بعد مخاطبات بين الدائرة الرئيسية والشعبة التابعة لها وبموجب كتب رسمية تم ترشيح موظفتين للاشتراك في الورشة التنموية والتوعوية للموظفات والتي اقيمت بالتنسيق مع احدى منظمات المجتمع المدني .
حدد كتاب المشاركة الساعة التاسعة صباحا ,هذا الوقت الذي ذكره الكتاب ,لذا توجهت المرشحة الى الدائرة الرئيسية قبل الوقت المحدد بربع ساعة فكانت المفاجئة ان السيارة التي اعدت لنقل المشاركات بالورشة قد ذهبت, كان الامر شديدا عليها فمشاركتها في الورشة تعتبر دوام رسمي واجب الاداء ولذا فأن عدم مشاركتها يعتبر وقتا ضائعا وهدر لوقت الدوام لا مبرر له . لذا توجهت الى مكتب المدير فكانت المفاجئة الاكبر هو ان القائمين على الدائرة لا يثيرهم هذا الامر ولا يشكل ضياع وقت الدوام الرسمي علامة فارقة لهم تبين لها ذلك من خلال رد المدير البارد…لابأس أذهبي الى الورشة (بسيارة أجرة) ردت علية لتؤكد حقيقة قوله .
تقصد ان اذهب الى الورشة بسيارة اجرة …؟
اومأ براسه …نعم …نعم …واردف مستفهما دهشتها الأمر …وماذا في ذلك…؟
اجابت انه هدر لساعات ينبغي ان تقضى في اداء العمل ,ثم هناك أمر آخر يمكن ان يكون خافيا عليك وهو انني في حالة تعرضي الى حادث ما لا سمح الله يقتضي اجراء تحقيق حول سبب الخروج بسبب التواجد خارج الدائرة اثناء وقت العمل الرسمي وقد يسبب ذلك للتعرض للعقوبات الادارية …وشددت على كلماتها ..(لا أظن ذلك خافيا عليك) كانت طريقة نطقها للكلمة الاخيرة مثيرة للتساؤل فهي مزيج بين قول الحقيقة مشوب بتهكم صريح وبعد لحظة صمت أضافت :تلافيا للأمر يمكن ان تطلب الى احدى مركبات الدائرة الذهاب بي الى الورشة وتحرر ورقة رسمية بالخروج………..
قهقه المدير
وارتسمت على وجهة ابتسامة ساخرة ..وخرجت الكلمات من بين شفاهه قائلا بنبرة الواثق الحازم(لا.. هذا لا يمكن ابدا) لا يمكن ان اصدر امرا بخروج سيارة الدائرة فهذا سيعرضنا للمسائلة والتحقيق …
كانت قهقهته صفعة مؤلمة تلقتها في صميم مشاعر الاحترام الذي تكنه اليه……………. ولم تواجهه بسؤالها الذي ارادت قوله : كيف … انه ضمن العمل الرسمي وليس لعمل شخصي.. ؟
هنا ,استحضرت ذاكرتها عشرات السيارات التي تخرج لأداء اعمال شخصية وفردية خدمة لمتنفذين لا علاقة للعمل الرسمي او للصالح العام بل خدمة لمصالح شخصية وعائلية .
قتلها الحزن فهي مدركة انها في بلد ضاعت ثرواته بين السرقة والاختلاس والعقود الوهمية و….و…و الى ما لانهاية فكيف تجد من يحرص على وقت اداء العمل.
لك الله يا وطني …لك الله يا وطني …لك الله يا وطني.