19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

حُزنُ بحر..!
(1)
الحُبُّ فقد..!
…………
حزينٌ هو البّحر..
بتثاقل يتهادى مَوْجه لمَسّ رمل..
عروس تترك جسدها يترهّل حُضن ليلة زفّ..
ترميه دون حُبّ.. دون عَمْد..
تخاف الله أن تتمنّع فتأثم عند رَبّ..!
تغادرها نشوة البهجة.. تعتزلها فرحة عمر..
وشهدها الفيّاض بين خلايا حنيّتها يتسلّل غصب..!
ونوارس الفجر تتجوّل بين حُبَيْبات رمل..
تبحث عن براء لهو.. عن عبث طفل تعسّ..
طفلٌ يحمل قلبا في الله يُحِبّ..؟
لست أدري..
من بين شفتيها نواح رحيل.. !
أنين بدء يوم.. فحيح عويل!
نوارس ذات بطون خاوية..
تتذوق لُقيمات.. بقايا شَطّ..
وبسرعة تقذفها للمارّة.. تتركهاوالجالسين بلا
بلا أسف و.. ولا غُبن!
حَزينٌ هو البّحر..
يبتلع زَبَدُ المَىّ؛ قُبَيْل أن يصلّ للشطّ..!
ويترك للحم البضّ لسعات جلد.. وحروق قناديله تجرح حِسّ.. و
وتدوم مُرّ في حلق عِشْقِ رَوْح..!
حزينٌ هو البّحر..
حَبيبي..
في رَوْحي أنْتَ فقد..
في رَوْحى الفقدُ حُزْنٌ
حُزْنُ بَحْر..!
….
( 2 )
قدّيسٌ آثم..!
…………
حزينٌ هو البّحر..
لاتَحْزَن أيُّها البحر..؟
أنْتَ تَحْيانى عَذَابات فَقْد
وأنا أحْيَا الفقد؛ عِبَادة حُزْن بغار حُبّ..!
قديسٌ آثم زَلّ..
منذ رآك؛ تورّط فيك حُبّا فى الله..
ويأبى الشطّ ؛ يَكُن للهفِ المَوْجِ نُدْبَة خَدّ.. !
والزَبَدْ الأبيض؛ يتناثر عَ الشطّ المُهَاجر؛ رِضاب مَوْت..!
بين شفتىّ؛ تتلو تعاويذ عِشْقٍ؛ يتقطّر أوّل وآخر حُبّ..
يحْتَضر نِهْاية عُمْر..!
حُبَيْباته الذهبيّة؛ حِنيّة نينّي العَيْنِ؛ تغدو حَجْراً صَلداً.. يَشقّ الجلدْ..
سيقانٌ عاريةٌ.. تحملُ أرْوَاحاً بلاحِسّ..
وبطن القدم؛ وأنامل؛ لاتزل
لاتَزل؛ وشهقة بَياض أوّل خيط فجر؛ كُلّ يوم..
فى شَوْقِ الأعْوَامِ الخَمْس للـ (جيب الجينز)؛ المُفْترش خَدّيّ مَهَدْ..
لاتزل؛ وعاطر عَرَقٍ؛ براء حَنين بَضّ الجِسم تَمِسّ..!
وألعقُ شَهْدَ الصّمْتِ
يتهادى زَخّات ندىّ؛ قُبْلات نافذة عِشْق..!
،،،،،
حَبيبي..
مَاعادَ عَ الشطّ فى الله حُبّ..!
البحر هَجْر..
يُغَادره مَوْجٌ..
وكما ترحل فى عُمْري
عِشْقٌ فى خلايا رَوْحي بلاطعم.. مُرّ.. يَجِفّ!
وعلى البحر أخشى رَحْل..!
وحيدٌ أيّها البحر..
كلمةٌ وحيدةٌ.. كما كُنْتُ أوّحد حُبّ.. حنايا نِدَف لحم..
أحرف تسّاقط.. تفرُّمن قيد عِشْقِ رَوْح.. تتدفّقُّ مِنْ قلبٍ..
يسكنه ألم ألف ألف عام فى عُمْقِ اليمّ..
قدرٌ؛ مدينٌ لى بمساءات طويلة من الحِرْمان والحُزن..!
وصباحات عريضة التمرّد.. عَصِيّة عَنْ الرّوَاحِ دون عَوْد..
فلا.. لاتقع أسير قبضة أرقٍ؛ وِحْدة الليالي وسِياط الصّمت..
تجربة احتضار..
احتضار حُبٍّ يأبى المَوْت..!
،،،،،
حَبيبي..
لَمْ يعُد لى فى الدنيا غير أنْتَّ..
أنْتَّ و.. والبَّحر
والبَّحر.. للخلف يَنْسحبُ يوماً بعد يوم
يغدو حُفْرة مَوْت..!
حَبيبي..
دَعْنى أرى ابتسامتك؛ وأنْتَّ تُغْادر يَمّي
رُبّما..
رُبّما يوماً ما وأنا هنا
بين الصخور نثرخُضرة بقايا عُشْبِ ألقاك
رُبّما يوماً ما ألقاكَ
ألقاكَ هُنْاك..!
……
( 3 )
غليلُ التائقُ..!

حَبيبي..
لَمْ يَعُدْ البّحر يَمّي..
لايتّسع عُمْقه لتلوذ به خفايا جَرْحي..
وفى مَدى بُعْدِ المَسْافاتِ؛ التى بَيْني وبَيْن رَوْحي؛ شَوقٌ يَغْيبُ..
فى غروب وَجَعي؛ يَحْتَرِقُ قُرص الشّمْسِ..
ومن ثنيات حُضْني يهربُ وجهك؛ آخر مَدْى مَوْج..
مَوْاتُ صَمْتٍ فى رَدّ..!
وبأمْرِ الربّ تواعدتُ؛ وأميرة عَذْرَوات البَّحْرِ
لُقى عُمْقِ المَىّ..
أمير شواطيء عِشْق.. محروم مِنْ أوْحَد حُبّه و
وبجواري أنْتِ..
تستعِرُ الأحْرفُ المُتَمْرّدة ترمّد عُمْر؛ بَعْثراتُ رَوْح حياة..!
غروبٌ يُلبّي قبض الاحتضار؛ ويختفى..
ولاتزل رِقّةُ وَجْهَكِ تُنْاديني؛ ألّا أغادر شَطّ..!
صفّارة الحارس لاتزعجني..
ويُدْهشه بَلْع قُطَيْرات رِضاب حنين أنّي..!
سَيّارة الرَّشّ الأبْيَض تُسْرع..
يقتنصّ سَكن حَلْقِ المّارة؛ ويقتحمُ مَلاذْ البيوت..
ستارة كثيفة؛ تخفي قُبْلةَ المساء؛ التى تقفز مِنْ رَوْحي..
حشرجة بصَدْري هاربةٌ؛ مِتْوضأة بِعُذْرِيّة دَمْعي..!
يتساءلون:
ـ لَمْ يُغَادر الشّط مُنذ فَجْري..!
فى قَيْدِ أسْري؛ يُنْادي عَلىّ جَوْعي..
تتشقّقُ شفتاى.. تلتمس غَيّث قيظي؟
وفى جَوْفي حَشْرجات حِدّية أحرفك:
ـ هل يوجد حُبّ بهذا الشكل..؟
نَعَمْ حَبيبي..
ـ لايوجد..!
ولكنه يسوع..
يَسوع رَحِمْ وَجْدي..!
وعلى الشّطِّ يُصْلِبُني دون حَرقِ..!
فى اليَمّ دون غَرقِ..!
وعلى اليْابِسَةِ؛ بداخلى حَيْاة بِتِتْوِلد
تِتْوِلد بِمَوْتي..!
،،،،،
حَبيبي..
فى الجانب الآخر من اليمّ رفضتِ.. أبيتِ..
فى نهاية لن يكون غير مَوْتِ..!
ماجَدْوى أنْ يموت كِلانا وَحْيداً..
فى غورِ الإباء؛ لؤلؤةُ العُمْقِ؛ وصَدْفة لَحْدِ..
وعلى الشطّ أنا..
وحيداً بعيداً عَنْ الآخر
بعيداً عنكِ أموتُ وَحْدى..!
روحٌ قلقة..
فى إنكسار أبّدي تروحُ وتجيء..
يَسْكُنَها ضجيج وصّدى تأوّهات وترتّل جُدْران سُكات..
وجَعْاً دَوام فُراق شَجَنِ يَمّ.. عَفْن عُشْبٍ؛ بَيْن ثنايا صَخْر؛ فى انتحار مَوْج..
تَمَنُّع ريحٍ فى أمرسُكْن..!
وفاءٌ يُغْادِر حُبّ.. و
ومعنى يضيعُ فى تكسّرات زَبَدِ عِشْقِ رَوْحِ..
أحُرف كَلمٍ.. آخر قصيدة حُبّ..
بين أتربة هَجْر.. وهَدّ أحْلام أمْس..
تضيعُ ذكرى..
ضوءٌ يظلم إنطفاء قنديل.. ينضبُ زَيْت..
ويَفْقِدُ أغلى مايَهِبُ الربُّ لمن يُحبُّ
العُمر حُبّ..!
،،،،،
حَبيبى..
حَزينٌ هو البّحر..!
حُزْنٌ هو الحُبّ..!
حُزْنٌ أقلّ..
أم مِن شِدّة الحُزنِ؛ الحُبّ قلّ..؟
قلّ الحُبّ و
وجَفّ البّحْر..!
…..
(إهداء
حَبيبى..
وَلاأزَل
على الشطّ حَبْيبك
ولاتَزَل حَبيبى؛ أنْتَ بَحْر
حُزْن بَحْر..!)
أ.غ