18 نوفمبر، 2024 12:50 ص
Search
Close this search box.

لماذا لم تندفع داعش نحو بغداد وتقلب النظام

لماذا لم تندفع داعش نحو بغداد وتقلب النظام

الجزء الأول
بين حين وآخر يخرج علينا سياسيو العراق وآخرهم وزير الخارجية ؛ ابراهيم الجعفري ؛ مزوّرين الحقائق مغالطين الوقائع يشيدون بأبناء الجنوب من شيعة العراق وكيف انهم يضحون في سبيل ابناء المناطق الغربية من السنّة ويعملون ويحرصون على وحدة العراق ويدافعون عنها ؛؛ كلام مزيف فيه تضليل كبير لا ينطلي الا على الاغبياء والسذج الغير مدركين لدواخل الامور ومخارجها . ” لا جدال في وطنية ابناء العراق ” من شماله الى جنوبه وخاصة الواعين العقلاء , لكن الواقع في دفع وزج هؤلاء لم يكن كما يدعون . ألم يتقوّل المالكي رئيس الوزراء السابق على اهل الانبار ويصفهم بـ ” جماعة يزيد ” اذاً كيف يدفعون الشيعة ابناء الجنوب ويضحون بهم في سبيل الدفاع عن ابناء يزيد ألد أعداء الشيعة , كلام غير معقول وغير مستساغ لا يقبله عقل ولا منطق . على المسلم العاقل المدرك ان يترفع ويسمو فوق الطائفية والمذهبية لأن الله جلَ وعلى سمانا مسلمين ولم يسمينا سنة او شيعة . وحذرنا سبحانه من هذا ” وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{ (الروم: 31-32).” أي: ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع الذين بدَّلوا دينهم، وغيَّروه، فأخذوا بعضه، وتركوا بعضه؛ تبعًا لأهوائهم، فصاروا فرقًا وأحزابًا، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم . لكن مااذكره في هذا المقال هو لدلالة الواقع والايضاح وكشف ستار الامور المراد بها تعميم الباطل وفرضه وايهام المسلمين به .
داعش خلقتها اميركا وايران وبأستخدام النظامين العراقي والسوري , وكانت مدياتها واهدافها معلومة ومعروفة للمهتمين بشؤون السياسة المرسومة المفروضة بعد الاحتلال الاميركي سنة 2003 للعراق ومقاومة الثورة المشتعلة فيه والثورة واطفاء نارها في سوريا التي حدثت في آذار / مارس عام 2011 م . فكانت داعش . من غاياتها الاساسية التصدي لمن يثور ويتعرّض للإحتلال وللنظامين السوري والعراقي وتخريب البنية التحتية لهذه المناطق الفاعلة فيها . في العراق وفي مناطقه السنّية تحديداً ” لأن السنّة هم من ثار وتصدى للإحتلال الاميركي وليس الشيعة “, محافظة بغداد والانبار وصلاح الدين ونينوى ؛ الموصل ؛ وحزام بغداد واجزاء كبيرة من محافظة ديالى تهجير وازاحة سكانية وقتل وتدمير واعتقال وتخريب دور ومساجد ودوائر وجسور مدارس ومستشفيات واراضٍ زراعية . ملاين اجبروا على ترك منازلهم وآلاف مؤلّفة قاربت المليون تم قتلهم . والمساكين محشورين بين “مطرقة داعش وسندان الحكومة ” كشفت منظمة الطفولة ” الامم المتحدة ـ يونيسيف ” يوم 26 / 4 / 2017 م عن اكثر من خمسة ملاين طفل يتيم في العراق فقط من مجموع 140 مليون يتيم في دول العالم اجمع . الرقم لا يقتصر على الرقم فقط بل يدفع القارئ الكريم دفعاً الى الاتجاه بنظره نحو السياسات ” الرعناء ” التي جعلت من العراق ساحة مفتوحة للمعارك المستمرة . ويقول سياسيو العراق ان اهل الجنوب الشيعة هبّوا لمساعدة اخوتهم ابناء المناطق الغربية السنّة مفارقة مضحكة . لو ان داعش تنظيم غير مسيير وغير خاضع لجهة خارجية استعمارية . نسأل ونستغرب كناس عارفين بالأمور العسكرية والامنية والاقتصادية والسياسية . لماذا عند تعاظم قوته العسكرية وكان قريب وعلى مشارف بغداد نسأل لماذا لم يتجه الى العاصمة بغداد ويقلب الموازين لصالحه بدل المراوحة في المكان الخطئ وبالاسلوب الخطئ المعروف من الجميع . امكانية داعش المعروفة اسلحة اربع فرق عسكرية بعد ان اوعز لهم ” نوري المالكي رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في حينها , وحالياً نائب رئيس الجمهورية العراقية ” بالانسحاب وترك اسلحتهم وأستيلاء مقاتلي داعش عليها علاوة على جميع مخازن السلاح والعتاد الموجود في المناطق التي احتلوها وعشرات الآلاف من السيارات المفخخة والاعداد الهائلة من الانتحاريين . كان بمجرد اتجاههم الى بغداد يعم الهرج والمرج ويهرب من يهرب من السياسيين والقادة والمسؤولين الحزبيين والعسكريين . بحيث لا المطارات ولا معابر الحدود قادرة على استيعابهم وتُرغِم الحكومة الاميركية على تلبية وتنفيذ ما يريدون مقابل الحفاض على ارواح “عشرة الاف منتسب اميركي ” بين عسكري و مدني في سفارتها في بغداد ” المنطقة الخضراء ” لكن الامر محسوب ومرسوم له لأمور ذكرناها في مقالاتنا السابقة ولا مجال لأعادة ذكرها الآن . نذكّر القارئ العزيز ان اسرائيل كانت مسيطرة على كل منطقة سيناء وقناة السويس من بحيرة التماسيح ولحد البحر الابيض المتوسط بأربع فرق عسكرية وداعش تفوقها عددا وتماثلها تسليحاً كان بأمكان داعش ان تفعل ما تريد وبسهولة لكن ما خفيَّ كان اعظم . داعش لا تزال منتشرة في مناطق متفرقة من العراق وخاصة منطقة ” تلّعفر” في الموصل وغربي الانبار . من الملاحض التعتيم الاعلامي على داعش وكأنها انتهت وغياب وانقطاع التفجيرات داخل العاصمة بغداد والمحافضات وكأن هذا الامر متعلق كلياً بموضوع داعش وتواجدها في الموصل ” محافظة نينوى ” بينما الدلائل كلها تشيربأن للحكومة والاحتلال الاميركي والايراني لهم اليد الطولى في ذلك . الأنتخابات العراقية قريبة في نسان / ابريل 2018 م وجميع سياسيي العراق ومن يسييرهم ويرعاهم يطبّلون ويزمرون لها ويصرّون عليها بغية بقائهم في السلطة الدلائل كلها تشير على مشاركتهم واستكمال مخططات المحتلين المرسومة للإستمرار في تدمير العراق وشعبه وتخريب نسيجه الاجتماعي واثارة النعرات الطائفية والقومية والدينية والمذهبية التي يعتاشون عليها :عبدالقادر ابو عيسى كاتب ومحلل سياسي حر مستقل

أحدث المقالات