“كسر باستشهاده كل مشاريع الطائفية ”
(استفزني بكاء ابن الموصل على تضحية ابن الجنوب)
“حسن” معزوفة حزن … قال بلهجته الجنوبية “انأ أموت “بس كون انتو تتحررون”
بمنديل العرس ودع عروسه, بعد أن قضى أجمل عشرة أيام في حياته, كانت هي مدة أجازة الزواج, التحق إلى الموصل ,رائحة العطر تفوح من ثنايا بدلته العسكرية, ضجيج المدافع وأزيز الرصاص لم ترهبه او تهز رجولته, يحلم بالنصر, وبناء عائلة ,صور الحفل تترائي له. في غمرة استرخائه وحلمه الواعد, استفزته , أصوات مزقت عتمة الليل, صراخ أطفال وعويل نساء وانين شيوخ ومرضى, انتخبت فيه دماء ثورة العشرين فهو ابن الديوانية المدينة التي شهدت الملحمة البطولية , ارض أرضعته السمو من ثدي الجود, تحرك بخطى واثقة شجاعة كسر هواجس الخوف , صوب الأصوات الصادرة من دار رجل موصلي” , سار غير عابه بحجم المخاطر التي تحيط المكان,سبعة عوائل موصلية أنهكها الجوع والعطش ونقص الدواء, دخل عليهم ” المقاتل ” كاسد الإسلام ” حمزة” كالبدر في الليلة الظلماء , قال , اطلبوا فو الله لتكون روحي هي الثمن لإنقاذكم, قالوا نريد دواء من الوحدة الطبية, خرج مسرعا وسط المخاطر, قذائف الهاونات تتساقط كالمطر, رائحة البارود والموت تملئ المكان, مزق الظلام, جلب الدواء والبرتقال, قال له صاحب الدار لماذا البرتقال, قال بلهجته الجنوبية الدارجة ” والله استحي ما أجيب لكم طعام”, خرج وكانت بانتظاره قذيفة “هاون ” من الإرهاب أردته شهيد على ارض معسكر الغزلاني, رحل حسين بعنوان ” وطن” يقول صاحب المنزل “صالح نجم” ودموعه تنهار , لم أرى الوطن ألا في عيون حسين ابن الجنوب ضحى بحياته وهو مازال عريس , رحل وعيونه مكحلة بالنصر وو شهادة بمساعدة الأخر,رحل وعيونه ترنوا صوب عروسة وأهله , رحل مرفوع الرئس , أقام له الموصليين مراسيم عزاء, فهو شهيد الوطن وعنوان التضحية