19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

السياحة الثقافية إمكانية الاستفادة منها في دعم الاقتصاد العراقي

السياحة الثقافية إمكانية الاستفادة منها في دعم الاقتصاد العراقي

“الاحتياطي الحضاري اكبر من الاحتياطي النفطي”
يعتبر العراق موطنا للعديد من الحضارات التي شغلت الفكر الإنساني وجلب أنظار العالم, فعلى أرضه الطيبة المعطاء نشاء حضارات “سومر, وأكد وبابل وأشور, وسبقتها عصور ما قبل التدوين, حضارات وضعت اللبنة الأولى لحضارات وقدمت للإنسانية صنوفا من المعرفة والعلوم- والفنون- والآداب- والقانون- والعمران والمدنية, حتى أصبح التراث السمة البارزة للعراق فمجرد أن تسال في أوربا وأمريكا عن انتمائك وتقول من العراق , يرد الأجنبي بإعجاب”( أوه بابلون), إضافة إلى ذلك يمتلك هوية الأديان السماوية التي لها مشتركات تاريخية في العراق, فمدينة” أور” هي مدينة أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام, ولا تكتمل مراسيم البابوية المسيحية ألا بزيارة مدينة ” أور” , كذلك مدينة النجف التي تحتضن رفات الأنبياء ,.” ادم, ونوح , وهود, وصالح”, (عليهم السلام), إضافة لكونها مدينة الأمام علي ابن أبي طالب, يمتلك العراق أئمة ومشايخ المذهبين السني والشيعي والزيارات مستمرة من قبل الوفود الأجنبية والمحلية وغير محددة بموسم , مثل ما موجود بموسم الحج, يمتلك العديد من الآثار والشواهد فقد استمر التراث يرفد العراق بكل ما يملك, واستنادا” إلى صندوق” تمويل التراث العالمي “, بان العراق سيصبح المقصد الرئيسي” للسياحة الثقافية” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والثاني بعد مصر, ولكن للأسف جعل العراق التراث وهذا الإرث الكبير بدرجة أدنى في سلم أولياته, ولم يستفاد من إيرادات النفط الانفجارية,لا في تطوير القطاع السياحي ولا في تقديم الخدمات والكهرباء والأمن, ولا طور الصناعة والزراعة, ولا حافظ على سياسة السوق ودعم القطاع الخاص, واليوم يمر بأزمة اقتصادية خانقة , بدت تظهر و تتفاقم يوم بعد أخر, لكن العراق لا يسقط أذا استفاد من الكفاءات المشهود لها بالنزاهة والسمعة الطيبة, من أبناءه وسلم لهم زمام الأمور في عملية البناء والاستفادة منها, فقطاع السياحة والآثار وحده يكفي أذا ما استثمر بطريقة صح , و وفر العراق بيئة أمنة واهتمام بالمواقع الأثرية وإشاعة ثقافة الحضارة في المجتمع ونشر الوعي السياحي, مع العلم أن الاحتياطي الحضاري اكبر بكثير من الاحتياطي النفطي المعرض للنضوب واستنزاف الأموال في التسويق والإنتاج والخزن والتلوث البيئي, يقول الخبراء وذوي الاختصاص بعلم الآثار بان 50% من الآثار العراقية لم يكتشف بعد, هذه دعوة إلى الحكومة أن تلتفت إلى أعادة النظر بهذا القطاع المهم , كونه المنقذ والمساعد في الخروج من عنق زجاجة الأزمة, والمطمئن من الخوف من تضارب أسعار النفط, بالإضافة انه سيوفر سمعة طيبة ومردود مالي كبير وسيوفر فرص عمل كبيرة ويقضي على البطالة, ويساهم في تحريك السوق والزراعة والنقل والمواصلات وإنعاش الصناعة الفندقية في عدد كبير من المحافظات. ينجح العراق أذا ما اعد اولا” خارطة وتحليل بيئي للمواقع السياحية ذات الأهمية التراثية,
ثانيا” أذا سن قوانين للحفاظ على التراث, ثالثا الاستفادة من ذوي الاختصاص في وضع خطة متطورة, وفتح باب الاستثمار وتحديد الجهات والمؤسسات التي في وسعها المساهمة بعملية الحفاظ على التراث وحمايته, ربعا” الإسراع في معالجة المواقع المهددة بالتدهور بفعل الزمن والتي أطالتها يد التخريب وحمايتها من الاندثار او الفقدان, التراث العراقي هو الهوية الحضارية والثقافية والوطنية والمجسد للتقاليد والجامع للهوية العراقية وارث الأجيال القادمة النهوض به مسؤولية الجميع بشكل عام والحكومة بشكل خاص.