما للتغطية على شئ آخــر …! العبارة الشهيرة التي تتردد بعد كل يوم دامــي هي : أن الخلافات السياسية هي سبب حصول التفجيرات الأرهابية ..! دعونا نأخذ المسألة من زاويتين :
أ- ما علاقة الخلافات السياسية بأداء الأجهزة الأمنية ودورها في الحفاظ على أرواح الناس .. أذ يـُفترض أن هذه الأجهزة تؤدّي دورها وواجبها على أساس مهنــي وعلى أساس أصل وجودها ومهمتها .. فالقوات الأمنية واجبها حماية الناس وحماية الوطن بغض النظر عن زعل فلان على فلان .. أو خلاف رئيس الوزراء مع رئيس الأقليم .. أو أن حسن السنيد لا تـُعجـبهُ بدلة حيدر الملاّ ..! القوات الأمنية مطلوب منها أداء واجبها الذي وجدَت من أجـله بعيداً عن صراعات السياسيين واختلافاتهم .. فهي قوات للدولة والشعب وليس لفلان أو علاّن .. أليس المفروض هكذا وكما هو شأن كل أجهزة الأمن في الدول التي تعيش في نعيم الديمقراطيـّة …؟
ب- أذا لم نقتنع بالفكرة أعلاه .. وربما البعض قد ضحــِك في ســرّه .. فلا يبقى تفسير لعبارة : الخلافات السياسية هي سبب حصول التفجيرات ، سوى أن السياسيين المـُختلفين هــُم من يقوم بهذه التفجيرات …! وكلّ حسب أجندتــهِ وحسب نزعاتهِ الشيطانية وأمراضـــه النفسية .. ! وفي هــذه الحالـة يجب تركيز الجهود لمعرفـة هؤلاء وتقديمهم الى العدالة والقصاص .. ومعرفة وفضح أرتباطاتهم ومن يقف ورائهم و يدعــَمَهـُم بالمال والتدريب والجـُهد الأستخباري والأعلامــي والسياســي ..! بغير ذلك سنبقى ننزف من دماء أبنائنا وأرواح شعبنا الى ما شاء الله.
هل لدى أحدكم تفسير آخــر لتلك العبارة الشهيرة …؟
3- يــُحكـى أن أحد ولاة بغداد وكان ظالماً وجائراً .. قد طلـَبَ من رئيس العسس ( الشرطة ) بفرض غــرامــَة على سكنة بغداد مفادها أن كل مواطن يعبر على الجسر من الرصافة الى الكرخ أو بالعكس يدفع غـَرامــَة عبارة عن صفعـَة ( راشــدي ) على وجهه من قبل أحد أفراد العسس .. بعد أسبوع من تنفيذ أمـر الوالي .. أستدعى رئيس العسس وسأله عن رد فعل الناس على هذه الغرامــة .. فأجابه أن الأمر طبيعي يا مولاي والناس مــُتـَقبــّلة للموضوع .. فأمره أن يجعلها صفعتـيـن .. وبعد أسبوع أستدعاه ليسأله نفس السؤال .. فأجابــهُ : نفس الحال يا مولاي .. ولكن ظـَهـرَ تمـَلمـُل بسيط من بعضهم .. فأمــرَهّ بجعلها ثلاث صفعات … وبعد تنفيذ الأمـر بثلاثة أيام جاء رئيس العسس الى الوالي لـيـُخبره أن وفداً من وجوه بغداد وأهاليها يــُريد مقابلة الوالي لأمــر هام .. فأجابه الوالي : أسرع بهم للمثول أمامـي .. وعندما حضر الوفد أما الوالي قال كبيرهم : يا مولاي لقد أمرتَ بفرض غرامــة علينا ثم ضاعفتها .. ثم جعلتها ثلاث صفعات .. ولا مـُشكلة في ذلك .. ولكننا نستحلفـُك بالله أن تــُضاعف عدد العسس عند رأس الجسر من الجهتين .. لأن الزحام أصبح شديداً على طرفي الجسر .. والناس يتعطـّلون عن أعمالهم ..! فـدُهش الوالي وصاح بوجهه : هل هذا هو سبب طلبكم مقابلتي .. والله أنكم تستحقــّون أضعاف هذه الغـَـرامــَة …!!
—————————————————–
* يقول جبران خليل جبران : الســمـَكة القوية تسبـَح عكس التيار الى الوجـهة التي تـُريدها .. أما السمكة الميــّتة فهي دوماً مع التيـّار.
* أراد أحد الأطباء أخذ أستراحة قصيرة .. فطـَلبَ من أحد معارفه أن يتواجد بالعيادة الخاصة به بدلاً عنه .. وكان هذا الشخص يمتاز بنعمــة الغــَباء .. بعد ثلاثة أيام عاد الطبيب الى العيادة فسأل صاحـبـَهُ : ها شنو الأخبار … فأجابه : والله أجونــي بس تلاثــة .. يومية واحد .. الأول عنده صخــونه فأعطـيتـه خافض حرارة .. والثاني عنده التهاب بالبلاعــيم فانطيته أنتي بايوتك .. والثالثــة مريـّة كلــّش حلــوة .. تخـَبـّل .. دخلت العيادة ورأساً نزعت كل هدومــــه .. ونامت على سرير الفحص وصاحت : صارلي سنتين ما شايفــة رجـّال …!! فسألهّ الطبيب : أي وشسـَوّيت ..؟ أجابه : طبعاً حـطـيـتلـّه قطرة مال عين .. حتــى تشوف ..!