23 ديسمبر، 2024 8:45 م

كتاب جديد للدكتور صادق حسن السوداني

كتاب جديد للدكتور صادق حسن السوداني

صدر للدكتور صادق حسن السوداني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب – جامعة بغداد، كتابا جديدا بعنوان ((يهود الولايات المتحدة الأمريكية. دراسة تاريخية سياسية)). 
وقد تضمن الكتاب تقديما وسبع دراسات مختلفة عن أوضاع اليهود في الولايات المتحدة وأحوالهم ومواقفهم السياسية وموقعهم في الخارطة السياسية العالمية والأمريكية. أولى هذه الدراسات، تضمنت مدخلا تاريخيا تابع يهود الولايات المتحدة ابتداء من هجرتهم وانتظامهم في الحياة العامة هناك، وأخرى تناولت موجات الهجرة الرئيسة من مختلف أنحاء العالم إلى هناك، فيما تناولت الثالثة معاداة السامية في الولايات المتحدة حتى عام 1945 إذ تتبع تطورها التاريخي، ثم أكمله بدراسة توضح هذا التيار من 1945-1998. انتقلت الدراسة الأخرى من الكتاب لتناول موضوع مختلف هو يهود الولايات المتحدة والصهيونية حتى عام 1945، لينتقل إلى دراسة لمحات موجزة من تاريخ الصهيونية ويهود الولايات المتحدة 1945-1972. وآخر الدراسات كانت عرضا موجزا لـ ((المنظمات الصهيونية الأبرز في الولايات المتحدة)). 
باعتقادي المتواضع أن الكتاب يمثل إسهامة محترمة لتعريف القارئ العربي والعراقي بموقع اليهود في صناعة المواقف السياسية الأمريكية ووضع هذه الجالية وقدراتها السياسية والاقتصادية.
الدكتور صادق السوداني من مواليد بغداد 1946، حصل على البكالوريوس من كلية التربية جامعة بغداد سنة 1967، والماجستير من كلية الآداب جامعة بغداد سنة 1973، وسافر بعدها إلى المملكة المتحدة ليكمل الدكتوراه في جامعة أكستر بعد أن قدم موضوعه ((الحركة الوطنية في كينيا في خمسينيات القرن العشرين وحركة الماو ماو)) فعاد إلى العراق سنة 1988، وكان قد سبق له أن عمل في التعليم الثانوي حتى سنة 1974 عندما انتقل إلى التعليم الجامعي، وبعد عودته إلى العراق حصل على مرتبة الأستاذية بتاريخ 8 تشرين الثاني 1994.
وكان سبق للدكتور السوداني أن قدم للمكتبة العربية كتابين مهمين الأول هو : ((العلاقات العراقية السعودية 1920-1931. دراسة في العلاقات السياسية)) والذي طبع في دار الجاحظ، بغداد، 1976م. والثاني كتابه ((النشاط الصهيوني في العراق 1914-1952))، والذي طبع هو أيضا في بغداد سنة 1980، فضلا عن دراسات مهمة نشرت في المجلات العراقية المحكمة والتي مثلت مراجع لطلبة الدراسات العليا في تاريخ العراق والعرب والعالم حتى أن أغلبها تحول إلى رسائل وأطاريح جامعية. ومنها بعض البحوث بالتاريخ الإسلامي.
ولعل أبرز انجازات الدكتور السوداني هو اقتحامه مجال دراسة التاريخ الأوربي والأمريكي، فقد كان مشرفا أو موجها لطلبة درسوا معظم الشخصيات التي صنعت تاريخ الاحتلال البريطاني في العراق مثل المس بيل وغيرها، فضلا عن صانعي السياسة البريطانية والأوربية من أمثال الملكة فيكتوريا و والملكة إليزابيث الأولى وونستون تشرشل واللورد دربي واللورد غلادستون وغيرهم الكثير، فضلا عن دراسات تتعلق بالبرلمان البريطاني والقضية الأيرلندية والحركة الجارتية وما يتعلق بتطور الفكر السياسي الأوربي. فكان بحق رائدا للدراسات الأوربية في العراق وركنا أساسيا من أركان المدرسة التاريخية العراقية في التاريخ الحديث التي أثبتت كفاءتها وحياديتها في كتابة التاريخ الإنساني، إذ ظلت كلية الآداب بجامعة بغداد تفخر بوجود الدكاترة: كمال مظهر وهاشم التكريتي وصالح العابد ونوري السامرائي وإبراهيم العبيدي وآخرين، إلى جانب أستاذنا السوداني.
لقد عرفت الدكتور صادق شخصيا منذ سنة 1989 حين قدمتني له ألأستاذة الراحلة د. عالية أحمد سوسة التي كانت تعطينا دروسا باللغة الانجليزية أيام الخدمة العسكرية، فامتدحت (رحمها الله) علميته وتمكنه من الانجليزية، ثم عرفناه عن قرب حين تولى تدريسنا خلال السنة التحضيرية لمرحلة الماجستير فكان عالما صارما دون أن بفقد الود والأبوية، وكنا نرى فيه قامة علمية نفخر بها، نحرص على حضور مناقشاته وبعض محاضراته، وتشرفنا بأن درسنا في مرحلة الدكتوراه فصلين دراسيين، كان الأول مادة ((الحياة البرلمانية في بريطانيا))، والثاني ((تطور الفكر السياسي في أوربا))، ودليلا على جديته وصرامته تحولت بحوثي عن البرلمان إلى كتاب طبعته بعنوان ((العاهل والبارون. ملامح الحياة البرلمانية في بريطاني)) فضلا عن أربعة أطاريح دكتوراه تصدى لها زملائي، وتحولت بحوثي للكورس الثاني إلى كتاب آخر هو ((تطور الفكر الديمقراطي في أوربا)) والذي ما زلت مترددا يطبعه لظروف شخصية.
أطال الله عمر أستاذنا الدكتور والى مزيد من الانجازات وأقدم له شكري وامتناني لإهدائه نسخة من الكتاب لي، مع أمنياتي أن أكون وفيا لشخصه وعلمه وأبوته. وأتطلع أن أرى دراساته وانجازاته وقد تحولت إلى كتب تغني المكتبة العربية وتكون مفخرة لعراقنا ومبدعيه.