قال الإمام محمد الجواد (عليه السلام): (المؤمن يحتاج الى ثلاث خصال: توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول مَنْ ينصحه)، نعم إنهم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أتقنوا فنون الصبر بأجّلها، وتوسدت نفوسهم الأبية ثياب المحنة بقبول حسن، فكانوا بحق قرابين للعدالة، والطهر، والقداسة، ورفض الظلم والطغيان، وكل هذا إبتغاء مرضاة الخالق، ونصره لدينه الحنيف، ولأنهم يعرفون جيداً مقدار الأجر بعد المحنة، فهم يستقبلون أقدارهم بعبارة الحمد لله، وخذ يا رب حتى ترضى.
يعتري بعض الناس كثير من الجزع عندما يمر بحالة الإبتلاء، على عكس أصحاب النوايا الصادقة، والنفوس المطمئنة لقضاء الخالق عز وجل، فترتل ألسنتهم آية الصبر بتوفيق من الرب، وتغدق عليهم بالرضا والمرضاة في قوله تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”، فمَنْ أتقن الصبر لن تكسره الحياة ومحنها، فتهون أمامهم التضحيات، ويتقاسمون مع البشر معنى الإنسانية، لذا تجد أن أهل البيت (عليهم السلام)، ليسوا مجرد أئمة للهدى ومصابيح للدجى، بل حواريون لنصرة الإسلام والبشرية جمعاءهناك أية تجعلك تقف طويلاً مع نيتك في العمل لتحسها جيداً، وهي “وقدمنا الى ما عملوا فجعلنها هباءً منثوراً”، والحكمة عظيمة منهذه الأية المباركة، إنهم أصحاب الظنون السيئة، المحبطون بفشلهم من فشلهم، لأنهم يعلقون أسباب إحباطهم على الحظ والظروف، فيزدادون سقوطاً بعد سقوط، ويتغافلون عن قول إمامنا الجواد (عليه السلام) بقوله:(مَنْ أطاع هواه أعطى عدوه مناه)، ولأسباب بسيطة مجانية، إشترى بها جحيمه في الدنيا وسعيرها في الآخرة، بنفسه الأمارة بالشهوات، وموافقة الهوى وإعتناق الغوى.
علم النفس الإيجابي يعلمنا أن لدى كل واحد منا، خليط من جوانب القوة والضعف، ولا أحد يملكها جميعاً ولا أحد يفتقدها كلها، وكما يقال:لو كانت الحياة سهلة ميسرة، لما كان الصبر أحد أبواب الجنة، فقد قيل لأحد الصالحين ما الصبر الجميل؟ قال:(أن تُبتَلى وقلبكَ يقول الحمد لله)،عليه إتعظ أيها المؤمن، حتى لو ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فتيقن أن الدنيا لن تغلبكَ بمظاهرها الزائفة، وبين ضلوعكَ قلب معلق بعبارة :(الحمد لله).