استوقفني كثيرا خطاب المرجعية في خطبة الجمعة حينما انتقدت الظروف الصعبة للطلبة متسائلة: من أوصلنا إلى هذا الحال؟،
تساؤل غريب وعجيب يصدر من أعلى وأخطر موقع، ويثير العديد من التساؤلات: فهل يعقل أن المرجعية تجهل من الذي أوصل العراق وشعبه إلى هذا الحال؟!!!، وهي التي وحسب الفرض ومقتضيات المسؤولية الملقاة على عاتقها ينبغي أن تكون عالمة بالذي أوصل الأمور إلى هذا الحال، لكون أن الاهتمام بأمور الناس ومعالجة مشاكلهم بعد الوقوف على أسبابها ومسبباتها من واجبات المرجعية، فكيف تجهل المرجعية ما يعلمه ابسط الناس وأجهلهم حتى صار من البديهيات التي لا تحتاج إلى فكر ونظر؟!!!، فأين حكمتها وحنكتها ورؤيتها الثاقبة وصمام أمانها؟!!!،
أليست المرجعية هي من أمرت بانتخاب من أوصلنا إلى هذا الحال من ساسة الفساد والسرقة والقتل والتبعية، فقائمة الشمعة 169 و555 لازالت حاضرة في أذهان العراقيين الذين باتوا يلعنون اليوم الأسود الذي صوتوا فيه لهما، بل ودافعت المرجعية عنهم طيلة هذه السنين وحرمت التظاهرات التي خرجت ضدهم، وحتى التظاهرات التي شهدها ويشهدها العراق حاليا لم تكلف المرجعية نفسها بإصدار فتوى ضد الفساد والمفسدين!!!.
أليست المرجعية تتصل بالوحي عن طريق الإمام والذي لطالما كان يزودها بالفتاوى كما هو الحال في فتوى الجهاد الكفائي وفقا لما روج ويروج لها وكلاء المرجعية وإعلامها، فلماذا لم تسال المرجعية الوحي عن من أوصلنا إلى هذا الحال إن كانت جاهلة به فهل انقطع الوحي عن المرجعية؟!!!!،
وأخيرا هل يوجد ضحك على الذقون، واستخفاف بالعقول، وقفز على الحقيقة رغم وضوحها وبداهتها أكثر من هذا؟!!!،