تعتبر قضية الصحابة من أهم القضايا التي أخذت حيزاً واسعاً في الساحة الإسلامية وكانت لها انعكاسات كبيرة على واقع المجتمعات الإسلامية ولم تسلم هذه القضية من نزعة التوظيف والتسخير التي تسيطر على الانتهازيين والوصولين من أي طرف كان، الذين راحوا يتاجرون بها لتحقيق مصالحهم الضيقة، وبلغت الخطورة ذروتها عندما استخدمت هذه القضية من قبل هؤلاء لزرع الفتنة بين المسلمين وتكفيرهم واستباحت دمائهم وأموالهم وأعراضهم…
ومن بين أولئك الذين تاجروا بهذه القضية هو ابن تيمية وأتباعه حيث رفعوا شعار الصحابة والدفاع عن الصحابة بيد أن من يطلع على كتابات التيمية وعقيدتهم يجد بكل وضوح أن ابن تيمية قد تجرأ على الصحابة بل يتّهم، أجلّاء الصحابة، وحتى الخلفاء منهم، بكثرة الأخطاء والأغلاط وحب المال والتنافس والصراع مِن أجل الإمرة والرئاسة والمنصب، وتسبيب البليّات والبليّات، فوصل الحال إلى أن وقع السيف بين المسلمين، فزهقت أرواح الآلاف !!!، وفي الوقت ذاته يكفر ابن تيمية المسلمين ويبيح دماءهم وأموالهم وأعراضهم بحجة الدفاع عن الصحابة ويستخدم هذه القضية لإستقطاب طائفة معينة من المسلمين ودغدغة مشاعرهم وزجهم في محرقة الطائفية.
فقد كشف عن هذه الحقيقة المحقق المهندس مؤكداً أن ابن تيمية يصف الصحابة الأجلاء ويتهمهم بكثرة الأخطاء وحب المال والتنافس والصراع من أجل الإمرة والمنصب حيث قال:
( فهذا ابن تيمية يصف، بل يتّهم، أجلّاء الصحابة، وحتى الخلفاء منهم، بكثرة الأخطاء والأغلاط وحب المال والتنافس والصراع مِن أجل الإمرة والرئاسة والمنصب، وتسبيب البليّات والبليّات، فوصل الحال إلى أن وقع السيف بين المسلمين، فزهقت أرواح الآلاف )
أ ـ الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي: {{وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علمًا ومعرفة سنة خمس وسبعمائة مِن فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه… فهو (ابن تيميّة) سائر زمانه، يسب الأوصاف والذوات، ولم يَقْنَع بِسَبّ الأحياء، حتى حَكَمَ بتكفير الأموات، ولم يَكفِهِ التعرّض على مَن تأخّر مِن صالحي السلف، حتى تعدّى إلى الصدر الأوّل ومَن له أعلى المراتب في الفضل، فيا وَيْحَ مَنْ هؤلاء خَصْمُه يومَ القيامة، وهيهات أن لا ينالَه غضب، وأنّى له بالسلامة وكنتُ ممّن سمِعَه وهو على منبر جامع الحبل بالصالحيّة وقد ذكَرَ عمرَ ابن الخطاب (رضي الله عنه) فقال: إن عُمَر له غلْطات وبَلِيّات وأيّ بليّات؟!!
ب- ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة:1، قال: إنّ ابنَ تيمية خطّأ عمر بن الخطاب في شيء، وأنّه قال عن عثمان (رضي الله عنه) أنّه كان يحب المال…
المتاجرة بمقدسات المسلمين ورموزهم سياسة عاهرة يتبعها الانتهازيون والمتأسلمون من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح أسيادهم الذين يلعبون على إثارة النعرات الطائفية في البلاد الإسلامية كما هو الحاصل في العراق الذي أحرقته الطائفية.