مما لا شك فيه أن الإنسان إذا أصبح ألعوبة بيد الشيطان فإنه لا محالة سيكون حينها أداة له تحقق له كل رغباته السيئة ، فالإنسان يتعرض بين الحين و الآخر إلى موجة من الأمراض الفكرية و الجسدية تجعله أسيراً لشهواته الدنيوية و نزواته الشهوانية التي لا تبقي له و لا تذر و سيدخل في دهاليز الأفكار المادية التي يسعى خلفها من اجل حصاد المال و بأي شكل من الأشكال حتى و إن كان الضحية حياة و أرواح إخوته التي تربطه بهم أواصر إنسانية و اجتماعية قوية ورغم كل تلك الروابط فإنه لا يعير لها أية أهمية بل أن جمع الأموال همه الأول و الأخير عندها لا يتوانى عن سفك الدماء و زهق الأرواح و داعش أوضح مصادق لذلك حيث جعل من المال غاية يسعى خلفها حتى ولو كانت بيد الشيطان الرجيم فلا مانع عند أتباع هذا التنظيم من تقديم فروض الطاعة و الولاء لدجالهم الأكبر بغية الحصول على المال بل و أكثر من ذلك حتى و إن كان الثمن قتل الأبرياء و انتهاك الأعراض و استعباد العباد و سلب كل ما يملكون فكل مَن يقلب أروقة داعش و أمثالها يراهم مجموعة ذئاب بشرية تمرست على لعب دور المنافق ذو وجهان ، ظاهره يدعي الإسلام و جوهر حقيقته الكذب و الخداع و التغرير بالبسطاء و أصحاب العقول البسيطة لغرض الإيقاع بهم في مستنقع الغدر و الخيانة و التنكيل بهم و سرقة ما لديهم من أموال و نفائس ثمينة وهذا ما يكشف لنا عن مدى ضحالة الفكر و المعتقد الذي يتبعه داعش و سذاجتهم فهم اصلاً وقعوا في شراك حبال جهل أئمتهم و فساد أقلامهم المأجورة التي باعت آخرتها بدنياها و بأبخس الأثمان مما جعلهم يتصارعون فيما بينهم من اجل الدينار و الدرهم و لعل الواقع الذي يعيشونه الدواعش اليوم من حالة الانهزامية و الانكسار الكبير جعلهم في صراع داخلي أثر كثيراً على مسار حياتهم و عملية إدارة أمورهم العسكرية و السياسية مما أثر سلباً على عمليات استقطاب الناصر و المعين لهم من مختلف أرجاء المعمورة وهذا التخبط قد عاد بالنتائج الايجابية على الأمة الإسلامية بانكشاف حقيقة داعش و حجم الضحالة العلمية و الفكرية التي يتبجح بهاد اعش على العالم و أيضا تقدم الأدلة و البراهين عن مستوى التخلف و الافتقار العلمي الموجود عند أئمة و قادة هذا التنظيم سواء في الماضي و الحاضر مما جعلهم في تيه و ضلال و انحراف ما من بعده تيه و ضلال انحراف .