مما لا شك فيه إن مواقف الانسان التي يمر فيها اثناء مسيرته الحياتية، تعاد عليه في غير صورة تحمل المحتوى والمعنى ذاتهما، فالواجب عليه أن يتعلم من ثمرات العمل السابقة والنتائج الحاصلة، لتكون مخزونا معرفيا يستفيد منه في اللاحق من حياته، ولكن هناك مسألة معكوسة في هذا العالم تحدث في كل زمان، وهي ثبات الموقف وتغير الانسان .
الموقف نفسه يتكرر بمرور الزمن، ٱلا ان الانسان يتغير والوجوه تتبدل، فإما ان يكون الموقف نفسه تكرر من قبل البشر، مع تبدلهم وتغيرهم بالظروف المحيطة بهم، أو أن الساحة العملية تشهد تطورا وأستحداث موقف جديد، وهنا العبرة في عدم تكرر المواقف السلبية، أو الاخطاء التي ادت الى نكسات وانعطافات في حياة البشر اجمع .
المعاناة التي لازمتنا طيلة سنين، من حروب وسياسات فاشلة منغلقة، جعلت من الرافضين للظلم ان يعملوا بتاريخهم الجهادي، ويؤسسوا لثورة، الهدف منها التغيير، فكانت وكان عنوانها الابرز هم آل الحكيم، وكانت مسيرة حافلة بالتضحيات، جيل يمضي وآخر يتجدد، والسؤال هنا هل نستطيع القول بأن كل ماتحقق من تلك المسيرة المعطاء ان تلبي الطموح وتحاكي الواقع؟
للاجابة على السؤال يجب وضع اعتبارات، من شأنها ان تضعنا في الصورة الحقيقية للواقع، وما نطمح له ان يتحقق، سنجد ان هناك مسافة كبيرة بين الاثنين، فالواقع هو التحديات الكبيرة، والطموح هو اكبر من التحديات، والهدف هو دولة العدل والمساوات، لذا وفي ظل المعطيات الموجودة على الساحة كان لا بد من ثورة ترتقي لذلك، وقائد يكون بمستوى الثورة والطموح والواقع .
وهذه الصفات لا يمكن لها ان تتواجد في اي انسان، إلا من كان له تاريخ من الجهاد والتضحيات، فكانت الكلمة الفصل لسماحة السيد عمار الحكيم دام توفيقه، وولد تيار الحكمة من رحم تلك المعاناة، وما ان اعلن عن تلك الولادة للتيار حتى هب المخلصون الاوفياء، ليرسموا لوحة العهد والولاء، لأنهم استشعروا قوة المتبنيات لهذا التيار المبارك، وقربه من الواقع وبعده عن الخيال، وقربه من الطموح وبعده عن الشعارات، وهو ما كرسه سماحة السيد عمار الحكيم دام توفيقه بقوله :نحن مشروع سياسي يريد ان يبني دولة مسؤولة عن كل مواطنيها .