22 ديسمبر، 2024 3:12 م

الى العلمانية تتجة أحزاب الإسلام السياسي

الى العلمانية تتجة أحزاب الإسلام السياسي

بعد ان ثبت بالدليل وبما لا يترك الشك , تقصير الاحزاب الاسلامية وفشلها في ادارة الدولة العراقية في مرحلة مهمة جداً وحساسة للغاية بتاريخ العراق المعاصر رغم توفر كل مقومات النجاح والتي اهمها الانتعاش الاقتصادي الكبير “الانفجاري” بعد التغيير والدعم الدولي اللامحدود من لدن دول عظمى, لكن ذلك كلة كان هباءً منثوراً وأصبح هذا الانتعاش في جيوب الاحزاب الحاكمة تقاسمته جهاراً نهاراً وبغير وجه حق لكن برضا تلكم الدول .

ورغم فشلها الانها لم تعترف قط بذلك وتربطه بأسباب ومسببات يفهم منها فشلهم فشلاً ذريعاً في قياداتها لهذه المرحلة الخطيرة .

وبما انهم يتقنون” فن الممكن فهم يتلونون ويتكيفون مع المتغيرات الطبيعية ولديهم اجهزة استشعار متطورة تنبئهم قبل وقوع “البراكين والزلازل” بوقت كافً فيخلعون ثوباً ويرتدون اخر, بعد ان بان على ثوبهم القُدم وباتت خيوطة لا تقي برد الشتاء ولا تحمي من حرارة الصيف اللاهب .
ان اقتحام المنطقة الخضراء ودخول الجماهير الى البرلمان لم يكن حدثاً عادياً او متغيراً طبيعياً يمكن تجاهله ومعاملة كحدث وانتهى الامر! فهو اكثر من مجرد اقتحام لمؤسسة الدولة فحسب بل له دلالاته ومدلولاته فهو جرس انذار دق في سماء العراق وتلقته الاحزاب الحاكمة وحاولت جاهدة مسايرة الوضع واجبرت على الانصات لكل كلمة قيلت فيه وادخلته في مختبرات وفلاتر وخضع الى مزيد من التحليل وخلصوا على ان وضعهم بات في حرج لا يوصف ورغم المكابرة وعدم الاعتراف بالخطاء قرروا الموجهة لكن بمكر وخداع ودهاء سياسي وتدليس للحقائق علهم يخرجون منتصرين هذه المرة.

.فبعد اكثر 14عام ايقنت الاحزاب الاسلامية ان صورتها لا تسر الناظرين وصار الزاماً تغير اطارها وذلك اضعف الايمان ” لصعوبة تغيير الصورة الاصلية وان خطابها الذي اعتادت علية لفترة طويلة لم يعد يطرب احداً وذهبت الى خيارات اخرى رغم خطورتها وعدم معرفة نتائجها على وجه الدقة الا انها قررت المضي به وهو خيار المضطرين وباتت تبحث عن طرقا للتخلص من الاثقال التي كانت تحملها وترميها في اقرب مستنقع حتى تنجو بنفسها فتخلت عن عناوين كبيرة وشعارات رنانة وقد تخسر شيئاً من امولها لكنه بطبيعة الحال افضل من السير في الطريق القديم الذي لم يعد سالكا اليوم .

البعض يتحدث عن ربط هذه المتغيرات ببعضها , كونها ضرورات المرحلة الجديدة التي لابد من مسايرتها , فما حدث من انشقاقات داخل الاحزاب وتنصلها عن “مشروعها الاسلامي له ما يبرره اذا قرأنا التقرير الامريكي الجديد لعراق ما بعد داعش والذي ما محتواه ” ضرب الاحزاب الاسلامية ووضع اليد على كل دينار مسروق من قبل الاحزاب في بنوك العالم وامور اخرى ؟ فقد وصلت الرسالة وبدأت الاحزاب تتسارع على خلع جلباب الاسلام الذي كانت تحتمي به وتغذية أيديولوجياً خوفاً ان يطالها الغضب الامريكي الذي لا يرحم ؟؟؟ ولا يخلو من استمالة عواطف السذج كونهم يمضون في مشروع الدولة المدينة , علاوة على ذلك فان الوضع الاقليمي والدولي هو الاخر في حالة غليان وتأزم وقابل للتصعيد في أي وقت ؟ فالنظر للوضع بمعزل عن متغيرات المنطقة هو ضرب من الخيال مالم نقل هو انتحار.

لكن الذي حدث ان هذه الاحزاب اليوم بخلعها ثوب الاسلام وارتدائها جلباب العلمانية جاء بالإكراه ويفتري من قال غير ذلكّ!!!

ان الاحزاب الاسلامية بخلعها اليوم ثوبها الاسلامي الذي كان جزء من صيرورتها بثواب اخر بل انها ابدلت حتى اسمها وتنصلت نهائيا عن فكرها الاسلامي وهي بذلك تعترف بفشلها وان كانت ترفض الاعتراف على الملاء فهي تكابر لأنها وضعت نفسها وضع المتهم الذي لا دليل لبراءته
وذهبت لرفع شعار العلمانية او المدنية في وقت كانت هي من اشد المناوئين لها فهي تعلم ” ان عباءة العلمانية واسعة تستوعب حتى امثال هؤلاء ولكن هذه العباءة ليس من الضرورة ان تكون على مقياس هؤلاء فهي صممت لمقاييس خاصة فالأحزاب تعول على جهل الجماهير والتأثير فيهم واللعب بعواطفهم مستخدمين مكانتهم الاجتماعية والدينية والاقتصادية في ان واحد فلاتزال الجدران تحتضن شعاراتهم الاسلامية فهل الاسلام هو المخطئ مثلا ام الاحزاب ؟ والاسلام هو انقى واسمى من الخطاء!!

اذن الخطاء في هذه الاحزاب فاذا كانوا هم الخطاء فلماذا يعاد تدوير انفسهم في كل مرة وما حصل من تغيير هو في الشكل وليس في المضمون فماذا فعلنا يا ترى…؟