هنالك عدد کبير من الابواق و الاقلام و الصحف و المواقع المأجورة التي تطبل و تزمر لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تسعى لإظهاره کنظام نموذجي و مثالي يحسد عليه وإن الشعب الايراني يعيش في رفاهية و أمان و ينعم بالحرية و الديمقراطية، وهذه اللمة المشبوهة، لايمکن لها بل وحتى إنها لاتجرٶ على توجيه أي نقد لهذا النظام الذي يغطيه العيوب ولاتکاد أن تجد جانبا إيجابيا فيه، خصوصا وإن الشعب الايراني وصل الى حد لايمکن وصفه من المعاناة على يد هذا النظام وصارت تطفو على السطح ظواهر غريبة و فريدة من نوعها کبيع الاطفال وهم في بطون أمهاتهم أو بيع أجزاء من الجسد من أجل مواجهة الظروف المعيشية الصعبة جدا، والبحث في القمامات عن الطعام أو السکن في المقابر و النوم في بيوت من الکارتون و أخيرا باتت”الحکومة الاسلامية”تقوم بتوزيع المواد المخدرة على المدمنين لأنها لاتريد أن يحتکر تجار المواد المخدرة هذا الامر و يستغلون المدمنين!!
هذا الوجه المأساوي للحياة والذي ذکرنا جانبا منه وهو أکثر تعاسة و مأساوية من ذلك بکثير، يضاف إليه حملات الاعدامات التي تطال حتى الاطفال و النساء و الشيوخ، الى جانب السجون المکتضة بأضعاف طاقاتها و التي تنعدم فيها الخدمات بإعتراف مسٶولي النظام نفسهم، وإن التأريخ الدموي لهذا النظام بحق معظم شرائح و أعراق و أطياف الشعب الايراني، هو تأريخ طويل لايسعه هذا المجال الضيق ويکفي أن نشير الى أن هذا قد صدر بحقه لحد الان 63 قرارا دوليا بسبب من إنتهاکاته الواسعة في مجال حقوق الانسان، کما إن منظمة العفو الدولية قد إعتبرت قضية إعدام 30 سجين سياسي بفتوى طائشة و غريبة على الاسلام للخميني في صيف عام 1988، جريمة ضد الانسانية، ومن المفيد جدا أن نشير هنا الى إن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، تقود منذ سنة حرکة مقاضاة ضد النظام بسبب تلك القضية حيث تطالب بمحاکمة قادة النظام وفي مقدمتهم المرشد الاعلى خامنئي و معاقبتهم على تلك الجريمة الدموية.
حرکة المقاضاة هذه التي تمخض عنها حراك شعبي في داخل إيران و کذلك تبلور إتجاه دولي يدعو لمعاقبة هذا النظام بسبب إرتکابه لتلك الجريمة، والتي لازالت مستمرة بقوة، لانکاد بل ولانسمع عنها شيئا في وسائل الاعلام العراقية الخاضعة لطهران وهناك تکتم غريب من نوعه عليها، وکيف لا، وإن النظام يعلم جيدا بأن إنتشار هکذا خبر کفيل بتوعية الشعب العراقي و دفعه لمقاضاة عملاء النظام الايراني و من ورائهم النظام نفسه على ماقد إرتکبوه من جرائم و مجازر بحقهم، ونتساءل: کم مرة على الشعب العراقي أن يقاضي النظام الايراني و عملائه في العراق على ماإرتکبوه بحقه؟!